تحذير هام

أي شخص سينقل حرفا من هذه المدونة دون كتابة اسمي اسفله سيعرض نفسه للمسائلة القانونية
Anyone will be transferred characters from this blog without typing my name below it will show himself to legal accountability

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

سر الفرعون ( رواية )



هذه القصة بقلمي ( أمنيه السعدني )
الحلقة الاولي 
( الحلم )

لو خيروني بين مصر وبين حبيبتي لإخترت حبيبتي ليس لأني لا أحب مصر ولكن لأن مصر هي حبيبتي .
بلادي التي أعشقها وأعشق هواها وترابها وماءها . أحب أن أعيش وأن أموت فيها ومن أجلها . أجل إنها بلادي التي أفخر بها وأفتخر بأني ابنة نيلها حبها يسري في عروقي مسري الدماء وقلبي لا يخفق الا باسم عظيم وهو ( مصر ) اسمي ( نورا ) أعشق بلادي منذ صغري وتعلق قلبي بتاريخها وحضارتها .
كنت في المدرسة أعشق حصص التاريخ خاصة ان كانت عن التاريخ الفرعوني وكنت أستمع الي الأحداث وكأنها قصة مثيرة .
وكانت تلك الأحاديث عن تاريخ مصر تأثر لبي وتثير ذهني وتشعرني بالتشويق والجمال .
كم شعرت بالرومانسية وأنا أقرأ ماحدث لايزيس وأوزوريس .
وكم شعرت وكأني في مغامرة مثيرة وأنا أقرأ قصة ( سنوحي ) . ثم كبرت وكبر حبي وتعلقي بمصر . ودخلت كلية الاداب قسم الاثار وتخرجت فيها وأصبحت مهنتي كباحثة أثار تمثل بالنسبة لي وكأني أشارك في صناعة التاريخ وكنت أريد أن أكون جزءاً من التاريخ ذاته 
وكم أصبح سعيدة كلما اكتشفت أنا وفريقي قطعة أثرية جديدة .
وكم هو أمر ممتع أن أعمل مع فريق أحبه فكيف لا أحب شقيقي ( وليد ) ومخطوبته ( لميس ) صديفتي الوحيدة فنحن فريق متحاب ويحبه الجميع فكل منا يعشق مهنته واختصاصه فأنا أحب عملي كباحثة أثار وأخي يعمل ككميائي يساعدنا في ايقاف تفاعل المواد الضارة الموجودة بأي مقبرة جديدة نكتشفها .
اما لميس فهي خبيرة بالأجهزة الالكترونية فنحن نستعمل جهاز الموجات المغناطيسية لتكشف لنا ما وراء الجدران كما نستخدم أيضاً عداد جايجر لمعرفة أعمار المومياوات وتحديد من أي عصر هي .
نعمل ثلاثتنا معاً منذ ما يقارب خمس سنوات تحت قيادة شخص عبقري وهو ( مازن ) 
قائد فريقنا بالرغم من أننا متقاربان في السن كثيرا إلا أني أعتبره أستاذاً ومعلماً لي فلقد تعلمت منه الكثير خلال تلك الفترة التي عملنا فيها معاً لكنني أشعر تجاهه بمشاعر لا أعرف طبيعتها ولا أستطيع وقفها أو السيطرة عليها ولكنه لا ينظر إلي بنظرة الحب ذاتها التي أنظر بها اليه فهو يعاملني معاملة رئيس ومرئوس لاأكثر ولا أقل بل هو رئيس قاسي القلب فهو يريدنا أن نعمل دوماً بلا راحة وبلا نوم .
أظن أني أمكث في عملي أكثر مما أمكث في بيتي ولكني لا امانع في ذلك فأنا أحب عملي كما أحب كل لحظة تبقيني بقرب مازن .
وفي أحد أيام العمل ونحن في مكتبنا بالمتحف دار بيننا هذا الحديث 
وليد : هل تقبلان بهذا الوضع 
لميس : عن أي وضع تتحدث 
وليد : ألا تشعران بالوقت ؟ لقد مضت ثمان ساعات وهو لا يسمح لنا بالذهاب 
نورا : اهدأ أخي فلدينا عمل كثير لم ينجز بعد كما أن عطلتنا غداً ويمكننا أن نؤجل الراحة بعض الشئ 
وليد : أنا لست أحمق أختي فأنا أعلم فيما تفكرين فمن جهتك تودين البقاء هنا ولو حتي في يوم العطلة لا أعلم لمَ تحبين قاسياً مثله 
نورا : لا تنعته بالقاسي فليس معني أنه يريد فريقنا أن يكون الأفضل ويجبرنا قليلاً علي العمل أنه قاسي 
وليد : دعينا ننهي هذا النقاش فأنا أعلم أن جدالنا بشانه سينتهي بخسارتي بالطبع . أخبريني كيف حال الكوابيس 
نورا : نبهتك كثيراً ألا تذكر هذا الأمر أمامي فأنا أحاول أن أنساه كل يوم ولا أدري لماذا يتكرر هذا الحلم دوماً 
لميس : أعلم أن الأمر صعب عليكي يا نورا ولكن أروي لي ذلك الكابوس مرة أخري فعندما رواه لي وليد لم يروه بالتفصيل 
نورا : أحلم بأني في مكان غريب وكأني في زمن أخر وكأني في الماضي وأري في البداية أناس يحتفلون ثم أري أشخاص كثر تركض حاملةً المشاعل ويذهبون جميعهم الي مكان واحد ثم أري رجلاً يحترق أمام أولئك الأشخاص وأسمع امرأة تصرخ فاستيقظ في الحال . ظننت في البداية أنه مجرد حلم عادي ولكنه يتكرر كل ليلة 
لميس : ألا تذكرين شيئاً أخر؟ شيئاً مميزاً أو غريباً ؟
نورا : أري امرأة في الحلم تشبه أمي كثيراً لكنها كانت ترتدي ملابس غريبة 
لميس : هلي هي من كانت تصرخ 
نورا : لا أعرف ولكني أظن ذلك 
وليد : دعينا من هذا الأمر الآن نورا فانا أقلق عليكي كلما أسمع ذلك وتعلمين أن أبي قد أوصاني عليكي قبل أن يسافر 
نورا : طمأني عليه هل هاتفك البارحة ؟
وليد : أجل ولكن المكالمة كانت كلها عنك ظل يسألني عنك ويطمأن عليكي فهو يعلم بأمر تلك الكوابيس وهوقلق عليكي أيضاً 
نورا : أنا شخصياً بدأت أقلق علي نفسي أعتقد أني سأذهب الي طبيب نفسي 
(و عندها فتح الباب ليدخل مازن )
وليد : مرحباً والي اللقاء 
مازن : مهلك قليلاً أتريد الذهاب الآن ؟
وليد : أكيد فنحن هنا منذ تسع ساعات ساعة واحدة بعد وسوف نموت من الارهاق 
مازن : ولكن هناك الكثير من العمل لم ينتهي بعد 
وليد : سننهيه بعد غد ولكن أرجوك دعنا نذهب الآن 
مازن : حسناً ... علي أن ينتهي ذلك بعد غد 
وليد: أعدك سيدي 

