تحذير هام

أي شخص سينقل حرفا من هذه المدونة دون كتابة اسمي اسفله سيعرض نفسه للمسائلة القانونية
Anyone will be transferred characters from this blog without typing my name below it will show himself to legal accountability

الأحد، 1 يناير 2012

أنا لحبيبي وحبيبي الي ( رواية )



هذه الرواية بقلمي ( أمنيه السعدني )






أسميت قصتي كما أريد ولكن أعطيكم الحق في تسميتها كما تريدون

أترك لكم اسمها تبعا لما قد تمثله لكم 
أردت أن تكون القصة كمذكرات تكتبها البطله 
فترون كيف تتهكم من مواقفها 
ترون كيف تقلب حالها 
وكيف لعبت الأيام معها ؟؟

خلطت اللغات واللهجات لأكتب لكم قصتي مليئة بالمشاعر والرومانسية التي نفتقدها هذه الأيام 
أقدم لكم قصة كتبتها بقلمي المتواضع 
عسي أن تنال اعجابكم 
 ( أمنيه السعدني )


( 1)

( حاملة السيف )

الظلام يلف المكان .... برد قارص ... أمطار شديدة ... برق يخترق ضوءه الظلام ...رعد يزلزل صوته الكيان ...قطرات المطر وكأنها قطرات من نيران تدق الأرض دقا عنيفا ...طريق طويل هناك يكتنفه الظلام ولا يسير به أحد في نهايته يقع ذلك البيت الكبير .... الكثير من الناس يهرولون الي بيوتهم هربا من البرد والمطر 
وأتسائل لماذا لا أهرب مثلهم ؟؟؟؟
لماذا أقف هنا أمام هذا الطريق كتمثال ثلجي جمدته برودة تلك الليلة الشتوية المظلمة 
لماذا أحدق بذلك الطريق وكأن حياتي قد توقفت علي السير في هذا الطريق .... يداي تحملان سيفي .... سيفي الذي يلمع في الظلام بشده .... سيفي الذي هو رمز قوتي ... رمز كرامتي وكبريائي .... رمز كل شئ قد يعني لامرأة ...رمز حبي وعاطفتي ... رمز قلبي وعقلي .
أحمله وأتمسك به وكأني لا شئ بدونه 
فكرت قليلا و أخيرا اتخذت قراري بالسير في ذلك الطريق الذي يبعث الرعب في قلوب من يمرون أمامه ...
كنت أردد ( سأصل اليك مهما كلفني الأمر ) 
وصلت في نهاية الطريق الي ذلك البيت الكبير ... بطريقة ما لا أعرف كيف استطعت دخول ذلك البيت والوصول الي تلك الغرفة وكأني من سكان هذا البيت 
مددت يدي ببطئ الي مقبض الباب و أنا اسمع دقات قلبي تعلوا وتعلوا لتصم الأذان 
دخلت الغرفة فوجدت شاباً يرقد في فراشه 
ترتسم علي وجهه علامات البراءة ... تجذبك ملامحه وجمال هيئته عندما تراه 
يالك من فاتن ... يا من كنت حبيبي 
يا من أحببتك أكثر من روحي 
يا من تسري في دمي 
يا من سأقتلك الآن 
أجل سأقتلك لأريح نفسي من شقاء البعد عنك 
كم أنا حزينه لأن سيفي سيرتفع لأول مرة في وجهك أنت 
كنت غارقه في تأمله ليستيقظ هو بدوره وينهض عن الفراش ويقف أمامي ونظرات الدهشة ترتسم علي وجهه 
وكأنه يخاطبني بعينيه ليقول لي ( لماذا ؟؟ . ماذا فعلت لكي ؟ ) 
أتجرؤ الآن علي سؤالي لماذا 
اشتدت قبضتي علي سيفي وأنا أرفعه في الهواء وأردت أن أهوي به علي عنقه 
ولكنه مد يده لينتزع مني سيفي وينظر لي نظرة طويله قبل أن يطعنني بذلك السيف 
لأتألم أنا بدوري وأصرخ صرخة مدويه

أستيقظ علي اثرها من النوم ..
(2 ) 
(حازم )
استيقظت والخوف والألم يحيطون بقلبي 
استيقظت وأنا أشعر بتلك الطعنة بحق 
وكأنني تلقيتها في الحقيقة وليس في الحلم 
في ظني أني حقا تلقيتها 
فطعنة الفراق والبعد والوحدة أشد قسوة ً وألماً من طعنة ذلك السيف .... لماذا حلمت ذلك الحلم ؟؟
لا أدري 
لماذا لا تزال صورته عالقة في ذهني وتطاردني في أحلامي ؟؟؟
ماذا فعل لي ليجعلني مغرمه به الي هذا الحد ؟؟ ....الاجابة لا شئ .. لا شئ البته 
تلك السطور بدأت بها مذكراتي التي قررت أن أكتبها منذ عامين في يوم الخميس 25 يونيو 2009 
أعتقد حقاً أن قصتي تبدأ في هذا اليوم ولكنها لا تزال تحمل رحيق الماضي فالماضي يشكل الحاضر والحاضر ينبأ بالمستقبل 
ايه الكلام الكبير اللي بقوله ده )
أتذكر الآن كم مر منذ يوم تخرجي ..... اليوم الذي كرهته بقدر ما عشقه وتمناه وحلم به الكثيرون ... أجل كرهته 
فأنا أكره كل نسمة هواء تحول بيني وبينه 
انه حلم حياتي ... حبي الوحيد ....أصدق شعور مررت به ....الشخص الوحيد الذي سكن قلبي 
فالرجل في نظري هو من أشعر بجواره أني امرأة 
يااااااااااه مرت خمس سنوات 
تعرفت عليه في الجامعة ... كان شاباً رائعاً ... أتعلمون عندما تتجسد كل المواصفات التي قد نتمناها في فارس الأحلام الذي يأتي الينا بسيارته البيضاء ( أيام الحصان خلصت خلاص )
كان رائعاً بحق ... انه حبيبي السابق ... حسناً لن أكذب ... كان حبي له من طرف واحد فقط .... وكيف يكون من طرفان .... فمن أنا لأحظي بحبه واهتمامه ... كان الجميع يحبونه ويحترمونه ويعشقونه 
كانت الحسناوات تتنافسن في الحصول علي قلبه 
أتذكر تلك الأيام ....أجل أيام فأعوام الجامعة بالنسبة لي ليست سوي ايام فلحظات السعادة دوماً تكون قليلة وقصيرة 
كانت الجامعة بالنسبة لي حديقة غناء بها وردة ذهبيه تلك الوردة هي حازم ..... معشوق الجميع ... نجمه متوهجه 
.. وردة تنشر عبيرها في كل الأنحاء 
كائن أسطوري نراه نادراً 
أو قد لا نراه طيلة حياتنا 
نسمع عن أوصافه فقط في قصص الحب المشتعله 
كان متربعاً علي عرش قلبي الذي لم يعشق ولن يعشق سواه 
لو تمكنت من تلخيص صفاته في كلمة واحدة ستكون الجمال 
ليس جمال الشكل بل الجمال بمعني الكلمة 
قد تتسائلون من أنا بجواره ؟؟؟؟
لماذا كان حبي له من طرف واحد ؟؟؟
لماذا وُضعت كل تلك الحواجز بيننا ؟؟ لماذا ؟؟
لسبب بسيط جداً ... لأني عاديه ... عادية بدرجة امتياز ... أملك جسداً مترهلاً وملامح لا تليق بخادمة له
كنت أفهم الجمال بشكل خاطئ 
و لم أدرك ان الله سبحانه وتعالي خلق الانسان في أحسن تقويم 
وأن الجمال الحقيقي هو جمال الداخل وليس جمال الخارج ..... وكل تلك الأفكار حينها دفعتني لبئر اليأس 
ذلك الشئ اللعين الذي منعني من محاولة جعله يلاحظ حتي بركان المشاعر الثائر داخلي 
وتزداد حممه كل لحظة

(3 )
( وزني )

كانت حياتي في تلك الفترة مليئة بالحزن 
ليس لفشلي الذريع في محاولة جذبه الي وعدم فوزي بنظره منه ولكن...
بسبب ذلك المرض اللعين الذي يدعي البدانه 
ذلك المظهر الذي كان يعرضني للكثير من السخرية من قبل الفتيات الحسناوات 
كم كنت أكره همساتهن وضحكاتهن وأنا أسير أمام أي منهن 
كم كنت أكره نظرات الاشفاق أحياناً 
كم كنت أكره ذلك السؤال ( مافكرتيش تعملي ريجيم ) أو ( أنا عندي ليكي نظام ريجيم انما ايه تحفه يخسس 10 كيلو في 60 سنة )
أو ( أنتي عارفة لو خسيتي هتبقي أموره أوووي )
ملللت من كل ذلك .. مللت من اتباع الوصفات التي قد تخبرني بها احداهن كتلك الوصفة المريعة ( أغلي توم وحطي عليه بقدونس وليمون ) ثوم أهذا حقيقي (يعععععععععع ) ما أبشع ذلك الطعم وتلك الوصفة 
أردت أن أصرخ من أعماقي : محدش يكلمني عن وزني تااااااااااااااااااانننننني
حسناً سأهدأ كلها أيام ولت في طي النسيان 

أتذكر يوماً ما وصفني أحد أساتذتي بأني شخصية مسالمة أستطيع التعايش مع نفسي بهدوء ... لم أصدق كلامه حينها ولكني أدركته بعد ذلك 
وحاولت اكتشاف نفسي 
ماذا يمكنني أن أفعل ؟؟؟ ماذا يمكنني ان أكون؟؟؟
هل أنا موهوبة في شئ ما ؟؟
هل أنعم الله علي بموهبة ما أستطيع من خلالها اخراج شحنة الأحاسيس بداخلي 
وياللا فرحتي عندما كانت الاجابة علي ذلك السؤال هي نعم 
منحني الله موهبة الألوان ..ز تنسيق الألوان والأزياء وابتكار الجديد 
ربما عملا بتلك الحكمة ( فاقد الشئ يعطيه ) فتلك الأزياء والألوان التي أرسمها أحياناً لم تكن لتناسب أمثالي من البدينات التعيسات ... بل هي للرشيقات فقط ..
أتذكر كم كنت أقف لساعات أحدق بواجهات المحلات 
أتأمل الأثواب الرائعة التي كنت أحلم يوماً ما بارتدائها ولكنها لا تناسبني بالطبع 
تخرجت في الجامعة وبقيت أقطن مع عمتي لفترة فأنا كنت أعيش معها منذ أن توفي والداي وعندما أخبرتها أني استأجرت شقة صغيرة لأعيش فيها وحدي 
بكت وظنت أني أريد ان أتركها ومللت من البقاء معها 
ولكن الحقيقة لم تكن كذلك 
فقد قررت الرحيل لأريحها من نفقاتي كما أنني أردت أن أعمل وأن اعتمد علي نفسي في الحياة والعيش 
بالطبع ساندتني موهبتي وحصلت علي وظيفة ممتازة في احدي المجلات النسائية التي تهتم بالأزياء والمرأة 
بالطبع كان علي تخفيف وزني حتي يتلائم مع وظيفتي 
ليتحقق حلمي أخيراً وبصعوبة وأصبح ذات جسد متناسق 
وبسبب تفرغي للعمل واجتهادي وحبي له تمت ترقيتي بسرعة وبسهولة 
فأصبحت ولله الحمد رئيسة قسم الأزياء 
وذات يوم دخل رئيس التحرير وقال لي .....

(4 )
(الزفاف )
حسناً لن أخبركم بما حدث في ذلك اليوم ولكني سأعود بذاكرتي للوراء 
منذ ثلاثة أعوام تحديداً يوم الأربعاء 25 يونيو 2008 
لم أكن قد أصبحت رئيسة قسم الأزياء بعد وقد كلفني رئيس القسم السابق باجراء حوار مع احدي مصممات الأزياء العالميات التي مكثت لشهرين فقط بالقاهرة وبقي لها يوماً واحداً فقط علي المغادرة وعلي أن أجري معها هذا اللقاء فوراً في الفندق الذي تقيم فيه حالياً .....
ذهبت عصر ذلك اليوم امتثالاً لأمر المدير ...وحباً أيضاً في لقاء تلك المصممة الانجليزية .....( ليليان ) هذا كان اسمها 
التقيت بها في غرفتها بالفندق ثم نزلنا سوية لاستقبال الفندق حينها قالت لي

lilian ; you are really smart person lara 
ليليان : أنتي فعلا شخصية رائعة يا لارا ( اه اسمي لارا فيها حاجة دي )

lara ; thanks mrs .lilian 
لارا : شكراً مدام ليليان

حينها وصلت لأذاننا بعض الضوضاء القادمة من مدخل الفندق ورأيناً حشداً من الناس يدخلون الفندق وهم يزغردون ويدقون الطبول ويغنون احتفالاً بالعروس التي قدمت للتو لزفافها باحدي قاعات الفندق

lara : it seems there is a wedding 
لارا : باين ان فيه فرح

lilian : yes i know i've been invited to it 
ليليان : أنا عارفة أصلي معزومة علي الفرح ده 

lara : really so why you didn't go and how do you know them 
لارا: بجد طب ليه انتي مارحتيش وتعرفيهم منين

lilian : my plane leaves after 2 hours that's why i didn't go 
but i don't really know them it just a business relationship i designed the dress and she liked it alot so she invited me 
ليليان : طيارتي هتغادر بعد ساعتين دي اجابة سؤال مارحتش ليه 
لكن أنا معرفهمش بجد دي مجرد علاقة عمل أنا صممت فستان العروسة ولما عجبها عزمتني علي الفرح

lara : i really want to see this dress but unfortunately it's not allowed to enter without an invitation 
you know if i can entert i will write too much in the essay about the dress . bad luck 
لارا : أنا بجد نفسي أشوف الفستان ده بس للأسف ممنوع الدخول من غير دعوة ياه لو أقدر أدخل كنت كتبت كتير عن الفستان في المقال . حظي وحش 

lilian : don't be sad i can give you the invitation i had and you can write what do you want 
ليليان : ما تزعليش أنا ممكن أديكي الدعوة اللي معايا وساعتها تقدري تكتبي اللي انتي عايزاه 

lara : oh really thank you mrs . lilian i really appreciate that you are so kind 
لارا : بجد شكراً مدام ليليان أنا بجد بقدر ده انتي شخصية طيبة جداً

ولحسن حظي كنت أحمل الكاميرا خاصتي وأردت أن أقوم بالتقاط بعض الصور للفستان 
بالفعل دخلت لقاعة الزفاف ....
لم أهتم في البداية بالتصوير ولكن بهرني ذلك الزفاف 
زفاف راقي والحضور جميعاً شخصيات هامة وراقية 
وتمكنت من التعرف أيضاً علي بعض وجوه رجال الأعمال من المدعويين 
تمكنت بصعوبة وسط الزحام من الوصول الي المكان حيث يجلس العروسان 
كان قلبي ينبض بشدة قبل أن أتمكن من رؤيتهم فلطالما بهرني ذلك المنظر كثيراً فلطالما تمنيت أن أحظي به وأكون جالسة علي ذلك الكرسي بجوار حازم 
ثم أفقت من تلك التخيلات عندما وقع نظري علي الفستان كم هو رائع ( يستاهل اللي اندفع فيه )
ثم رفعت بصري لأري وجه العروس .... كانت فتاة جميلة جدا ً وكأنها ملكة ورأيتها تميل ال مليكها تحدثه وفجأة ......