( ولكن سرعان ما ينتهي حديثهما بصوت صراخ أحدهم وهو يأن من الآلم)

الحلقة الثانية
( في المشفي )
مازن : كنت اتحدث الي وليد شقيق نورا عندما سمعنا صوت نورا تصرخ فجأة وهي تأن من الألم فالتفت الي كرسيها الذي كانت ساقطة علي الارض بجوار النافذة الزجاجية الكبيرة الموجودة بالغرفة .
لم افهم في البداية سبب انينها ولكني رأيت قدمها ملتوية وعلي ما يبدو انها كسرت ولكن ماذا حدث وكيف سقطت لا أعرف ثم ركض اليها وليد مسرعا ليحملها الي المشفي ليتم عمل اللازم لها .
أردت طوال الطريق أن أسألها كيف سقطت ولكن حالتها كانت تمنعني من ذلك وحتي ان سألت فلن تجيب هي بل سيبدأ وليد بلومي علي ما حدث لها منذ لحظات
وعندما ذهبنا الي المشفي جبرت قدمها وأعطوها مسكناً للألم يسبب النعاس وأبقوها باحدي الغرف حتي تستفيق مجدداً لتعود الي منزلها .
وبقيت انا ووليد ولميس بجوارها .
في الحقيقة كنت قلقا عليها كثيراً ولكني لطالما تعودت ان اخفي مشاعري او اي احساس اشعر به كما ان الفضول كان يقتلني لأعرف سر ما حدث بالمكتب .
حتي وليد الذي كنت انتظر منه ان يبدا بلومي علي ماحدث لشقيقته لكنه لم يتكلم قط لكني رايت في عينيه قلقه الشديد عليها وكأنه كان يريد ان يطمأن علي شقيقته في البداية ويؤجل المناقشة معي الي ذلك الحين .

بدأت نورا تصحوا شيئاً فشيئاً حتي استعادت وعيها بالكامل .
أردت أن أسألها عما حدث هناك ولكن الغريب ان وليد سبقني بذلك السؤال 
وليد : ماذا حدث هناك يا نورا ؟ وكيف سقطتي هكذا ؟
نورا : لا اعرف .... لا ادري اذا كان ما رأيته حقيقة ام خيال لقد .... لقد رأيت تلك المرأة من الحلم كانت تقف بالخارج وكانت تنادي باسمي ظننت في البداية انها اوهام من كثرة الارهاق ولكنها ظلت تكرر اسمي حتي نهضت واقتربت من النافذة وكذلك كانت تقترب هي الاخري حتي اصبحنا متقابلتين لا يفصل بيننا سوي الزجاج وعندما همت بتحريك يدها ظننت انها ستؤذيني فهممت بالتراجع خوفاً عندها فقدت توازني وسقطت وهذا ما حدث .
وليد : لابد و أنك كنت مرهقة كثيراً اليوم يا نورا فلا شئ يفسر ما حدث غير ذلك
نورا : لكن ما حدث لم يكن خيالاً أبداً ... أنا متأكده مما رأيته .... لم أكن أتوهم صدقوني
لميس : ربما لأنك كنت منشغلة بالتفكير في ذلك الحلم ظننت بأنك رأيت تلك المرأة
نورا : لم أكن اتخيل .... يالهي كنت أعلم أنكم لن تصدقوني
مازن : أعدك ان فهمت عن اي امرأة تتحدثين فسوف أصدقك
وليد ( ببعض الغضب ) : ربما يمكنك التحدث معها لاحقاً فهي متعبة الآن 
( عندها رن هاتف وليد الخليوي )
وليد : انه ابي
نورا : وليد لا تخبره بما حدث ارجوك
وليد : حسناً لن أخبره 
( وعندها ضغط وليد علي زر الرد في هاتفه وهو يقبض يديه محاولاً ضبط انفعاله )
وليد : مرحباً ابي
الاب : كيف حالك بني وكيف حال نورا ولميس
وليد : كلتاهما بخير والحمد لله
الاب : هل نورا بجوارك لقد اشتقت اليها كثيراًً واريد ان اتحدث اليها فهاتفها مغلق منذ البارحة
وليد : لا يا ابي ليست بجواري فلقد ذهبت الي البيت ولعل هاتفها نفذت بطاريته لذلك هو مغلق
الاب : حسناً بني سأهاتفك لاحقاً لأطمأن عليكما الي اللقاء
وليد : الي اللقاء ابي
مازن : لماذا لم تريدي ان يعلم والدك بما حدث
نورا : اذا علم والدي فسيأتي الي هنا علي الفور
مازن : نورا ! من تلك المرأة التي كنت تتحدثين عنها التي رأيتها من النافذة
نورا : لا اريد ان اغامر برواية ذلك لك فلا اتحمل الا يصدقني احد اخر
مازن : اعدك ان رويتي لي فسوف اصدقك 
( وبعد ان روت نورا لمازن ذلك الحلم )
مازن : امر غريب حقاً ليس له تفسير
نورا : هل تصدقني
مازن : اجل فلقد وعدتك وانا لا اخلف وعدي ابداً 

( عندها لمعت عينا نورا بابتسامة خجله ولكن قلبها كان يرقص فرحاً فهذه هي المرة الاولي التي تتحدث فيها مع مازن بهذا الشكل )
( وفي هذه الاثناء دخل الطبيب ليطمأن علي حال نورا ويعطيها الاذن بالذهاب الي بيتها )