(5)

( الصدمة )

لا .... لا يمكن ... مستحيل 
رأيت العريس ... انه هو ... حبيبي .... انه حازم 
توقفت الدنيا في عيناي للحظات وكأن قلبي قد توقف أصبحت أحدق ولا أري أصبحت أسمع ولا أعي 
لكن مهلاً 
لا ... لا ... يجب أن أفكر .. يمكن أن يكون شخصاً يشبهه لا أكثر ( يخلق من الشبه أربعين ...اه )
قررت وضع حد لهذه الحيره بسؤال أحد المدعويين ...
لارا : من فضلك ممكن تقولي اسم العريس ايه ؟؟؟
الشخص : ازاي يعني جايه علي فرح وماتعرفيش اسم العريس ... اسمه يا ستي حازم كمال ....رجل الأعمال المشهور ... مالك يا اسمك ايه انتي بلمتي كده ليه 
هل سمعتم الاسم معي أم أنني أهذي 
أجل قال اسمه .. قال : حازم كمال 
أتشعرون بالحرارة داخلي 
هل ترون لون وجهي ؟؟ .. ألي أحمر اللون 
تجمعت الأحاسيس بداخلي 
الغيرة والغضب 
رأسي تدووور بشده 
أيتها الدموع الساخنة عديني بالوفاء الآن 
لا تخونيني أرجوكي وتنحدري علي وجهي 
دعيني أراه بوضوح حتي لو في هذا المنظر البشع 
أيها القلب اهدأ ولا تجعل صوت ضرباتك يصل لأذنيه فيزعجهما 
اذا كنت تحبه حقاً دعه يشعر بالسعاده 
حتي ان لم يكن معك 

قررت الرحيل .. الابتعاد عن ذلك المكان ... خرجت وكنت أترنح من هول تلك الصفعة علي وجهي من أثر الصدمة 
جائني أحد موظفي الأمن بالفندق ليساعدني 
فما كان مني سوي ضربه بحقيبتي ليبتعد الرجل وهو مندهش وحزين ( خيراً تعمل شراً تلقي ) 
لم أهتم بما قد انطبع في ذاكرة ذلك الرجل المسكين عني بأني مجنونة 
كل ما كنت أبه له الآن هو أسرع طريق للبيت لأبلل وسادتي كالعادة ولكن هذه المرة ليس بالدموع بل بدموع من دم ...

لنسرع الأحداث قليلاً مرة أخري وندير عجلة الزمن للأمام 
الي يوم الخميس 25 يونيو 2009
صباح الحلم و ( ذكري الصدمة السنوية ) 
كنت أجلس لمكتبي بهدوء كالعادة 
لا أهتم باحصاء الايام التس تشابهت بالنسبة لي منذ ذلك اليوم 
أصبحت رئيسة القسم الآن بالفعل 
وقد استقال مساعدي منذ يومان لظروف عائلية لذلك يجب أن يعين مساعداً جديداً لي اليوم 
أتي رئيس التحرير حينها وقال 
رئيس التحرير : آنسة لارا أحب أعرفك علي مدام ندي واللي هتكون مساعدتك الجديدة

هببت واقفة أتطلع للباب لتظهر نادي من خلف المدير ببطئ وتأتي لتصافحني 

( البراءة ) 
تلك كلمة واحدة ألخص بها ندي ... كان جمالها يكمن في برائتها 
كانت تملك وجهاً طفولياً وشعر بني اللون قصير وعينان خضراوان لامعتان 
كانت جميلة للغاية ترتاح لمظهرها النفس 
شعرت وأنا أراها بتلك الموسيقي العذبة التي ترافق أي منظر خلاب من صنع الله 
ولكن فجأة تحولت تلك الموسيقي لقرع الطبول 

(6)
( ندي )

ظللت أحدق قليلاً في وجه هذا الملاك البشري الماثل أمامي 
ظننت أني رأيتها من قبل !! ... لاحظت هي نظرتي الثابته اليها وسألت 

ندي : انسه لارا بتبوصيلي كده ليه ؟؟ يا تري أنا بفكرك بحد 

لارا : حاسة أني شوفت حضرتك قبل كده بس صراحة مش فاكرة فين 

ندي : والله كان يبقي شرف ليه لو أنا شفت حضرتك قبل كده ولو أني ما اعتقدش انو حصل 

لارا : الشرف ليه أنا يا مدام ندي .. لكن فعلاً عندي احساس كبير اني شفت حضرتك قبل كده ... لكن هفتكر علي مهلي 

ندي : يا تري فيه أي شغل أقدر أقوم بيه 

لارا : واضح انك متحمسه للشغل .. لكن لازم أحذرك الشغل معايا متعب 

ندي : أنا متأكده أني هكون قد المسؤولية ان شاء الله 

لارا : أوكي ابعتي الورقة دي بالايميل للمطبعه 

ندي : حالاً 

تصنعت أني عدت لمتابعة العمل و أكملت مراقبتها ولمحت في يدها خاتم الزواج ... أنا متأكده أني رأيتها قبل الآن ...
مهلاً !!...
لا !! لا !!! لا !!!
لا مستحيل ... لا يمكن أن تكون هي 
أجل انها هي ... العروس ... الزفاف ... انها زوجته .... زوجة حازم 
الآن معي بمكتبي 
هل هذا ممكن 
لا اااا لا أستطيع تحمل المزيد ... 
اضطرب تنفسي حينها ولاحظت هي ذلك 
ولمعت الدموع في عيناي .... نهضت عن مكتبي بسرعة وتوجهت لخارج الغرفة ... ذهبت لدورة المياه 
و بدأت أنظر لنفسي في المرأة قائلة تماسكي .. تماسكي قليلاً ... انت قوية ... لا تنفعلي هكذا ... توقفي عن ذلك )
وفكرت قليلاً لقد تحملت بالفعل فكرة زواجه وتواجده مع امرأة غيري لمدة 3 أعوام لماذا كل هذا الحزن الآن
ذلك ما كان يقوله عقلي

ولكن بالطبع قلبي كان له رأي اخر
كان يقول : لما لا تحضرين سكيناً معكي غداً لتقتليها ... كيف لا تقتلينها وقد انتزعت روحك منك ... أو ربما تستخدمين طريقة اخري خبيثه للايقاع بينهما حتي يتطلقا .
صرخت حينها : بطلوا تتخانقواا جوايا ( ده ايه الجنان ده ... فله )
لا .. لا .. لم أصب بالجنون بعد 
ولكنب قررت أخيراً كيف سأتعامل معها ...

(7 ) 
( أنا لحبيبي وحبيبي الي )

حسناً لقد اتخذت قراراً أريدكم أن تساعدوني عليه ( لا لا لا أنا مش جمال عبد الناصر ومش هتنحي ... واحد بس اللي اتنحي الأيام اللي فاتت دي لكن أنا لأ )

قراراً صعباً اتخذته في نصف ساعة من الصدام بين عقلي المتفهم وقلبي المندفع وأخيراً اتخذت القرار
قررت الصبر ... قررت التحمل ... قررت السكوت 
قررت أن أسمع ولطالما سمعت رأي عقلي 
لن أطاوعك هذه المرة أيها القلب ... فجراحك المثخنه جعلتك أكثر جنوناً من ذي قبل 
... لم يرتكب ذنباً بزواجه ... لم ترتكب ذنباً لكونه زوجته 
هذه المرة علي أن أضحي كالعادة ... فالحب يجعل الانسان يضحي ولو حتي بروحه لاسعاد من يحب 
لم يكن حازم لي من البداية .... بل هو لها هي 
و أتمني أن تعطيه السعاده التي لا أستطيع منحه اياها ... السعاده التي يستحقها ... ولكن لن يمكنني أن أظل واقفه لأراقب حياتهما من بعيد 
علي أن أكون جزءاً منها أريد أن أصبح صديقة لندي 
أريد أن أعرف هل هي جيدة بما يكفي له أم لا 
كما أني اشتقت لرؤية عيناه التي أغرق في بحرهما كالسمكة الصغيرة

صححت هيئتي وأخفيت أثار جنوني التي بدت علي وجهي وعدت لمكتبي مرة اخري وكأن شيئاً لم يكن وبمجرد أن دخلت سألتني 

ندي : هو حضرتك كنتي فين أنا قلقت عليكي جداً كان واضح انك تعبانه

لارا : لا لا أبداً كنت بخلص ورقة برا 

ندي : بس.....

قاطعها هاتفها الذي دق علي أنغام السيدة فيروز وهي تقول ( أنا لحبيبي وحبيبي الي ... يا عصفورة بيضا لا بقا تسألي ... لا يزعل حدا .. ولا يعتب حدا .. أنا لحبيبي وحبيبي الي ..............معلش سرحت في الأغنيه )

والأمر كان جلياً وواضحاً كفايه أن من يتصل بها هو زوجها ... هو حبيبي ... هو حازم 

أخذت ندي هاتفها لتتحدث بالخارج وتسارع قلب كما تسارعت خطواتها المتجهه نحو الباب لتخرج وتغلقه خلفها 

وحينها اشتعلت نيران الحيرة بداخلي 
ماذا يقولان ؟؟ ... هل يقول لها كم اشتقت اليكي ... هل تسمع هي الآن صوته الذي اشتقت لسماعه 
هل يتبادلان الآن كلمات الحب والشوق ؟ هل هاتفها ليطمأن عليها في عملها الجديد ؟ هل سألها عن رئيستها ؟؟؟ 
هل تحسن تلك الرئيسة معاملتها أم لا 

لا تقلق يا حازم سأعاملها جيداً من أجلك ... لن أتخلي عن قراري الذي اتخذته .... علي الآن أن أهدأ 
عندها دخلت ندي وعادت الي مكتبها بهدوء وكانت تبدوا علي وجهها علامات السعاده والارتياح 
أجل لم أخطئ كان المتصل هو حازم 
ولكني لازلت أريد ان أعرف ماذا قالا؟؟؟

تصنعت البراءة وحسن النيه وسألت 

لارا : يا تري مين كان بيتصل بيكي ؟؟

ندي : ده حازم جوزي كان بيطمن عليا في شغلي الجديد أصل كان بيحصلي مشاكل كتير في الشغل القديم .. فحب يطمن يعني

لارا : وطمنتيه بقا

ندي : آه الحمد لله وقلتله أن أنا ربنا عوضني بمديره جميله ومحترمة زي حضرتك

كم أنتي بريئة يا ندي تتحدثين لزوجك عني 
لم أرد التفكير بالأمر مرة أخري ودفنت رأسي بين كومة الأوراق والصور أمامي وأظن أني قد انهيت عمل أسبوعاً كاملاً في ذلك اليوم الذي مر بعد ذلك بهدوء حتي عدت لمنزلي وأنا أكاد أجن مما حدث اليوم 

فحقاً العالم صغير جداً والصدف تفعل المستحيل ...

(8)
( مش هتنازل عنك ابداً )

عندما عدت لمنزلي .. لم أهتم بالقاء تحيتي المعتاده عليه ( مجنونة بقا أنا عارفة لكن الوحدة بقا )
وظللت أفكر لساعات كيف السبيل لمصادقة ندي صداقة متينة ( أنتيم يعني ) كيف ؟؟؟ كيف ؟؟ كيف ؟؟

لم تخطر ببالي أية أفكار ونمت ليلتي بهدوء كالعادة واستيقظت في الصباح التالي وكل شئ علي طبيعته ممل وعادي حتي ذهبت الي مكتبي في التاسعة فوجدتها هناك منذ الثامنة والنصف ( وصلت قبلي عايزة تاخد مكاني وللا ايه )

فسألتها 
لارا : جاية بدري عن المعاد يعني

ندي : أصل بصراحة متحمسة أوووي حبيت حضرتك وحبيت الشغل من أول يوم

لارا : من القلب للقلب اطلعي لي بره
عموماً واضح ان احنا هنعرف نشتغل مع بعض كتير طول ما انتي عندك الحماس ده بس ياريت تحافظي عليه ..
وعلي العموم أنا عندي ليكي شغل يا ستي تضيعي فيه كام ساعة 
هتلاقي ملف لفساتين الفرح علي اللاب توب عايزاكي تقسميهم حسب المصممين بحيث تعملي ملف لكل مصمم وتقسميهم علي ملفين للعرب والغرب تمام 

ندي : حالاً

وبمجرد أن فتحت اللاب توب حتي رن هاتفها علي تلك الغنية ( أنا لحبيبي وحبيبي الي ) أغنية لا أستطيع أن أكرهها ولكن أصبحت تمثل لي حادثاً صعباً يحدث كل يوم 
وبالطبع أخذت الهاتف لتتحدث خارج المكتب فوجدت نفسي أضبط هاتفي أنا علي أغنية معينة 
عادت بعد ذلك لمكتبها بهدوء وبعد حوالي نصف ساعة رن الهاتف 
هاتفي أنا هذه المرة علي أنغام ( ياللي اتديت لحياتي في حبك طعم ولون .. مش هتنازل عنك أبداً مهما يكون ..مش هتنازل عنك أبداً ... مش هتنازل عنك أبداً .... مش هتنازل عنك أبداً مهما يكون )

وأصبح الأمر كأنه صراع بالأغنيات فهي تجرحني بأنا لحبيبي وحبيبي الي وانا ارد لها الطعنة بمش هتنازل عنك أبداً أجبت الهاتف وكان صاحب المطبعة ولم يكن بالأمر الهام أنهيت المكالمة وسمعت صوتها وهي تقول 

ندي : مش معقول هههه صدفة غريبة 

لارا : و ياتري ايه هي الصدفة دي

ندي : أصلي شوفت تصميمهات ليليان أصل أنا اتعاملت معاها قبل كده 
أردت أن أزيد دهشتها فقلت لها 

لارا : ندي !!! افتحي كده ملف 2008 شهر يونيو عدد الأسبوع الرابع 
عندما فتحته فغرت فاهها عجباً اذ رأت صورها وهي ترتدي ثوب زفافها 

ندي : ده .. ده ...ده أنا 

لارا : مظبوط أنا اللي غطيت يوم فرحك 

ندي : معقول .. ازاي 

لارا : مكانش تغطية ليوم فرحك تحديداً كنت في مقابلة مع ليليان في نفس اليوم وقالتلي ان هي اللي صممت فستانك فضميت شوية صور للمقابلة .. الدنيا صغيرة أووي مش كده 

ندي : فعلاً 

لارا : بس علي فكرة الفستان كان جميل وشغل ليليان معروف بالهدوء 

وما أن نطقت هذه الكلمة حتي لمعت في رأسي فكرة جيدة لمصادقتها ولكني كتمتها لبعض الوقت ولم أنطق بها سوي بعد نصف ساعة فقلت 

لارا : ندي .. يا تري عندك حاجة بعد الشغل 

ندي : اممم .. لأ حازم بيرجع الساعة 6 يعني قدامي حوالي 3 أو 4 ساعات ... بتسألي ليه ؟؟

لارا : أصل كنت عاوزة أنزلي اشتري شوية اطقم وكنت عايزاكي تساعديني والمول قريب من هنا ربع ساعة بالعربية وهوصلك كمان لاحد البيت ايه رأيك ؟؟..

ندي : أوكي .. مفيش مشكلة

(9 ) 
( أناتيم )

انتظرنا حتي الساعة الثانية ( موعد الذهاب ) وذهبنا معاً في سيارتي الي المول 
تبضعنا في عدة محلات وكانت هي تختار أطقم وملابس واكسسوارات رائعة تنم عن الذوق الرفيع يبدوا أنها كانت فتاة من عائلة ثرية .. وكيف لا تكون كذلك وقد كان فستان زفافها من تصميم مصممة عالمية 
والحق كل الحق ... ذوقها كان عالياً جداً في الاختيار وكانت تختار بدقة وعناية وجودة لدرجة اني شعرت امامها بالجهل في الازياء والموضه 
استغللت الفرصة وتبادلت معها اطراف الحديث لأحاول سحبها لعلاقة صداقة قوية ومعرفة وطيدة 
وعندما أنهينا جولتنا 
ذهبنا في سيارتي الي منزلها كما وعدتها ان اوصلها اليه 
كانت تصف لي الطريق حتي وصلنا الي فيلا صغيرة في حي راقي وعندما أوقفت السيارة قالت 
ندي : ياللا اتفضلي معايا بقي عزومة مراكبية طبعاً )

لارا : اتفضل معاكي فين

ندي : ادخلي معايا البيت تاخدي معايا فنجان شاي وافرجك علي الفيلا ده حتي حازم مش هنا وهنقعد مع بعض براحتنا 

لارا : بجد مش هينفع النهارده .. مرة تانية ان شاء الله

ندي : وحياتي تيجي 

لارا : خليها مرة تانية اصلي بجد تعبانة النهاردة

ندي : طيب ماشي بس وعد انك هتيجي 

لارا : وعد 

جيد جداً عزومتها هذه كانت تدل علي أننا أصبحنا أصدقاء ليس بشكل مقرب بالطبع ولكن هذه هي البداية 
في الأسبوع الذي يليه قالت لي

ندي : لارا !! ( بقينا اصحاب مابقاش فيه حضرتك بقا )

لارا : نعم 

ندي : المرة اللي فاتت واحنا في المول عجبتني فستان سوارية شيك اوووي بس ماكانش معايا فلوس كفاية ايه رأيك نروح تاني النهارده بعد الشغل ... يا تري وراكي حاجة ؟؟ ( جت منها المرة دي والخطة نجحت )

لارا : لأ أنا فاضية النهاردة عادي نروح أنا كمان كنت عاوزة اشتري شوية حاجات 

ذهبنا للمول مرة اخري وأصبحت نزهات وتبضع بعد الدوام يومياً أصبحنا نتحدث بالساعات ولم نكن نذهب للمول فقط فقد ذهبنا مرة سوياً للمطبعة وأتت لبيتي في احدي المرات وأصبحنا نتبادل بعض الهدايا البسيطة وأصبحنا كما أردت ( أناتيم )

علاقتنا كانت تقوي يوما بعد يوم ولكن حتي ذلك الحين لم أكن قد دخلت بيتها بعد ولم أر حازم 
وفي أحد الأيام ...

( 10 )


( دعوة )

كنا في المكتب نعمل كالعادة حتي رن هاتفها بتلك الأغنية التي اعتدت عليها ( انا لحبيبي وحبيبي الي ) خرجت لتجيب كعادتها ثم عادت ضاحكة فسألتها

لارا : باين فيه خبر كويس مخليكي بتضحكي كده

ندي : أصل حازم فضل يتريأ عليه في التليفون لأني مش بكلمه غير عنك

لارا : عني أنا !!؟؟

ندي : أيوه .. بقوله أد ايه انتي شخصية جميله ومحترمة ومديرة موهوبة جداً ففضل يقولي انتي شكلك بقيتي تحبيها أكتر مني وفضل يضحكني 
ده من كتر كلامي عنك بقا متشوق انه يشوفك علشان كده ايه رأيك تتغدي عندي النهارده انتي مادخلتيش بيتي ولا مرة لاحد دلوقت

لارا : لأ بلاش النهارده علشان النهارده عندي شغل كتير

ندي : طيب بكره ؟؟

لارا : مالك مصره كده ليه

ندي : أصل نفسي أعرفك علي حازم وعلي عيلتي كلها لأني بجد حبيتك جداً يا لارا لأن أخيراً بقي عندي صديقة زيك أصل طول عمري ماكانش ليه أصدقاء بجد زي كده

لارا : من القلب للقلب يا ندي والله ( فعلاً من القلب للقلب )

ندي : يعني خلاص هتيجي بكره

لارا : ان شاء الله

ماذا فعلت بنفسي الآن كيف قبلت تلك الدعوة 
معني قبولي أني سأجلس أنا وحازم علي طاولة طعام واحدة ولن تفصلني عنه سوي بضعة سنتيمترات 
تري هل يتذكرني ؟؟ هل لايزال يتذكر وجهي بعد تلك الفترة الطويلة ؟؟
أنا لا أريد له أن يتعرف علي ولكن ماذا سافعل لأمنع ذلك ( مش هروح وأنا لابسة طاقية اخفاء يعني ) 
ولكن ماذا سيحدث اذا تعرف علي ماذا سيحدث ان عرف انني تلك الفتاة البائسة التي كان يسخر منها الجميع في الجامعة والتي كانت ولازالت مفتونة به من رأسها حتي قدميها 
ما هذا الذي افكر فيه؟؟ 
يا الهي هل لازلت اعتقد انه كان يعرفني او حتي يلاحظني يالي من متوهمة حمقاء

حسناً وجدت الحل سأذهب بطريقة تجعله لا يتعرف علي ...
( 11 )

( اليوم الموعود )

اليوم هو موعد الزيارة .. أخذت اجازة من العمل 
واشتريت في طريق عودتي البارحة صبغة للشعر 
كانت باللون الأصفر ( سامعة ضحك ... اه اصفر )

صبغت شعري وقمت بوضع عدسات لاصقة باللون الأخضر وكنت أظن أني سأصبح جميلة بما فعلت ولكن ( ايش تعمل الماشطة في الوش العكر .... مش عكر اوي يعني)

وجدت شكلي مضحكاً أو ربما بدا لي كذلك فلم أعتد رؤية نفسي بذلك الشكل .. شكلي كان بالفعل غريباً فتاة ذات شعر اصفر وعيون خضراء وملامح عربيه 
أعتقد أني سأكون ملفته للأنظار اذا سرت في الطريق بهذا الشكل 
وكم أكره أن أكون كذلك

ولكن كل ذلك لتمر تلك الزيارة التي أدعو الله أن تمر دون أن يتذكرني حازم

أصبحت الساعة الثانية عشرة وموعد الزيارة هو في الرابعة عصراً 
وقد كنت قررت قبل الثانية عشر زيي وحذائي وكل شئ أصبح جاهزاً ،
كان قلبي متلهفاً لتلك الزيارة لكن عقلي كان خائفاً 
قلبي : لأنه سيري حازم بعد ثلاث سنوات

عقلي : لم يكن يريد ذلك اللقاء الصعب

صعب لأنه كيف لي أن أتحمل أن أراه وأنا أعرف أنه لامرأة اخري علي ان ابتسم في وجهها وأبدو كصديقتها المقربة وفي الوقت ذاته علي أن أكرهها لأنها أخذت مني حبي الوحيد

أفكار متضاربة وصراع دام لساعتين قررت بع انقضائهما ما سوف أفعله في تلك الزيارة سوف أكون طبيعية تماماً

سوف أكون لارا التي تعرفها ندي

اذا أردته ألا يعرفني فعلي أن اتظاهر بأني لا أعرفه ولا أهتم به بالمرة وبذلك تمر هذه الزيارة 
أصبحت الساعة الثانية واقترب الموعد أكثر وأكثر

مرت الساعتان الاخريتان علي كالسنين 
فلازال قلبي متحمساً ومتشوقاً لرؤية حازم ...

وصلت للفيلا وطرقت الباب فتحت لي الخادمة وعلي ما يبدو أنها الخادمة الوحيدة في الفيلا فالفيلا صغيرة ولا تحتاج لأكثر من ذلك .. أيضاً بهرني الديكور والألوان والترتيب فأصبحت أتلفت حولي كالطفل الصغير وكأني بدأت أنسجم في هذا المكان البديع وللمرة الثانية أسمع تلك الموسيقي الخلابه ( يمكن في أوركستر في دماغي )
وماهي الا دقيقتين حتي بدأ عازف الطبول .. أقصد ان حازم وندي قد اتيا ليقطعوا علي هذا الانسجام 
اقتربوا مني لأسترق أنا نظرة سريعة لحازم الذي لا يبدو عليه أي انطباع سواء كان فرحاً حزيناً متحمساً 
لم أري في عينيه أي شئ 
ثم قالت ندي

ندي : حازم !! أقدملك مديرتي وصديقتي آنسة لارا ..
تردد قليلاً قبل أن يمد يده ليصافحني ولمحت في عينيه نظرة تركيز وتعجب وقد صافحني بشئ من الحذر أو التعجب لكني لم أعر هذا الأمر اهتماماً فكما قلت سأكون عادية للغاية

ندي : ياللا علي السفرة .. عملالك كل الأكل اللي بتحبيه

تبسمت وذهبت معها لغرفة الطعام بهدوء 
جلست للمائدة وذكرت اسم الله ثم بدأت الأكل 
أخذت في طبقي مقداراً قليلاً جداً من الطعام فكما تعلمون ( الريجيم الله يخرب .... )وللحق أقول كان الطعام لذيذاً جداً 
انتهينا من الطعام وقالت ندي

ندي :هناخد الشاي في الجنينه

ذهبنا ثلاثتنا للحديقة حيث توجد بعض الكراسي للجلوس وبمجرد أن جلسنا قال

حازم : كنت متحمس جداً أني أشوفك يا آنسه .. أصل ندي مش بتبطل كلام عنك

لارا : وياتري بتقول عني ايه

حازم : كل خير طبعاً

عندها اتت الخادمة لتقول : مدام ندي تليفون لحضرتك

ندي : دقيقة واحدة يا جماعة

وأصبحت أجلس أنا وحازم وحدنا و ....

(12 ) 
( ما خفي كان أعظم )

وثبت رعشة في بدني حين أدركت الواقع الذي أنا فيه الآن وهو أنني و لأول مرة في حياتي أجلس مع حازم وحدنا 
كنت أجلس بقربه 
لا أصدق 
في الماضي كانت أقرب مسافة تفصل بيني وبينه لا تقل عن 100 متر 
والآن تقل عن متر واحد 
أشعر أني سيغمي علي 
تري لماذا لا أري شئ بعيني الآن 
أجل أعلم لمَ 
بسبب ضوء هذا النجم الساطع أمامي 
يا الهي لا يزال كما هو يحتفظ بكامل رونقه 
شعرت بالحرارة في وجنتاي وشعرت بدقات قلبي المتسارعة 
لم أفق الا علي صوته وهو يقول 

حازم : بصراحة كنت متحمس جداً أني أشوفك من كتر ما ندي كلمتني عنك لأنها تقريباً بتتكلم عنك 24 ساعة في 24 ساعة عملتلها ايه خليتيها تحبك اوي كده 

لارا : ربنا العالم انا بعز ندي اد ايه وبعتبرها زي اختي 

حازم : علي فكرة كانت قالتلي ان حضرتك حضرتي فرحنا ده صحيح 

لارا : فعلاً وصورت فستان الفرح من غير ما أعرف ان ده فرح واحدة هتبقي أعز صحابي

حازم : بس الغريب ان احنا ماشفناش المقال ده خالص

لارا : ممكن يكون مالفتش نظركم لانه كان عن ليليان مش عن فرحكم 

حازم : جايز !!

أهذه المحادثة الباردة هي التي يجب أن تدور بيننا الآن 
مهلاً مهلاً !!
ماذا أقول ؟؟
هل أتوقع منه أن يقول لي أنا أحبك وعلي استعداد أن أطلق زوجتي الجميلة من أجلك ...
اهدأ يا قلبي المجنون لقد اتفقنا علي المشاهدة فقط وليس لعب دور البطولة في حياته ..
وعندها جاءت ندي وقلت أنا 

لارا : استأذن أنا بقي 

ندي : هتروحي فين انتي حتي لسه ما كملتيش الشاي 

لارا : مرة تانيه بقا ان شاء الله 

ذهبت بعدها وبداخلي شعور غريب لا أعرف طبيعته .. ربما .. ربما أنني بدأت أحب ندي كصديقة بالفعل

أو ربما ذلك مجرد شعور بالاحباط وضياع الأمل في الحياة مع أكثر شخص أحببته في الدنيا والذي أتركه الآن لندي رغبةً مني في أن يعيش الحياه السعيدة التي يستحق ... 

أو ربما لأني لم أجد ثغرة في حياتهم السعيدة هذه التي تجعل نسبة الأمل لدي 1 %

مشاعر مضطربة حائرة حملها قلبي في ذلك اليوم 
ولكني قررت أن أجعله يمر ككل يوم ربما هذا هو اليوم الوحيد الذي لم أتخذ قراراً جديداً في حياتي يساعدني علي الشعور بالسعادة 
فكيف سأشعر بهذه السعاده في هذه الوحدة الكئيبة الحزينة الخالية من أي بهجة 
وظننت أن هذا هو أسوأ أيام حياتي علي الاطلاق 
ولكن ما خفي بعد شهرين كان أعظم 
أعظم بكثيييييير

( 13 ) 
( مبروك )

شهران مرا بهدوء 
مابين الزيارات والنزهات وحب وثقة أراهما في عيني ندي كل يوم يزدادانويتعاظمان ولم أجد مني أيضاً أي محاولة لزعزعة هذه الثقة فأنا أكره أن أخون صديقتي الوحيدة ..
ولكن في أحد الأيام أتت في موعدها للعمل كالعادة ولكن ..