الطبيب : كيف حالك الان لقد كان كسر قدمك خطيرا
نورا : بخير لقد خف الالم كثيرا
الطبيب : جيد ولكن عليكي الا تضغطي علي قدمك نهائيا لمدة ثلاثة اسابيع
نورا : ماذا .... ولكن ... العمل ... لا يُسمح لنا بالتغيب عن العمل ابداً
مازن : ماذا ؟ أتمزحين .. هل أبدو لك مجنوناً لأجعلك تعملين وانت بهذه الحال ؟ .... لست بهذه القسوة يانورا ... لديك اجازة لمدة شهر ويزيد حتي تشفين تماماً
نورا : اسفة و....
( وتوقفت نورا عن الكلام لان مازن نظر لها وكأنه يعاتبها علي ماقالت )

وليد : حسناً سأحملك الي السيارة 

الحلقة الثالثة
( الشبح )
نورا :بالطبع بعد أن أوصلني أخي الي شقتي واطمأن علي ولم يغادر الا بعد أن ألحيت عليه للرحيل فأنا أعرف جيداً كم هو مرهق فلقد أصبحت لا أذكر شكل شقتي من كثرة غيابي عنها فما بالي بحاله هو خاصة وأني أعلم أنه يحبني كثيراً و أعلم جيداً كيف يؤرقه قلقه علي.
ولكن ما يؤرقني أنا الآن هو كيف رأيت تلك المرأة من خلال النافذة وكيف قفزت من أحلامي لتتجسد أمامي ومن هي تلك المرأة من الأساس وكيف تشبه أمي الي هذا الحد ؟
كلها أسئلة تدفعني للجنون تري هل جننت حقا كما يقول أخي أم أن ما أراه حقيقة
لقد تحيرت حقاً ربما ما رأيت كان بسبب الارهاق
اذا كان الأمر كذلك فعلي ألا أفكر الآن بأي شئ وأن أخلد للنوم عل تلك الأوهام ترحم رأسي من كثرة الزيارة يومياً وحتي بدون استئذان
ولكني عندما خلدت للنوم وكالعادة رأيت الكابوس ذاته ولكني رأيت المرأة التي كانت تصرخ فلقد كانت ذاتها التي رأيتها عبر النافذة ولكني رأيت سبب صراخها لقد كانت أمامها فتاة صريعة وتلك الفتاة كانت ......كانت تشبهني ! أجل تشبهني تماماً
وبعد ذلك عادت صرخات تلك المرأة مدوية في أذني لاستيقظ مفزوعة كالعادة وأجد ما يفزعني أكثر لأن الكهرباء قد انقطعت وأنا نائمة والظلام الدامس يحيط بي فاستعنت بهاتفي النقال الذي كان بجوار السرير لأنير طريقي الي المطبخ فأشرب كأساً من الماء لتهدأ أعصابي قليلاً وفي طريقي الي المطبخ ...

انطفئ ضوء الهاتف فجأة ولم أعد أري شيئاً
وظللت أضغط علي الأزرار ولكن الهاتف لم يضئ فاعتقدت أن شحن البطارية قد نفذ فتجمدت في مكاني في قلب الظلام في الممر المؤدي الي المطبخ لأ أعرف كيف اتجه وعندها.....
شعرت بيد ناعمة تمسك بيدي وصوت يهمس في أذني قائلاً احباااااااااااااط ساعديني ....ساعديني أرجوك فيجب أن تتوقف اللعنة)
عندها اقشعر بدني وتجمدت دمائي في عروقي من الخوف كنت خائفة الي درجة الموت فكيف لا أخاف وشبح ما يمسك بيدي الآن وعندها عادت الكهرباء فنظرت خلفي ولم أجد شيئاً .... وكل ماشعرت به حينها هو آلم ساقي الذي لا أعلم كيف مشيت عليه كل تلك المسافة ولم أجد أمامي سوي الجلوس علي الأرض والبدء في البكاء كالأطفال من شدة الخوف والألم وسرعان ما استجمعت قواي واستطعت الوقوف بصعوبة مستندة الي الحائط وذهبت الي المطبخ ثم عدت الي غرفتي وأنا ارتجف من الخوف ..
وأتذكر تلك اللحظة التي أمسك فيها ذلك الشبح بيدي وما قاله وأتذكر الصوت الذي كان صوت امرأة علي ما يبدو
كنت خائفة للغاية وظللت اتلفت حولي بقلق ولم أغلق المصباح ولم أنم حتي الصباح حتي دقت الساعة الثامنة الموعد الذي يستيقظ فيه أخي فاتصلت به علي الفور فأجابني قلقاً فطلبت منه أن يأتي الي علي الفور و رويت له ماحدث وانخرطت في البكاء وأنا أكلمه فوجدته يضمني بحنان ولطالما شعرت بالأمان وأنا مع أخي فلقد كان أخي ولازال سندي في وقت الشدة وسرعان ما ارتحت ونسيت ذلك الحلم وما حدث تلك الليلة والقيت حملاً كان ثقيلاً علي صدري .....
ومرت أيام الاجازة بهدوء مابين الزيارات من أخي ولميس ومازن حتي تحسنت كثيراً وأصبحت جاهزة تقريباَ لكي أعود الي العمل وقبل نهاية الشهر اتصل بي أخي وشعرت في صوته الخجل