لارا : ندي !! مالك لونك متغير .. وشك اصفر 
شكلك مش طبيعي طمنيني عليكي 

ندي : أبداً أنا صحيت الصبح حسيت أن معدتي مقلوبة وخدت حبيتين وهبقي كويسة ان شاء الله 

لارا : طب لما أنتي تعبانه كنتي كلميني وأنا كنت خدتلك اجازة وما كنتيش جيتي 

ندي : النهارده في شغل مهم لسه مخلصتهوش ولازم يخلص و أنا كلها نص ساعة وهبقي كويسة ما تقلقيش 

كان أمرها محيراً هذا اليوم فلم أعتد علي هذا الشحوب في لون وجهها 
تري هل هي بخير وأنه مجرد ( برد في المعده ) أم ماذا ؟؟
مرت أكثر من نصف ساعة ووجهها لا يزال شاحباً وعينيها يبدو عليهما الارهاق والتعب وبين الحين والحين تضع يدها علي رأسها 
يبدو أنها تشعر بالدوار 
ثم وجدتها تنهض عن كرسيها لتحضر ملفاً من خزانة الملفات ولم تكد تصل للخزانة حتي سقطت علي الأرض مغشياً عليها 

صرخت أنا بشدة وركضت لخارج الغرفة لأطلب المساعدة ...
ساعدني أحدهم في حملها لسيارتي وقمت بقيادة السيارة بسرعة جنونية لأقرب مشفي ..
وفي المشفي بعد ان فحصها الطبيب قال 

الطبيب : هو حضرتك تقربي للمدام 

لارا : أختها .. يعني تقدر تقول كده 

الطبيب : طيب هو جوزها موجود 

حازم .. لقد نسيت أمره تماماً 

لارا : أيوه موجود انا بس نسيت أقوله أصلها أغمي عليها فجأة .. خير يا دكتور طمني .. ندي مالها ؟؟

الطبيب : أصل مدام ندي حامل 

لارا: !!!!!؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!####!!!!؟؟؟؟؟

الطبيب : مالك يا أنسة 

لارا : ها .. قلت حاجة من شوية ... معلش أصلي ماكنتش مركزة 

الطبيب : قلت مدام ندي حامل ... حامل في شهرين .. فيه حاجة ؟؟

لارا : لا .. لا أبداً 
أنا فرحانه فرحانه اوي وزي الفل 

هي ينفع دلوقتي تروح معايا 

الطبيب : أن ادتها شوية فيتامينات وهتنام ساعة تقريباً وبعد كده ممكن تروح 

لارا: طب شكراً 

حامل ... حامل .. لا أصدق .. هل ستصبح ندي أماً وحازم أباً وأنا مجرد صديقة متفرجة علي تلك الحياة السعيدة ..
ولكن أعود وأذكر نفسي لقد قطعت عهداً علي نفسي أني لن أفسد حياتهما ..لن أكره ندي .. لن أخونها .. لن أكون انسانة شريرة أبداً 
ولكني لازلت أحب حازم بصدق وبشدة فهو حب حياتي الأول والأخير والآن سيصبح له ولداً من زوجته التي يحبها والتي اختارها 
ياالهي كم من الآلام علي أن أتحمل 

ظللت شاردة ..
تسبح الافكار برأسي و انا بجوار سرير ندي 
الي أن استفاقت أخيرا

علت وجهها ابتسامة لم أر مثلها في حياتي من قبل وهي تضع يدها علي بطنها 
لم أجد حينها شيئاً لأقوله لها سوي 

لارا : مبروك ..هتكوني ام جميلة ان شاء الله 

ندي : لارا !! إوعي تكوني كلمتي حازم أو قلتيله 

لارا : لأ لسه ماكلمتهوش ليه ؟؟

ندي : أنا عاوزة أقوله بنفسي .. دي حاجة اتمنتها من زمان 

قاطعنا الطبيب وهو يدخل ويقول : ايه يا مدام ندي مش تاخدي بالك من نفسك شوية ..

لارا : هي أغمي عليها ليه يا دكتور ( ايه السؤال الغبي ده ) 

الطبيب : لأنها ضعيفة وماكلتش كتير وبذلت مجهود .. لازم ترتاحي يا مدام ندي وماتعمليش مجهود خالص ودلوقتي ممكن تروحي 

أخذتها في سيارتي للبيت وفي السيارة كانت تقول 

ندي : يااااه يا لارا مش قادرة أقولك أنا فرحانة اد ايه وبتخيل وش حازم لما يعرف 

( يا الهي الهمني الصبر ) 

لارا : مبروك يا ندي .. مبروك 

ندي : مالك يا لارا؟؟

لارا ( برفق ) : أبداً.. مركزة ي الطريق 

أوصلتها لبيتها واطمأننت عليها وعدت لشقتي ورأسي تكاد تنفجر من التفكير
(14 )

( الحظ )

شعرت بأن أحلامي تمزقت أمام عيني وأني لن أسمع حازم أبداً يقول لي أحبك 
..... أحبك كلمة ظللت أرددها له في أحلامي 
كم أغبطك يا ندي يا زوجة حبيبي 
يا من تحملين طفله الآن بداخلك 
لكم كنت أتمني أن احمل أنا هذا الطفل
ماذا أيها الحظ ؟؟ ألن تقف معي مرة واحدة ؟؟؟ 
لماذا دوماً تبتعد عني ؟؟ 
يااااااااه ... حقاً لطالما وقف الحظ بجانب غيري ولم ينصفني مرة واحدة

أتذكر مواقف يتضح فيها أني سيئة الحظ كثيراً أو ربما ( نحس ) 
أعود بذاكرتي عندما كنت طفلة بضفيرتين في المدرسه 
ظهرت علكة تدعي ( بخت ) كانت علبة صغيرة بها علكة ومعها ورقة يكتب عليها مبروك كسبت ( قلم بينور - السلسلة العجيبة ...الخ )
من يصدق أني كنت أشتري بمصروفي كاملاً عشرة علب يومياً ولا أجد فيها ورقة الحظ هذه 
في حين أن أي من الأطفال يجد ورقة في كل علبة يشتريها 
لكم تمنيت أن أكسب هذا القلم اللي بينور 
وفي أحد الأيام وجدتها
نعم ورقة الحظ
ربحت القلم أخيرااااااااااااااً
أخذته ووضعته في حقيبتي 
ليسرق منها في اليوم ذاته 
مش بقلكم نحس )
أتذكر أيضاَ وأنا طفلة ابنة عشر سنوات 
أني و أصدقائي كنا نقذف الحجارة علي الرمال في فناء المدرسه لنر من منا هو الأقوي ويستطيع ابعاد الحجر لابعد مسافة 
لتكون حجرتي هي الفاااااااااااااااااااااائزة 
وتطير لابعد مسافة لتكسر نوافذ سيارة احد المدرسين ويدفع ابي المسكين ثمن الزجاج المكسور 
مش ذنبي اني نحس حد قال للطوبة تطير بعيد كده )
أتذكر أيضاً و أنا في الثانويةعندما كنت أخذ الدرس ويقول المدرس اشتروا الكتاب الخارجي الفلاني لنعمل فيه فاذهب في نفس اليوم للمكتبه ليقول لي البائع ( لسه بايع اخر نسخة )
لكن كل تلك الأشياء وأحزاني عليها لا تعادل عشر أعشار ما أشعر به الآن 
فسوء الحظ هذه المره أكبر وخيبة الأمل بالقناطير 
وظللت أتسائل متي أيها الحظ ستقف بجواري 
متي ؟؟؟ متي ؟؟؟ متي ؟؟؟؟
(15 )

(الأم )



وتمر الأيام سريعاً بهدوء أقف أنا فيها بجوار ندي بموجب قوانين الصداقة التي ألزمها حب ندي لدي ...


مسكينة يا ندي ..كم تعبتي في هذا الحمل وهذا لأن ندي من الناس الذين يعملون كثيراً ويأكلون قليلاً حتي أصبح طبيبها يلح عليها في أن تزيد أكلها ولكنها كانت تجيبه بأن معدتها لا تتحمل أكثر من ذلك 
خمسة أشهر مرت منذ علمت أن ندي حامل وكانت هي لا تأتي للعمل قبل شهرها الخامس وما أن بدأ شهر الحمل السادس فوجئت بها تأتي للعمل باستمرار 
كم ألححت عليها في ألا تأتي ولكن لا يمكن ابعادها عن العمل أبداً 
وهانحن في شهر حملها السابع يوم 15 - 11-2010
في هذا اليوم أتت كعادتها للعمل وجلست الي مكتبها بهدوء شديد 
وفجأة وجدتها تقول لي بصوت واهن وضعيف : لارا !!.. الحقيني 
اندفعت بتجاهها ووجدتها تنزف لأصرخ أنا بدوري وتنقل ندي بسيارتي الي المشفي 
واندهش الأطباء من حالتها 
لم ينطقوا بشئ يهدأ روعي ويطمانني 
بل أخذوها علي السرير النقال وتركوني أنا في حيرة

كنت حائرة لا أعلم ان كانت هذه ولادة أم لا 
ولكن أظن أنها كذلك 
آمل فقط ان تنهض سالمة 
بالطبع في يوم مثل هذا اتصلت بحازم ليأتي مسرعاً الي المشفي لأجده بجواري بعد دقائق قليلة

هذه المرة لم أرتعش لرؤيته فقد كان قلبي وعقلي وتفكيري وكل كياني مع ندي

خائفة ... حائرة .. قلقة ... كما لم أشعر من قبل 
أغدو و أجئ في ذلك الممر الذي أقف فيه أنا وحازم قلقين 
انتظرنا طويلاً ليطمأننا أحد علي ندي ليظهر الطبيب أخيراً من داخل غرفة العمليات ويقول 
الطبيب : الولادة متعسرة جداً ...جسم المدام ضعيف جداً .... بصراحة مش عارف أقولكم ايه ... الحالة صعبة جداً

يا الهي لم أكن أنتظر خبراً كهذا 
طمأني يا رب علي صديقتي 
يا الله لا تجعلني أخسر صديقتي الوحيدة 
ولكن لم أجد الهدوء لأكمل دعواتي فلقد انفجر حازم غاضباً وامسك بالطبيب قائلاً :يعني ايه .. انت بتقول ايه 
ولكني وضعت يدي علي ذراعة وضغطت عليه لكي يهدأ من روعه قليلاً فليس للطبيب ذنب فيما يحدث فتركه بصعوبه 
ليفلت الطبيب من أسر عيني ويدي حازم الغاضب من شدة القلق علي زوجته 
وعاد الطبيب لداخل حجرة العمليات مرة أخري ويتركني وحازم بين مهابة ورجاء

ساعات لم أعدها ولكنها كانت طويلة 
كنت مرهقة ..قلقة .. خائفة .. وكذلك كان حازم 
ظننت لبعض اللحظات أني أري عينيه تترقرق بالدموع التي كان سرعان مايخفيها .. ليتمسك باخر ذرات الجلد والصبر لديه

ثم سمعنا صوت بكاء طفل 
فنهض حازم متلهفاً مثلي لسماع خبر جيد وليطمأن علي زوجته وأم ولده

بعد ذلك خرج الطبيب ولم ينتظر أن نطلب منه أن يطمأنا ولم نستطع نحن سؤاله بعد تلك النظرة اليائسة في عينيه 
كان الطبيب يحاول أن يستجمع شجاعته ويقول : المدام وضعها صعب جداً ما استحملتش .. لكن طلبت تشوفكم حالاً

ركضنا نحن اليها حينها

كانت ندي متعرقة ومتعبة وتبكي من الألم 
وما ان اقتربت منها حتي أمسكت بيدي وقالت في وهن : لارا !!.. خدي بالك من ابني .. أنا هسيبه أمانه في رقابتك 
انتي الوحيده اللي هتقدري تاخدي بالك منه ابقي أمه بدالي 
بعد ذلك عادت روح ندي الي بارئها 
راضية مطمئنه وفارقت جسدها 
في دنيا الفناء 
هذا كان أخر شئ رأيته 
قبل أن أري الظلام الدامس
( 16 ) 
( الاقامة )


فتحت عيناي بعد ذلك لأري اللون الأبيض يحيط بي وكأني فقدت الذاكرة وانتقلت لعالم اخر 
تري ماذا حدث هل توفيت أنا أيضاً 
الوفاة .... الموت ... ندي 
عادت الذاكرة لرأسي دفعة واحدة لتلطمني علي وجهي 
أجل لقد ماتت ندي 
ماتت صديقتي الوحيدة 
ماتت وخلفت ورائها في فراغاً كبيراً بعرض السماء 
ماتت وخلفت أحزاناً كثيرة في قلبي 
ماتت وتركت طفلاً رضيعاً 
مهلاً ... أين أنا ماذا حدث لي 
نهضت عن السرير الذي كنت ممددة عليه ووجدت نفسي في احدي غرف المستشفي
أعتقد أنني أغمي علي من هول الصدمة 
دمعت عيناي حينها أسفاً علي هذه الأم المسكينة التي لم تتمتع برؤية رضيعها ولو لثانية واحدة 
شعور مؤلم حقاً .. فالأم تري طفلها بقلبها قبل عينيها وتنتظر بفارغ الصبر اللحظة التي ستضمه فيها 
وبكيت أسفاً علي ذلك الرضيع الذي لم يحظي حتي بفرصة تذوق لبن أمة 
اللهم أرحمها واسكنها فسيح جناتك 

تذكرت بعد ذلك أمراً هاماً 
أمانه في عنقي 
وصية صديقتي العزيزة ندي قبل وفاتها 
قالت لي أنه يجب أن أكون أم لطفلها 
لقد وضعت أمانه لدي 
ولكن كيف لي أن أنفذ هذه الوصية 
كيف لي أن أتحمل تلك الأمانه 
لأكون أماً للطفل يجب أن أعيش انا وهذا الطفل في مكان واحد 
هل سأخذه لشقتي ليقيم معي أم هل سأقيم معه أنا في بيته 
اذا كنت سأقيم في بيت الطفل .. هذا يعني أني سأقيم وحازم في مكان واحد 
وهذا بالطبع لا يصح 
واذا كان الطفل سيقيم في شقتي فهل سأحرم أباه منه 
الطفل يجب أن يعيش مع أباه وفي الوقت ذاته معي 
كيف لهذه المعضلة أن تُحل الآن 

خرجت من الغرفة بعد ساعة من التفكير 
لم يخطر ببالي أن أسأل عن حازم 
فأنا أعرف تحديداً أين هو الآن ... سألت أين تقع حضانة الأطفال 
وذهبت الي هناك 

وجدته يقف قرب النافذه ينظر لابنه وانحدرت احدي دموعه التي كان مستميتاً علي منعها من السقوط لكنها انحدرت رغم عنها من كثرة دموع عينيه 

لم يشعر بي وأنا أقف بقربه 
يبدو أنه شارد الذهن 

وضعت يدي علي كتفه ببطئ لأنبهه بوجودي 
نظر الي بحزن وهرب من عيناي ليجلس علي مقعد قريب 
ذهبت أنا لأجلس بجواره حينها قال في اسي

حازم : حمد لله علي سلامتك ... انتي مصدقة اللي حصل ؟؟

لارا : حازم !! اللي حصل ده قدر .. حاجة مانقدرش نتدخل فيها .. يمكن الفترة اللي أنا قضيتها مع ندي ماكانتش كبيرة ..بس ... يمكن هي راحت لمكان أحسن ... لمكان تستاهل تكون فيه .. اللي أنا زعلانه عليه أكتر دلوقتي هو ابنها .. ابنها اللي مالحقتش تشوفه ( حينها لم أستطع تمالك نفسي وانفجرت بالبكاء ).. هي حطته أمانه في رقبتي أنا 

حازم : أنا مقدرش أجبرك علي أنك تتحملي المسؤليه دي 

لارا ( مقاطعة ) : انت بتقول ايه ... المسؤلية دي محدش هيتحملها غيري .. محدش هينفذ وصية ندي غيري 

حازم : أنا اسف لو ضايقتك بكلامي ..بس .. أعصابي تعبانه 

لارا : معلش .. المشكله دلوقتي ... أنا وابنك هنعيش فين ؟؟ أظن صعب أعيش أنا وهو في الفيلا أو في شقتي 

حازم : ليه صعب في الفيلا ؟؟؟

لارا : هعيش أنا وأنت لوحدنا في مكان واحد ازاي؟؟؟ 

حازم : لأ من الناحية دي ماتقلقيش أنا هجيب للولد مرضعه تبات في الفيلا وهجيب خدامين تاني وبكده مش هتبقي لوحدك .. كمان أنا مش بقعد في الفيلا كتير أصلاً ... أنا بروح الشغل حوالي 9 الصبح وبرجع بالليل ... هجيبلك ناس تساعدك بالنسبة للولد في كل حاجة .. هتعيشي مرتاحة في الفيلا مع الولد وتنفذي وصية أمه 

لارا : هو الولد هيقعد اد ايه في الحضانه 

حازم : قالوا حوالي أسبوع أو أقل .. بيتهيألي كده كفاية تجهزي حاجتك فيها علشان تتنقلي للفيلا 

لارا : طب وشغلي ... بالنسبة لشغلي هروحه ازاي وأسيب الولد في البيت 

حازم : لو ينفع تستقيلي ... استقيلي .. أنا مش هخليكم محتاجين حاجة 

محادثة غريبة دارت بيني وبين حازم ولكن وجدنا فيها سوياً حلاً لمشكلة اقامتي وعملي 
رغم اني اكره ان استقيل واعيش عالة علي احد 
لكن هذا هو السبيل الوحيد لتنفيذ وصية ندي 
ذهبت لشقتي بعد ذلك لأرتب أشيائي التي سأخذها للفيلا 
وبينما أنا هناك 
قفزت لرأسي فكرة غريبه ...

(17 )
(رامي )


كنت في بيتي أرتب أشيائي وأتجهز للانتقال فعلياً الي الفيلا وكان حازم قد سافر لمدة يومين لأمور تتعلق بعمله 
وحتي انتهي انا ايضاً من نقل أغراضي 
كنت أذهب للمشفي لأطمأن علي الولد أكثر من مرة في اليوم 
كنت أراه من بعيداً فقط فلم يسمحوا لي بحمله واخبروني بأنه لن نتمكن من حمله الا عندما يخرج من الحضانه بعد يومين أي عندما يأتي حازم من السفر 
من المفترض أن يأتي حازم اليوم من السفر واتفقنا عبر الهاتف أنه سيمر علي بسيارته ليصحبني الي المشفي حيث سنأخذ الطفل ونتجه مباشرة الي الفيلا 
اليوم هو اخر يوم لي في شقتي الحبيبه التي لطالما القيت عليها التحية عند دخولي اليها 
وبينما أنا ارتب اشيائي البسيطه الباقيه حيث انتقلت بالفعل معظم أغراضي للفيلا 

خطرت لرأسي فكرة 
أتذكر اخر مرة تحدثت فيها مع حازم وجهاً لوجه 
كيف تحدث معي حازم بتلك الطريقة في المشفي 
لم أكن تحدثت معها قبل ذلك الا عندما زرتهم في الفيلا وكانت تلك المحادثة أشبه بمحادثة قطعتي جليد 

اذاً كيف كنا نتناقش في المشفي بتلك الطريقة وكأننا نعرف بعضنا البعض منذ سنين 

هل اعتبر حازم وصية ندي كعلاقة قرابه بيني وبينه ؟؟ فهذا هو الوصف الوحيد للطريقة التي تناقشنا بها 

ربما كان متعب الأعصاب كما قال حينها ... فالصدمه كانت لا توصف 


أو ربما .....
لا ... لا ... لا أظن ذلك 
انه لا يتذكرني .. بل لا يعرفني كلياً 
فأنا بالنسبة له لست سوي صديقة زوجته المتوفاه والتي ستربي ابنه الآن ...

قاطع تفكيري صوت السيارة بالخارج ... لقد أتي حازم 

ودعت شقتي الحبيبه ونزلت الي السيارة ... 
عندما وصلنا للمشفي وأخذنا الطفل ولمسته للمره الأولي 
يا الهي ماهذا ؟؟؟

دق قلبي بسرعة شديدة عندما حملته بين يدي 
طفل في غاية الجمال 
تحبه عندما تلمحه فما بالك و أنت تحمله بين يديك 
هالة من الحب والنور تحيط بذلك الطفل 

سبحان الله 

لقد أخذ شعر والده الأسود اللامع وعينا والدته الخضراوان ووجهها الطفولي البرئ 
ضممته لصدري بشده 
وغفا هو الأخر بين ذراعي 

عدنا لسيارة حازم مرة اخري 
كان حازم يسترق النظر لابنه بين الحين والاخر وهو يبتسم أثناء نومه 
لطالما تعجبت من ذلك الأمر !!

ولكن أمي كانت تقول لي أن الملائكه تلاعبه أثناء نومه فالملائكة تحيط دوماً بالأطفال حديثي الولاده غير القادرين علي الكلام 

وصلنا بالفعل للفيلا حينها جاء الخدم وأخذوا حقيبتي وجاءت خادمه أخري لتحمل الطفل وتأخذه الي داخل الفيلا 
حينها ضرب حازم جبهته بيده وقال 

حازم : أااخ نسيت حاجه مهمه 

لارا : ايه هي ؟؟

حازم : كان المفروض أوضة رامي تجهز .. لقد أنا نسيت أشتريها خالص ( هتفضلوا مستغربين كده كتير رامي ده اسم الولد 

لارا : ولا يهمك الأوضه جاهزة 

حازم : ازاي ؟؟

لارا : تعالي ورايا !!

دخلنا الي داخل الفيلا ووصلنا لغرفة رامي التي أشتريتها وأعددتها أنا أثناء سفر حازم حينها قال في عجب 

حازم : انتي جيبتيها امتي ولحقتي تجهزيها ازاي 

لارا : عادي ماخدتش ساعتين اشتريتها والعمال جم ركبوها وجهزوها في نفس اليوم 

حازم : بس انتي عرفتي منين ان هي دي الأوضه 

لارا : يعني ايه ؟؟

حازم : ندي كانت عايزة تعمل الأوضه دي لرامي .. عرفتي منين ان هي الأوضه دي بالذات ؟؟

لارا : أنا آسفه .. أنااا مكنتش أعرف أنا لاقيت مساحتها مناسبه وقريبه من أوضتي 

حازم : خلاص .. مفيش مشكله .. انتي مكنتيش تعرفي 
علي فكرة المرضعة أنا طلبتها وهتوصل النهارده بعد العصر كمان كان فيه مديرة منزل في بيت ندي وأهل ندي هيبعتوها تشتغل هنا .. علي فكرة هما متفهمين وضعك في البيت 
لأن ندي كانت كلمتهم عنك كتير واد ايه هي بتثق فيكي واد ايه كنتي غاليه عليها فمستغربوش لما قلتلهم وصيتها 
طبعاً انتي دلوقتي اتعرفتي علي الفيلا و عرفتي كل حاجه فيها .. لو احتجتي حاجه هتدوسي علي الزرار ده هتجيلك ( ز’هره )دي خدامه مخصوصة ليكي 

لارا : طب أنا كان ليه طلب بسيط 

حازم : اتفضلي 

لارا : طبعاً دلوقتي رامي لسه بيبي وانت جبت مرضعه هي اللي المفروض هتهتم بيه في كل حاجه وانا مهمتي هنا التربيه وتربيته عمرها ما تبدأ دلوقتي .. اللي أقصده أني عايزة اشتغل لفترة مؤقته .. أنا مقدرش أعيش من غير شغل ...وأنا قدمت استقالتي من المجله زي ما طلبت .. لكن بجد مش هقدر أقعد من غير شغل 

حازم : عندي فكرة كويسه ..ز رئيس قسم الاعلان في شركتي سابها امبارح لأنه مهاجر .. ايه رأيك تاخدي مكانه مؤقتاً زي ماقلتي .. يعني كام شهر كده .. انتي عارفه ان شكرتي لتجاره الاحجار الكريمه ويتهيألي ده يناسب تخصصك 

لارا : كويس .. كويس أوي .. أقدر ابتدي امتي ؟؟

حازم : ممكن من بكره لو حبيتي 

لارا : تمام بكره ..هكون جاهزة انشاء الله

( 18 )
( هاني )

كان هاني الشاب الذي يبلغ الثلاثين من عمره يجلس في مكتبه وحيداً ينتظر بفارغ الصبر أن يطل عليه رئيس مجلس ادارة الشركة التي يعمل بها ليبلغه أنه وأخيراً أصبح رئيس قسم الاعلان ...المنصب الذي تمناه كثيراً ( لا ... لا .. متخافوش أنا ما دخلتش في قصة تانيه ونسيت نفسي ) 

************************
عينني حازم رئيسة قسم الاعلان ووعدني أن استلم العمل اليوم وقد أعددت نفسي لذلك 
ففي الصباح ارتديت ملابس رسميه سوداء اللون بالطبع... لها بعضاً من طابع الفخامه 
فأنا أريد أن يكون أول يوم عمل لي في أي مكان أن أكون فيه مبهره ويظهر في مظهر الحزم والشده حتي لا يستخف بي أي شخص يعمل تحت يدي 
هذه هي شخصيتي وهكذا تعودت أن أكون في عملي فأنا أقدس العمل كثيراً 

اصطحبني حازم الي الشركة وأوصلني الي حيث سيكون مكتبي أنا ومساعدي الذي يشاركني فيه 

ذكرني ذلك الموقف باليوم الذي التقيت فيه بندي 
ما أشبه الليلة بالبارحة 
فقد أتت هي الي مكتبي ذات صباح لتقلب حياتي رأساً علي عقب وها أنا الآن أستعد لدخول مكتب جديد يشاركني فيه مساعدي وأقف موقف ندي عندما أتت لمكتبي أول مرة 
دق حازم الباب وفتحه وقال ..

حازم : أستاذ هاني !!

هاني ( مقاطعاً ) : أستاذ حازم !! اتفضل .. خير .. حضرتك مشرفني مكتبي ليه .. أكيد فيه حاجه مهمه 

نطق هاني تلك الكلمات التي سمعتها من خلف الباب قبل أن أدخل الي الغرفة .. قالها بحماس ولهفة شديدة حينها أجابه حازم 

حازم : علي مهلك شوية يا أستاذ هاني .. أحب أعرفك علي آنسة لارا 

حينها دخلت أنا الي المكتب وصافحته ورأيت في وجهه ابتسامه رسميه سرعان ما اختفت عندما أكمل حازم : مديرة قسم الاعلان الجديدة بدل أستاذ أشرف

بهتت ابتسامته واتسعت عيناه وهو يحدق الي تارة والي حازم تارة اخري
فهمت انا حينها ما دار في عقله 
ياله من مسكين ... أشعر به كثيراً 
يبدو أنه يظن أني لا أستحق هذا المنصب وربما حصلت عليه بالواسطة أو أني أفتقر الي الموهبه ولا أفقه شيئاً في مجال الاعلان الذي يعتبر هو رائداً من رواده ... كل تلك الأفكار رأيتها في عينيه ونظراته

ورأيت محاولته المستميته بعد لحظات من وضوح غضبه في اخفائه 
ورأيت يديه وهو يقبضها ويشد عليها في جذع وغضب 

و سرعان ما ارتسمت علي وجهه الوسيم نظرات الجد والحزم الممزوج بالغضب ونفاذ الصبر 

لم يعلق علي ما قاله حازم ولكن تعبيرات وجهه كانت خير تعليق 

عاد الي مكتبه بعد ذلك في خطوات أشبه بخطوات الانسان الألي 
وجلس ليتابع عمله وهو يضرب الأوراق ويتذمر مما حدث في سره 

جلست أنا الأخري لمكتبي الجديد 
وأردت أن أعلم هاني درساً لن ينساه ....

( 19 ) 
( هو فين ده ؟؟؟ ) 

أردت أن أزيده غضباً .. لأعلمه من أ:ون 
فسألته في قليل من الدلال 
لارا : فيه حاجة ؟؟ 

هاني ( في بعض الغضب ) : لا أبداً ... 

لارا : طب فيه شغل أقدر أقوم بيه

هاني : لأ .. مفيش .. أنا بعمل كل الشغل لوحدي ومش محتاج مساعدة حد 

لارا : بس المفروض ان انت اللي بتساعدني مش انا اللي بساعدك .. أنا اللي اعرفه اني رئيسة قسم الاعلان 

نظر الي حينها و لسان حاله يقول ( وريني شهاداتك انتي شكلك معكيش ابتدائية أساساً ) 
الرجال ( مفيش فايدة ) لن يعترفوا أبداً بأنه يمكن للمرأة أن تكون ذات منصب اعلي منهم 

هاني : أستاذة لارا !! أنا بشتغل هنا بقالي 3 سنين 

لارا ( مقاطعة ) : مساعد لأستاذ أشرف رئيس قسم الاعلان السابق ..صح 

هاني : يعني حضرتك بتدوري علي حاجة تشتغلي فيها ؟؟

لارا : بالظبط ..

حينها أمسك بكومة من الأوراق وحملها الي مكتبي ليضعها عليه بقوة ويقول 

هاني : استاذ اشرف كان عايز ينقل كل كلمة في الورق ده علي اللاب توب ويبعته للمطبعه 

لارا ( وهي تظهر بعض الغباء ) : يعني ايه لاب توب

هاني ( اجاب في دهشه ) : لاب توب يعني كمبيوتر 

لارا : هو فين ده ؟؟

هاني : علي مكتبك 

لارا : هو ده !! ( وأشرت للطابعة ) 

هاني : أكيد لأ..

لارا : آااه ده ( حينها أشرت للاب توب بالفعل ) 

هاني : أيوه هو ده ( في سخرية ) تعرفي تشتغلي وتكتبي عليه وللا اجي اشغلهولك 

لارا : هحاول اشغله اصلي اول مرة اعرف ان فيه حاجة اسمها لاب توب 

فتحت اللاب توب ثم قلت 

لارا : انت قلتلي هكتب .. صح ؟؟

هاني : ايوه 

لارا : اكتب ازاي ؟؟

هاني : علي الوورد 

لارا : ايه الوورد ده ؟؟

هاني : برنامج الكتابه 

لارا : هو فين ده ؟؟

هاني : هتلاقيه لما تدوسي علي استارت 

لارا : هي فين دي ؟؟

هاني : في شريط المهام 

لارا : هو فين ده ؟؟؟

هاني : في الشاشة تحت علي الشمال 

لارا : الشمال يبقي الايد دي وللا الايد دي 

عندها وصل غضبه الي قمته وقال 

هاني : خلاااااص .. ماتكتبيهمش 

وفي سرعة البرق اتي لمكتبي واخذهم بعيداً 
ثم حاول تمالك أعصابه ثانية حينها كنت أنا أراقبه وعلي وجهي ابتسامة سخرية خفيفة 
كنت حذرة من أن يفقد أعصابه كلياً وربما يكسر المكتب علي تلك الرئيسة الجديدة 

هدأ بصعوبة وكان غضبه يمنع عقله من التفكير وأن يتوصل لحقيقة ما كنت أقعله وهو استفزازه لا أكثر 
ثم وضع يديه علي مكتبي واقترب مني وقال 

هاني : انسة لارا !! انتي جاية تهزري 

عندما تحولت ابتسامة السخرية الي نظرة صلبة وقاسية يملؤها الشدة والحزم وهببت واقفة 
وقلت 
لارا : لأ جاية اشتغل 
أستاذ هاني أنا بشتغل في المجال ده بقالي 5 سنين ولولا شهادات الخبرة ومكانتي في المجال ده انا ما كنتش جيت هنا 
واللي شوفتك منك اول ما جيت مايدلش علي انك تعرف انت بتتعامل مع مين 
انا بقيت رئيسة قسم الاعلان لاني موهوبة وعندي خبرة 
واذا كنت انت تشك في ده فاسأل واعرف مين هي لارا السيد 
لكن تعاملني باحتقار وبتجاهل ده شئ مسمحش بيه 
احنا هنا علشان نتعاون في الشغل ونطلع احسن حاجة تحقق للشركة مكاسب مش علشان نتناقش مين رئيس ومين مرئوس 

حينها رأيت الخجل في عينيه وكأنه لم يكن يدري أن نظراته كانت تفضحه 
وقال كلمة لم أتوقعها منه 
هاني : أنا اسف 

لارا : أنا كمان أحب أطمنك أنا هنا لفترة مؤقته مجرد كام شهر 
وأوعدك اذا عجبني شغلك 
مش همشي من الشركة الا وانت رئيس قسم الاعلان ..
وانا قد كلامي 

عندها ظهر الخجل في وجهه كثيراً ولكن تبدلت نظرته لي الي نظرة احترام ثم ....


(20 )
(حملة )

مر يوم العمل هذا بعد ذلك بهدوء فلم نتحدث بعد ذلك مرة اخري 
ولكن وجدت نظرته لي قد اختلفت تماماً 
فقد رأيت نظرة الاحترام في عينيه مما زادني حماساً للعمل ولكني قررت 
ألا أرهقه في ذلك اليوم بعد ان كاد ضغطه يفجر أوعيته من الغضب لذلك قررت عرض أفكاري عليه في اليوم التالي 
وفي اليوم التالي 
جئت في موعدي وأنا أحمل بعض التصميمات التي سهرت عليها قليلاً يوم أمس 
فأنا لا أجد لنفسي سوي العمل في الفيلا لملئ الفراغ الكبير الذي أعيش فيه 
فالطفل أطمئن عليه من وقت لأخر وحازم لا أراه سوي مرة أو مرتان في الأسبوع 

عندما دخلت الي مكتبي وجدته بالداخل 
ألقيت عليه السلام والتحية 
وردها بلباقة ثم قال 

هاني : ايه كل الورق ده 

لارا : دي تصميمات عملتها امبارح علشان عايزين نعمل حملة دعائية جديدة للشركة 


فردت الأوراق أمامها فاتسعت عيناه من الانبهار وقال 

هاني : رائعة .. دي ممكن تعمل أرباح معملتهاش الشركة قبل كده 

لارا : لكن أنا حاسة أن فيها حاجة ناقصة .. وللا انت ايه رأيك ؟؟

هاني : بيتهيألي ...


ثم قام بالاشارة لبعض المواضع في التصميمات ومكثنا نعدلها سوية 
أعجبتني موهبته ومثابرته علي العمل 
ربما كان يستحق المنصب بالفعل 
لذلك أظن أني سأفي بوعدي له ولكن ليس الآن بالطبع 

 
عملنا بعد ذلك علي الحملة الدعائية معاً 
يومياً كنا نجلس ونعمل ونناقش ونختار أفضل الأشياء 
أخذت الحملة حوالي أسبوعين وعندما عرضنا النتائج علي حازم 
انبهر كثيراً 
لشدة جمال التصميمات والوقت القياسي الذي انتهت فيه وقال 
حازم : هايل دي تعتبر أكبر حمله اتعملت للشركه .. لارا !! حقيقي انتهي هايلة 

لارا : مش أنا لوحدي لولا أستاذ هاني مكانتش التصميمات خلصت في الوقت القياسي ده 


عندها احمرت وجنتا هاني .. الشخص الذي عرفته بالخجل منذ اليوم الأول لشعوره بالاطراء من قبلي 

حازم : ممتاز ...يتهيألي ممكن ننزل بالحملة دي بعد أسبوع 


في اليوم التالي 
كنت أعمل علي اللاب توب 
ولمحت هاني ينظر لي نظرة غريبه 
(21 )
( شكله يوم النظرات )

هاني : هو حضرتك تقربي لأستاذ حازم صاحب الشركة 

لارا : لأ ....بتسأل ليه

هاني :أصلي شوفت واحدة من عربياته وسواق مخصوص كل يوم بييجي ياخد حضرتك 

لارا :ااااااااه .. أصل ...

أخبرته عن ظروفي وكيف أصبحت أعيش الآن في بيت حازم ...الي اخره 
لا أعرف لما شعرت بنوع من الآلفة وأني أتحدث معه 
ربما لأنه مستمع جيد وليس من ذلك النوع من الرجال الذين يتظاهرون بالسمع 
أشعر أن الزمالة تحولت الآن الي صداقة 

هاني : بس ليه اتحملتي مسئولية كبيرة زي دي ؟؟

لارا : لأن ندي كانت صديقتي الوحيدة وأنا عاهدت نفسي اني افضل وفيه ليها لأخر عمري

هاني : بس وضعك ده صعب 

لارا : وجودي مع رامي بينسيني الدنيا .. ولد كده تعشقه من أول نظره 

هاني : أنتي شخصية جميلة أووي يا لارا

لارا : شكرا

تصنعت متابعة العمل لكني وجدت عينا هاني لا تفارقني .. أردت الهرب من هذه المراقبة التي ليس لها مبرر ... فأنا أكره أن ينظر لي أي شخص بهذا الشكل 
قررت الخروج من المكتب ولم أعلم أين أذهب 
فتوجهت لدورة المياه ..وهناك 
دارت دوامة الأفكار في رأسي 
لماذا ينظر لي هاني هكذا ؟؟
تري فيم يفكر العقل الكامن خلف هاتان العينان 
...لا....لا لا أظن أنه معجب بي أو ما شابه 
فأنا لست من ذلك النوع 
حسناً لن أفكر في الأمر طويلاً ولن أضعه في رأسي 
فسوف تكشف الأيام ما يدور في عقله 
عدت للمكتب مرة أخري واذا به يسألني 

هاني : هو حازم بيه بيبقي موجود في البيت الساعة كام ؟؟

لارا : والله معرفش ...ليه 

هاني : عادي .. مجرد سؤال 

جلس الي مكتبه قليلاً ثم نهض وخرج الي خارج الغرفة ولا أعلم أين ذهب 
مر اليوم بعد ذلك بهدوء حتي ذهبت للفيلا 
فاذا بي أجد حازم بقف بالقرب من الباب وكأنه كان ينتظرني 
وينظر لي نظرة غريبه .....

(22)
( لأ !!! )


وجدت حازم ينظر الي نظرة غريبه 
نظرة تعجب ودهشه 
لم أعهد منه مثل هذه النظرة ولم أفهم معناها ولم أجد لها مبرر 
لذلك لم أنتظر منه التفسير ولكني بادرت أنا بالسؤال 


لارا : ايه بتبصلي كده ليه .. خير فيه حاجة 


حازم : هو فيه مشكلة بينك وبين هاني المساعد بتاعك 


لارا : لا أبداً بالعكس 


حازم : أصل أنا لاحظت أنه كان بيبصلك أوووي يوم ما استلمتي الشغل وكان واضح انه متضايق 
والنهارده جالي المكتب و طلب مني انه يقابلني هنا في البيت في موضوع يخصك 


لارا : ويعني هو لو عايز يشتكي مني في حاجه هيقابلك في البيت ليه 


حازم : بصراحة انا قلقت من طريقته في الكلام معايا النهارده 


لارا : ليه هو كان بيكلم بطريقة عنيفة عايز ينتقم مني يعني علشان أنا المديره وللا ايه 


حازم : لا لا بالعكس ده كان بيكلم بخجل كده ..


لارا : طب وانت ايه اللي يقلقك في كده 


حازم : عايز اعرف هو عايز منك ايه 


لارا : هيكون عايز ايه يعني 


حازم ( ببعض الغضب ) : معرفش 


لارا : طب انت بتكلمني كده ليه .. انا مالي استني لما تقابله وتعرف هو عايز ايه 


فطنت الآن كل شئ 
عرفت بالفطرة وبذكاء الأنثي ما يريده هاني ... ولكن هل هذا معقول في هذه الفترة البسيطة يمكن أن يعجب بي 
تري ما الذي في يجعله يعجب بي لأ أظن أني جميله 
صعدت الي غرفتي ووقفت أمام المرآة قليلاً لأنظر الي نفسي .. الآن فقط عرفت ما يمكن أن تشعر به المرأة عندما تعلم أن أحداً ما قادم لخطبتها 
كم أن الأمر مثير .. يجعلني أشعر بالسعادة وأبتسم بلا داعي 
ولكن مهلاً .. هل نسيت نفسي الآن ونسيت خمس سنوات مضيتها في حب حازم 
ولوعة وحسرة عندما رأيته في زفافه وكم كان قلبي يتمزق في غيابه 
والآن أنا أمكث معه في بيت واحد 
ولكن ربما قل الحب من كثرة الآلام 
لكني لازلت أحبه وأرتبك لرؤيته 
ولكن ربمت ليس لي أمل في حيه 
واذا تقدم لي هاني اليوم بالفعل فسأطلب مهله للتفكير لن أوافق ولن أرفض 
فلماذا أتعلق بأمل صعب المنال ورجل ذو قلب محطم من كثرة الوفاء لحبيبة متوفاه 
بينما أجد أخر لا يقل عنه في شئ ومتعلق بي 
وكما يقول المثل ( ان حبتك حيه أتلفح بيها ) 
لا يجب علي أن آمل كثيراً كذلك 
فلربما كان هاني قادم لسبب أخر 
كل ما علي فعله الآن هو أن أنتظر حتي يأتي هاني ونعرف ما وراءه 
ولكن ما يحيرني هو موقف حازم لم الغضب والسؤال بالحاح ... لا أفهم موقفه 

انتظرت بالفعل حتي اتي هاني ولكني لم اخرج لمقابلته بل مكثت في غرفتي اراقب واستمع من خلف الباب 
ولقد كنت محقة فقد أتي هاني لخطبتي بالفعل ولكن دهشني ما سمعت فقد قالا 


حازم : تخطبها ... لكن .. لكن ماينفعش لأ 


هاني : ليه لأ وانت بترفض علي اي اساس .. انت اصلا متقربلهاش وبعدين ليه
الانانيه دي ليه تعيشها طول حياتها تربي ابنك وتحرمها من ابسط حقوقها كانسانة


حازم : بس انا مرفضتش علشان ابني 


هاني : امال بترفض ليه 


عندها تصبب حازم عرقاً ولم يستطع الرد او الهرب من عينا هاني التي تحولت من عينان خجلتان الي عينان وحش كاسر يدافع عن حقه وعن حبه وحبيبته 


حازم : الموضوع ده مقفول و لارا مينفعش تتجوزك 


هاني : لأ الموضوع مش مقفول ومش انت اللي تقرر في حاجة زي دي القرار ده قرار لارا لوحدها وانت مينفعش تتدخل فيه 


وانصرف هاني من البيت ولم يزد الشجار اشتعالاً اكثر من ذلك 
عندها نزلت انا من غرفتي وقلت بنبرة غضب 


لارا : هاني كان عايز ايه ؟؟


حازم ( بنفاذ صبر ) : ماكانش عايز حاجه 


لارا : يعني ايه ماكانش عايز حاجه ؟؟ انا سمعت كل حاجه .. بتكدب عليه ليه ؟؟؟ و رفضت ليه من غير ما تاخد رايي ... ليه يا حازم ليه 


تصبب عرقاً مرة اخري وهم ان يغادر ولكني اوقفته وازدادت نبرة الغضب والثورة في صوتي 

لارا : مش هسيبك تمشي الا لما تجاوبني .. عملت كده ليه 

اجاب عندها اجابة لم اتوقعها ابداااااااااااااااااااااااااااااااا


(23 )
(مش كفايه )



لارا السيد عبد الودود 
الثانيه علي الكلية 

نطقها ولم أصدق أنا ذلك 
كان يعرف شخصيتي منذ البداية ... ولكن كيف ولكنه أكمل 

حازم : كنت عارفك من أول يوم 
يوم ما زرتيني أنا وندي 
كنت مستغرب ازاي بعد 5 سنين شوفتك تاني 
انا فضلت ادور عليكي سنتين بعد التخرج 
مكنتش عارف انتي فين ولا ادور عليكي فين 
وبعد كده اتعرفت علي ندي ... ندي كانت انسانة طيبة ومحترمة لكن كان فيها عيب واحد بس
مكانتش انتي 


صدمني ما قال .. لقد كان يشعر بي .. كان يعلم بحبي العميق له ... لكن وجدتني اجيب 

لارا : و ...


حازم : قصدك ايه 


لارا : ايه المطلوب مني بعد اللي انت قلته ... انت فاكر ان بمجرد كلاااام هسيب هاني اللي بيحبني وجه علشان يخطبني واحبك انت 
انت ايه الحب في نظرك .. مجرد كلام .. الحب انك تتجوز واحدة تانية لمجرد انها طيبه .. انت متعرفش يعني ايه حب 
وكلامك ده مش كفايه 
انا قراري علي عرض هاني هقولهوله بكره 


حازم : هتقوليله ايه


لارا : تفتكر هقوله ايه ؟؟


ثم ذهبت لأصعد السلالم قبل ان يمسك بيدي ليوقفني 


حازم : لارا ..أنا بحبك 


لارا : مش كفايه يا حازم .. مش كفايه 


صعدت الي غرفتي و أنا أشعر بنشوة الانتصار .. ياااه و أخيراً عرفت ان حازم يحبني 
ولكن عليك ان تتعذب قليلاً يا حازم .. عليك ان تشعر بالضعف وقلة الحيلة وانت تري حبيبتك مع شخص اخر 
عليك ان تشعر كما شعرت أنا عندما رأيتك يوم زفافك 
أجل أيها القلب أوقفتك كثيراً ولكن لك الدفة الآن 

(23 )
(دعوة 2 )

ذهبت للنوم في غرفتي ولا أعلم لماذا أشعر بالسعادة والغضب في الوقت ذاته 
لم أعرف حقاً طبيعة شعوري أشعر فقط أني ( ابتديت أهيس )
ولكني قررت ماذا سأقول بالضبط لهاني غداً 

وأثناء الليل استيقظت للذهاب الي دورة المياه 
وما ان فتحت باب غرفتي حتي وجدت حازم يجلس بالأسفل علي الأريكة مستيقظ تماماً وعلي وجهه أمارات الحزن والأسي
كما تركته تماماً 
عندها نظرت للساعة وكانت الرابعة فجراً 
ذهبت وعدت لغرفتي مرة أخري وكأني لم أره 

وفي الصباح ذهبت للشركة علي طبيعتي تماماً لكن كان وجهي ينطق بما لم تقوله شفتاي 
كانت تبدو علي أمارات الصرامة الشديدة والغضب 
وما ان دخلت المكتب ورأيت هاني 
حتي نهض هو عن كرسيه وعلي وجهه ابتسامة سرعان ما تبخرت حيث اني لم أترك له فرصة الحديث 
فقلت 

لارا : أنت ليه رحت تطلب ايدي من حازم من غير ما تفاتحني أنا الأول ؟؟

اندهش هو كثيراً من ذلك السؤال ودهشته جعلت الكلام يتراكم في فمه فتخرج منه الحروف متقطعه كأنه يحاول الدفاع عن نفسه لكنه لا يدري في الحقيقة ماذا يقول ولكني لم أعطه فرصة الكلام من الأساس 

لارا : ليه يا هاني رحتله هو .. موضوع زي ده كان لازم تفاتحني فيه الأول .. لكن أنت حتي ما لمحتليش 

هاني ( بهدوء يشوبه الحزن ) : يعني أنتي مش موافقة 

لارا : أنا ماقلتش كده ... والله موضوع زي دي محتاجة أخد فيه وقت أفكر وأرد عليك 

فاستيقظت نبتة الأمل في عينيه مرة أخري حتي لمعت عيناه وتوهجت بشده 

هاني : طب هو الوقت ده هيطول 

فرفعت عيني لأنظر اليه نظرة غضب وتحذير 
ففهم تلقائياً وقال 

هاني : خلاص .. خلاص .. مش هسأل المهم توافقي 

كان هذا الأمر في يوم الثلاثاء 18 يناير 2011 
وفي يوم الأربعاء أخبرني حازم أن هناك حفله يقيمها للعاملين بمناسبة مرور خمس سنوات علي انشاء الشركه وأنه يجب علي بالطبع كموظفة في الشركة أن أحضر ولكنه لم يقول لي ذلك لمجرد أن يدعوني للحفلة ولكن ليصل بحديث مطول الي هذا السؤال 

حازم : هتروحي بقا لوحدك 

لارا : قصدك ايه ؟؟

حازم : يعني ...... تروحي ......... معايا .......ده اللي أقصده 

بالطبع كان يريدني أن أذهب معه ليدخل الي الحفلة وأنا معه ويرانا هاني فتستثار غيرته وما الي ذلك 
ففكرت قليلاً بالأمر وقلت له أني سأذهب علي أية حال .. فلم أعطه بتلك الجملة مؤشر أو اجابه علي طلبه 
ولكي ظللت بالفعل حائرة مع من سأذهب حازم أو هاني ......

(24 )
( الحفلة )

ظللت أفكركثيراً مع من سأذهب الي الحفلة 

حازم أو هاني 

ولكني أخيراً توصلت لحل يرضي جميع الأطراف ولكني لم أخبر حازم به 
وفي المساء استعددت للذهاب فارتديت هذا الثوب 

 

وعندما رآني حازم اتسعت عيناه ولمعت كثيراً لكنه لم ينطق بما تقوله عيناه ولكنه قال 

حازم : ياللا بينا 

بيب بيب

لارا : استني .. هاني جاي معانا 

حازم : وييجي معانا ليه ما يروح لوحده 

لارا : يروح لوحده ازاي هو مش المساعد بتاعي ... بعدين لما نروح مع بعض احنا التلاته هنستمتع أكتر .. صح 

عندها نظر لي بغضب وعض شفتيه في غضب. وكان شكله مضحكاً فهو يشعر بنبرة السخرية تلك في صوتي 
ولم أملك أنا سوي الابتسام 

وفي السيارة لم يسلم كل منهما من نظرات الاخر 
وفي الحقيقة كنت أخاف أن نصطدم ويقع لنا حادث ما 
كيف لا وأنا أجلستهما متجاوران في الأمام وجلست أنا في الخلف 
أستمتع بهدوء بذلك الصراع اللطيف 
لا أعلم لما يتصاراعان 
لا أشعر أني جميلة الي هذا الحد ليتنافس علي اثنان لم أكن حتي أحلم بالارتباط بأحدهما 
غريبة حقاً هذه الدنيا ... 
ما الذي يوجد في يجعلهم يتنافسون علي هكذا 
فملامحي عادية للغاية شعري اسود وعيناي سوداوان وبشرتي بيضاء 
ملامح نجدها في معظم الناس ولا نتوقف عندها 
ولكن حقاً صراعهما مضحك 

وعندما دخلنا الي الحفلة وجلسنا علي طاولة مستديرة نحن الثلاثة 
كان كل شئ هادئاً 
وأعجبت أنا بنظام الحفلة كثيراً فقد كان يوجد بعض الموسقي وبوفيه مفتوح 
كانت الحضور بعضهم من موظفي الشركة واخرين من رجال الأعمال وغيرهم 
كانت الأوضاع هادئة الي أن 

هاني : أجيبلك حاجة تاكليها 

حازم : وتجيبلها انت لي

هاني : علشان هي تعتبر خطيبتي 

حازم : بس لسه مابقتش خطيبتك 

هاني : باعتبار ما سيكون ان شاء الله 

حازم : بس أنا ما وافقتش 

هاني : ياسلام 

لارا : بس خلااااااص .. أنا مش عايزة حاجة .. اهدوا بس ما تفرجوش الناس علينا 

عندها أتت امرأة شديدة الجمال .. اعرفها .. انها من سيدات الأعمال .. أتت لتسلم علي حازم الذي نهض ليسلم عليها وابتعدا عن الطاولة قليلاً 
عندها قال هاني 

هاني : هروح أجيبلك حاجة تشربيها 

لارا : مرسي 

كان تركيزي في هذه الفترة في تلك المرأة ..كم أود الآن أن أقطعها أرباً أرباً 
ماذا دهاني .. اهدأي قليلاً يا لارا .. ليست سوي مصافحة وبعض الأعمال 

مهلاً .. هل أغير علي حازم .. يالي من غبية 
حينها اتي كل منهما الي الطاولة مرة اخري 
وكانت عين حازم علي كوب العصير الذي اتي به هاني 

حازم : انتي مش قلتي مش عايزة حاجة 

هاني : وانت مالك انت يا اخي 

عندها نهضت أنا وذهبت للخارج 
فلحق بي كلاهما معتذران ويلحان علي في الدخول مرة أخري فدخلت بشرط الا يحتكا ببعضهما مرة أخري 

مر الوقت بعد ذلك بسلام فقد كانا حريصان تمام الحرص علي ألا يغضباني مرة أخري

وعندما عدنا ...

(25 )


عندما عدت أنا وحازم الي الفيلا هممت أن أصعد الي غرفتي ولكنه أوقفني عندما قال 

حازم : يعني انتي فكرك انك لما تعملي كده هتغيظيني 

لارا : أعمل ايه ؟؟ قصدك ايه ؟؟

حازم : تخدعي واحد مالوش ذنب وتحسسيه انك بتحبيه وانتي بتعملي كده علشان تغيظيني

لارا : أنا مخدعتهوش 

حازم : وماحبتيهوش 

لارا : أنت ايه عرفك .. انت فتحت قلبي وشوفت ايه اللي جواه .. ثم انت واثق في نفسك كده ليه .. متخيل اني بحاول استفزك .. انا نفسي تديني سبب واحد يخليني احبك .. انت كنت فاكر انك لما تقلي انك بتحبني هيغمي عليا من الفرحة .. أنا يومها قلتلك كلمة واحدة لكن يظهر انك مفهمتهاش 

لم يعلق علي ما قلت لكن نظر الي الأرض قليلاً ثو صعدت انا الي غرفتي ولم افكر كثيراً فقد كنت متعبه واريد النوم 

في الصباح علمت ان حازم قد سافر من اجل اتمام صفقة ما وانه لن يعود الا يوم 24 يناير 2011 اي يوم الاثنين 
وهي فرصة لي لترتاح اعصابي قليلاً في غيابه من الصراع والشجار 
مرت الايام بعد ذلك عادية ليس بها سوي بعض الاخبارعن مظاهرات سوف تقوم في يوم الثلاثاء نادي بها شباب الفيس بوك .. شعرت في البداية انها ستكون مجرد مائة شخص يهتفون لساعتين ثم يعودون لديارهم مرة اخري 
او يقبض علي بعضهم ( عشان تطلع روحه ) في القسم تحت وطأة السؤال الأشهر (مين اللي وراك ؟؟)
ولكن كان الأمر مختلفاً تماماً ..فلا أعلم لما كنت أشعر ب ...


(26 )
(الشعب يريد اسقاط النظام )

يوم الثلاثاء .. صباح عادي للغاية 
سمعت من خلال نشرات الأخبار أن مئات من الشباب يتظاهرون ضد الفساد يهتفون وبحماس 
( عيش ..حرية .. عدالة اجتماعية ) شعارات طالب الشعب بها علي مدار ثلاثون عاماً 
ثلاثون عاماً من فساد الطاغية وحاشيته 
ثلاثون عاماً بعاني فيها الشعب الفقر والجوع 
في حين أن لكلب الطاغية قصر 
وللكثير من الكلاب قصور 
من يصدق ان بذلته وحدها كانت تتكلف 16 الف جنيه لانه كان يوصي بان يكتب عليها اسمه بخيوط فاخرة 
في حين ان الشعب لا يجد ما يرتديه ولا ما يسكن فيه 
تعذبنا لسنوات 
وها قد نهض الشعب من ثباته بعد ثلاثون عاماً ليقول بعلو الصوت : لاااااااااااااااااا
لا للفساد لا للفقر لا للرشوة لا للمحسوبية لا لنظام فاحت رائحة نتنه حتي وصلت الي ابعد الدول عن مصر 
لا لاعلام كاذب مضلل 
لا للسرقة ..لا للوساطة .. لا للكذب 
اتسائل اذا وقف هذا الطاغية امام الله ليسأله لماذا كل ذلك الفساد 
كيف سيرد عليه 
كيف سيرد عليه شخصاً قال انه اذا استطاع لحول كل المساجد الي صالات رقص 
في حين ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان خائفاً ان يساله الله عن بغله لما لم يمهد لها الطريق 

كم بكت عيناي عندما رايت الدماء الطاهرة لشهداء ضحوا من اجل اسم مصر العظيم ومستقبلها تسيل علي الارض 
عندما ضربهم رصاص الجبروت والقهر والقمع 
اسال الله ان ينتقم من كل قاتل للثوار ولكن لا يميته فالموت راحة له ولكن اسأل الله ان يواجه ما فعله كل ليلة في احلامه وان يجد عاقبته في كل أمر يقوم به 

كان حازم قد عاد من السفر يوم الاثنين 
وكنا نتابع معاً كل شئ 
اغلقت الشركة بالطبع اثناء فترة الثورة وانصرف تفكير كل منا عن نفسه ومشاعره 
واصبحت كل دقة قلب بداخلنا تنادي باسم مصر العظيم 

وفي يوم مشئوم هو يوم 28 يناير حدث مالم يكن في الحسبان 
وتخلي الافراد الجبناء اصحاب النفوس الضعيفة الذين يقتلون اهلهم وذويهم عن اماكنهم 
وفتحت السجون ونشط البلطجية وتكونت اللجان الشعبية 
واذا بنا نجد احد هؤلاء اللصوص يحاول اقتحام الفيلا 
وقام حازم بضربه ولكنه قام بجرحه في يده جرحاً كبيراً 
لولا ان اتي هاني هو الاخر الي الفيلا ليقضي علي هذا اللص 
ويطرده خارج الفيلا 
كان هاني قادماً ليطمأن علينا 

ضمدنا جرح حازم ووقفا سوياً أمام الفيلا ليحرسانها ويحرساني أنا بداخلها 
كم بكت عيناي في تلك الليلة من الخوف والذعر واليأس 
ليلة ولأول مرة في حياتي لم أذق طعم النوم 
أسود ليلة في حياتي 

اللهم لك الحمد ان جعلت تلك الأيام تمر 
ونصرت الفقراء اليك 
وهدمت قلعة الظلم وحدك 
وأصبح لنا تاريخ جديد لنحتفل فيه بثورة اقل ما يقال عنها أنها مجيدة 
الحمد لله
(27 )
( علبه حمراء ) 

مرت أيام الثورة بسلام 
تركنا خلالها مشاعرنا جانباً وركزنا انتباهنا فقط في ما يدور حولنا 
حمداً لله الذي أنقذ مصر 
وأسأله وأسألكم الدعاء بأن تعود مصر مزدهرة رائعة كما كانت قديماً 

وبعد أن هدأت الأمور قليلاً 
استيقظت ذات صباح لأجد حازم يجلس بالأسفل علي احدي المقاعد يمسك بعلبة حمراء ويشاهد ما بداخلها 
اعلم جيداً ما يمكن أن يكون بداخل علبة بهذا الشكل 
لابد وأنه خاتم من نوع ما 
تري لمن هو هذا الخاتم 
أردت أن أسأل بشده 
ولكن حاولت منع نفسي بصعوبة 
لكن في الحقيقة فضولي تغلب علي هذه المرة فسألت 
وأنا أرسم البراءة وحسن النيه علي وجهي 

لارا : ايه العلبة دي ؟؟

حازم : عايزة تعرفي هي فيها ايه وللا رايحة لمين ؟؟

لارا : أحب أعرف الاتنين ..ههههه

حازم : ده خاتم ..جبته لواحده بحبها وهخطبها .. أنا في الأول وفي الأخر لاقيت انك مش بتحبيني وانك بتميلي لهاني .. فامحبتش اقف في طريق سعادتك 

بهت وجهي وضاعت ابتسامتي 
اتجرحني للمرة الثانية يا حازم لا لا أصدق 

لارا : طب ورامي 

حازم : رامي لاحد دلوقتي ميعرفش مين هي امه .. والست اللي هتكون حنينه عليه هيلاقي نفسه تلقائي لما يكبر ويدرك ... هيقلها ببساطة يا ماما 

لارا : ايوه بس ندي سابت رامي أمانه في رقبتي وأنا مش ممكن أسيبه 

حازم : وانا استحالة اديلك ابني تربيه بعيد عني .. وبعدين انتي هتجوزي هاني يعني برضه هيكون ليكي ولاد .. لكن ابني هيتربي في حضني معايا انا ابوه 

لارا : وانا لو قطعت رقبتي مش هسيبه 

حازم : ماهو يا تتجوزي وتسيبي رامي يا تقعدي هنا معاه 

لارا : ااه .. انت بتهددني بقا 

حازم : ابداً .ز انا مش بهددك .. انا بحطك في الصورة 

لارا : كده .. طيب 

عندها ذهبت للشركه واتخذت اهم قرار بحياتي 

(27 )
( علبه حمراء ) 

مرت أيام الثورة بسلام 
تركنا خلالها مشاعرنا جانباً وركزنا انتباهنا فقط في ما يدور حولنا 
حمداً لله الذي أنقذ مصر 
وأسأله وأسألكم الدعاء بأن تعود مصر مزدهرة رائعة كما كانت قديماً 

وبعد أن هدأت الأمور قليلاً 
استيقظت ذات صباح لأجد حازم يجلس بالأسفل علي احدي المقاعد يمسك بعلبة حمراء ويشاهد ما بداخلها 
اعلم جيداً ما يمكن أن يكون بداخل علبة بهذا الشكل 
لابد وأنه خاتم من نوع ما 
تري لمن هو هذا الخاتم 
أردت أن أسأل بشده 
ولكن حاولت منع نفسي بصعوبة 
لكن في الحقيقة فضولي تغلب علي هذه المرة فسألت 
وأنا أرسم البراءة وحسن النيه علي وجهي 

لارا : ايه العلبة دي ؟؟

حازم : عايزة تعرفي هي فيها ايه وللا رايحة لمين ؟؟

لارا : أحب أعرف الاتنين ..ههههه

حازم : ده خاتم ..جبته لواحده بحبها وهخطبها .. أنا في الأول وفي الأخر لاقيت انك مش بتحبيني وانك بتميلي لهاني .. فامحبتش اقف في طريق سعادتك 

بهت وجهي وضاعت ابتسامتي 
اتجرحني للمرة الثانية يا حازم لا لا أصدق 

لارا : طب ورامي 

حازم : رامي لاحد دلوقتي ميعرفش مين هي امه .. والست اللي هتكون حنينه عليه هيلاقي نفسه تلقائي لما يكبر ويدرك ... هيقلها ببساطة يا ماما 

لارا : ايوه بس ندي سابت رامي أمانه في رقبتي وأنا مش ممكن أسيبه 

حازم : وانا استحالة اديلك ابني تربيه بعيد عني .. وبعدين انتي هتجوزي هاني يعني برضه هيكون ليكي ولاد .. لكن ابني هيتربي في حضني معايا انا ابوه 

لارا : وانا لو قطعت رقبتي مش هسيبه 

حازم : ماهو يا تتجوزي وتسيبي رامي يا تقعدي هنا معاه 

لارا : ااه .. انت بتهددني بقا 

حازم : ابداً .ز انا مش بهددك .. انا بحطك في الصورة 

لارا : كده .. طيب 

عندها ذهبت للشركه واتخذت اهم قرار بحياتي 


(28 )
( كارت معايده )

ذهبت الي الشركة وأنا منهارة 
فكيف استيقظ علي خبر كهذا 
حازم يريد أن يخطب امرأة اخري ..ويبعدني أنا ..ذلك لأني أعانده وأرفض حبه 
تري لو كان يحبني بحق ..هل كان سيتخلي عني بهذة السهولة 
يبدوا أنه كان يبحث فقط عن مجرد أم لولده 
حيث أنا أيضاً سوف أبحث عن شريك لي يا حازم 
وقد اخترت ندك الأقوي 

عندها وصلت الي مكتبي ودخلت بهدوء لأجد هاني يجلس بهدوء 
وما ان رآني حتي لمعت عيناه وتألقت 
اعتقد حقاً أني بدأت أميل لهاني 
فواضح من كل تصرفاته أنه يحبني جداً ويتمني أن أكون شريكة حياته بحق 
حسناً يا هاني 
لك هذا 

تمشيت الي مكتبه ووقفت أمامه وقلت بسعاده 

لارا : هاني !! أنا موافقة ..

نهض عن مكتبه وعيناه تزداد تألقاً ..لم يعرف ماذا يقول ليعبر عن فرحته .. ثم هدأ قليلاً وقال 

هاني : لارا !! أنا هخليكي ملكه .. مش هتبقي محتاجة أي حاجة .. أنا عندي شقة كبييييرة .. بجد هنعيش مع بعض أجمل أيام حياتنا .. أنا مش قادر أصدق .. النهارده أسعد يوم في حياتي 

مهما قلت من كلمات لن أستطيع أن أصف سعادته بكلمة واحدة قلتها 

ثم عاد كل منا الي تركيزه وبدأنا في العمل قليلاً 
والحديث عن مستقبلنا كثيراً 
أراد هاني أن يحكي لي كل شئ عن نفسه 
كل ما يحب 
منذ يوم ميلاده حتي يوم قابلني 

ما يفعله هاني هو الحب بعينه 
شعرت في هذا اليوم بمدي صدق وعمق حبه لي 

وفي الثانية عشره 
دق باب المكتب 
واذا بي أجد موظف البريد يسلمني طرداً لي 
تعجبت من أمر هذا الطرد 

وعندما فتحته وجدت به تلك العلبة الحمراء 
ومعها كارت صغير 
كتب فيه



فنظرت سريعاً لنتيجة اليوم .. لأجده عيد ميلادي 

يالها من صدمة 

(28 )
(تشتت )


مقلب سخيف ..جعلني أتهور ..لا لم أتهور .. لقد اخترت الخيار الصائب 
لماذاااااااااااا؟ لماذ كل هذا التشتت والحيرة .. لأول مرة في حياتي لا أعرف هل ما فعلت كان صائباً أم خاطئاً 
لاحظ هاني كيف كنت أدور حول نفسي 
وكيف توترت فجأة 
فقال

هاني : مالك يا لارا !! وشك اصفر كده مرة واحدة 

اضطرب تنفسي ولم استطع الرد ..ظلت الحروف تتجمع في فمي وتخرج متقطعة لا معني لها 

ويداي ترتعشان .. و أعصابي أتلفت 
توتر هاني عندما رآني هكذا 
فنظرت أنا له بحزن 
ولا أعرف ماذا حدث بعد ذلك 
كل ما أعرفه أنه بعد مرور فترة من الوقت فتحت عيناي ولم أري سوي بعض الهالات البيضاء 

( 29 ) 
( هدية أخري ) 


استيقظت وأنا أري اللون الأبيض يحيط بي من كل مكان 
لم أعرف ما حدث لي تحديداً 
ولكني شعرت بببعض الألم في يدي 
وبعد قليل اتضحت الرؤية أمام عيني 
وتبينت أني في مشفي 
لماذا جئت وكيف جئت 
لا أعلم تحديداً 

هل أنا مريضة ..ماذا حدث لي 

وجدت هاني يجلس علي كرسي بجواري ناعساً 
لم أفهم ماذا حدث لذلك أيقظته ببعض الأنين الذي خرج مني  تلقائياً 


هاني : لارا .. حمد لله علي سلامتك .. أنا كنت خايف عليكي أووي


لارا : هو ايه اللي حصل ؟؟ انا ليه هنا 


هاني : بطلي تحطي بروشات تاني ...


لارا : بروشات ايه 


هاني : وانتي في المكتب حصلك هبوط واغمي عليكي .. وو انتي بتقعي علي الارض ايدك اتجرحت في البروش اللي كان في الجاكت 
واتقطع شريان ايدك ونزفتي كتير .. الحمد لله انها عدت علي خير 


لارا : معقول كل ده حصل ؟؟


عندها دخل حازم الي الغرفة وجلس علي مقعد اخر ولم يتكلم ..كان يبدوا عليه الارهاق الشديد 


هاني : شكراً يا حازم ..لولاك محدش عارف كان ايه اللي ممكن يحصل


نظرت لهاني نظرة تسائل .. ماذا فعل حازم ليتم شكره عليه .. ولكنه أجابني دون أن أسأله 


هاني : كنا هندوخ لو فصيلة دم حازم ما كانتش أو والأر اتش بتاعه مناسب 


اذاً لقد نُقل بعض من دم حازم الي ... دمه الأن يجري بداخلي 
بدل ذلك الأمر كل الغضب بداخلي الذي كنت أحمله منذ قليل .. فبسبب مقلب سخيف ..خسرني ربما للأبد 

(30 )
( الحزن زعلانة و باعيط )


ظللت أتأمل في فستان زفافي الملقي أمامي علي السرير 
أجل اشتريت وهاني كل شئ وجهزنا كل شئ 
والزفاف بعد أسبوع 
حازم كان ينظر لي بنظرة أعرفها وأذكرها 
انها نفس النظرة التي كنت أرمقه بها هو وندي 
كم هو شعور مؤلم أن تشاهد من تحب وهو يحيا حياة سعيدة بدونك 
وأن تشعر فقط أنك مجرد تابع للمشاهدة وان أردت التدخل في شئ فليس لك الحق في ذلك 
كان وجه حازم يزداد كآبة وذبولا وارهاقاً كل يوم 
فقد ذهب بريق عينيه 
وذهبت البهجه من حياته 
وفي أحد الأيام سألني 
وهو يحمل رامي بين يديه 

حازم : انتي ... أنتي قلتي ان محدش هيربي رامي غيرك 
أنا مش عايز أضايقك بعد ما تتجوزي ..

لارا ( مقاطعة ): أنا هفضل أخد بالي منه حتي بعد الجواز .. ولا يهمك 

فنظر الي الأرض قليلاً ثم مشي مع ابنه الي غرفة الطفل ليضعه في سريره 

أصبح الحزن هو علامة حازم الوحيدة في هذه الحياة .. وكل يوم يمر يقرب يوم الزفاف ويزيد حازم حزناً 
ظللت أفكر أنا الأخري في ذلك القرار الذي أخذته 

تري يا الهي هل اتخذت القرار الصائب 
هل الصواب أت نتزوج بمن يحبنا .. حتي ولو لم نكن نحبه بنفس الدرجه 
أم التمسك بالحب القديم 
الذي كان يبدوا في وقت من الأوقات مستحيلاً وبعد أن تلاشت العقبات ... أنا لا أدري 
كدت أطرق الحائط برأسي حتي تهدأ الأفكار بداخلها قليلاً 
فالقرار قد تم اتخاذه ومن الصعب الرجوع فيه 

( 31 )
( الأخيره )

ماما ..... يا ماما ... ياللا بقا هنتأخر 

لارا : طب اختك نهال لبست وللا لسه 

مش عارف هروح أستعجلها 

لارا : طب حبيبي أنا خلاص فاضلي صفحة وجايه 

بالذمه في يوم فرحي تقعد تكمل في المذكرات بتاعتها كده

************************

( معلش فاصل ونواصل )

أعود مرة أخري بالذاكرة الي يوم 14 ابريل 2011 أي منذ 25 عاماً ( عادي .. عادي )

كنت استعد لزفافي في غرفة الفندق الذي يوجد به الفرح
ولازالت الحيرة تملأني 
يا الله ألازلت حائرة حتي ذلك اليوم 
واذا بي أجد طفلة سغيرة تدخل الي الغرفة وهي تحمل ورقة صغيرة وتقترب مني 
وقالت 

الطفلة : عمو قالي اديكي دي 
ثم ركضت الي الخارج 

أمسكت بالورقة ووجدت مكتوب فيها




دمعت عيناي عندما قرأت ذلك .. وفكرت قليلاً 
فقلت لمن معي : ممكن بس تسيبوني شوية لوحدي 

وانتظرت حتي خرجوا جميعاً من الغرفة 
فنظرت مرة اخري لأجد الممر فارغ 
ثم أطلقت ساقاي للريح 

ركضت ركضت الي خارج الفندق مع الحرص الا يراني أحد .. وتركت رسالة أخري لهاني كتبت فيها 




وذهبت بعد ذلك الي الفيلا حيث وجدت حازم يجلس علي اريكه قرب الباب وبمجرد أن دخلت الي الفيلا 

وجدتني أقول : اذا كان القدر يرفض ان احنا نبقي مع بعض ... فانا هعانده وأحاربه لاحد ما يوافق 

عادت ابتسامته حينها وعادت لعينيه لمعتها 

وحددنا الموعد لزفاف اخر .. ولكن هذه المرة لا يوجد بداخلي اي شعور بالذنب ولا تردد ولا حيرة .. الآن أدرك أني فعلت الصواب من راحة البال والقلب بداخلي 

ووأرسل لي في ذلك اليوم كارت جميل مكتوب فيه ( مبروك .. هاني )

لم أصدق أنه سامحني ولكن الحب يجعله يقدر ما فعلت 

وها أنا بعد 25 عاماً أزف رامي لعروسه الجميله ... لارا هاني 
أجل سيتزوج ابنته .. فلقد أصررت أنا علي ذلك .ولكن أيضاً كانت توجد قصة حب مشتعله بينهما ..لم أستطع أنا وحازم أو هاني رفض ذلك 

فجميعنا نعرف ما هو الحب 

بعد قليل وجدت راسلة علي هاتفي من حازم تقول ( اتأخرتي ليه .. يالا عايزين نروح بسرعة .. لارا عاملة زي حالاتك ممكن تمسك رامي تعضه لو أتأخر أكتر من كده )

ضحكت أنا حينها 
وما أن خرجت من الغرفة لألحق بالسيارة في الخارج حتي اتصل بي حازم مرة أخري 
فرن هاتفي .. علي أغنية 

أنا لحبيبي وحبيبي الي 
يا عصفورة بيضا لا بقي تسألي 
لا يزعل حدا .. ولا يعتب حدا 
أنا لحبيبي .. وحبيبي الي 
حبيبي ندهني قالي الشتي راح 
رجعت اليمامة زهر .. التفاح 
حبيبي ندهني قاللي الشتي راااح 
رجعت اليمامة زهر التفاح 
أنا علي بابه الندي والصباح 
بعيونك ربيعي نور وحلي 
أنا لحبيبي وحبيبي الي 
يا عصفورة بيضا لا بقي تسألي 
لا يزعل حدا ولا يعتب حدا 
أنا لحبيبي وحبيبي الي 
وندهني حبيبي جيت بلا سؤال 
من نومي سرقني من راحة البال 
وندهني حبيبي حيت بلا سؤااال 
من نومي سرقني من راحة البال 
انا علي دربه ودربه عالجمال
يا شمس المحبه حكايتنا اغزلي 
أنا لحبيبي وحبيبي
الي 
يا عصفورة بيضا لا بقي تسألي 
لا يزعل حدا ولا يعتب حدا 
أنا لحبيبي وحبيبي الي 
....

تمت 

بقلم
(أمنيه السعدني ) 
دمعة وحدة