وليد : مرحباً نورا كيف حالك اليوم
نورا : بخير ... ماذا هناك أشعر بأنك تريد أن تقول لي شيئاً
وليد : يصعب حقاً اخفاء أي شئ عليكي
نورا : أذن أخبرني ما الأمر
وليد :اتصل بي مازن وأخبرني بأن العمال وجدوا شيئاً في الموقع الجديد
نورا ( مقاطعة ): ويريدون منا الذهاب لاستكشافه ووجودي أمر هام
وليد : حسناً نورا ... لا أعرف اذا كنت لا تقدرين علي المجئ فيمكنني تدبر الأمر مع مازن
نورا : لا لا ... لا عليك أخي فلقد اشتقت للعمل كما أنني تحسنت كثيراً ويمكنني المجئ
وليد : حسناً سأمر عليكي غداً لاصطحبكي في العاشرة صباحاً
نورا : ساكون جاهزة لا تتأخر
لقد كانت مكالمة أخي في هذا التوقيت بالنسبة لي هي طوق النجاة فحقاً لقد اشتقت للعمل كثيراً فهو الأمر الوحيد الذي ينسيني همومي
ينسيني رحيل أمي الي عالم الأموات وسفر أبي الي الخارج
كما أني لا أجد في حياتي شيئاً مثيراًَ غير تواجدي في العمل وحنان أخي وحبه واهتمامه بي وصديقتي الوحيدة لميس
آه يا الهي كدت أنسي أن زفافهما بعد أسبوع من الآن لقد أتما التجهيزات وعلي استعداد بأن يتوجا مشوارهما بالزواج كم أتمني أن يحدث أمراً مثيراً في زفافهما فأنا أعرف تفكير أخي

ولكن تري ماذا وجد العمال في الموقع ....

الحلقة الرابعة 
( المقبرة )
نورا : انتظرت أخي في اليوم التالي لنذهب معاً لاستكشاف ما وجده العمال في موقع الحفر وقد جاء أخي في موعده واصطحب لميس في سيارته فبيتها أقرب اليه من بيتي وذهبنا معاً الي الموقع وهناك وجدنا مازن قد سبقنا الي هناك ... لطالما فعل ذلك فهو أكثر حماساً مني ليعرف ماذا يوجد في المقبرة كما أنه يعشق الآثار مثلي بل أكثر مني .

ذهبنا لنتحدث مع العمال فقالوا : أنهم وجدوا بئراً للدفن عمقه من 15 الي 20 متراً ولكنهم عندما قاموا بكشفه وفتح الغطاء الحجري لتهويته ريثما نأتي لاحظوا شيئاً غريباً جداًُ

رأوا حلقة نار سوداء تخرج من فوهة البئر ويقسمون علي أنهم رأوا ذلك الأمر

لم يهتم مازن كثيراً لما قالوا ولكن كلامهم ظل يتردد في سمعي كثيراً فلقد درست اللعنات الفرعونية جيداً ولعنة النار السوداء هي من أظلم اللعنات الفرعونية علي الاطلاق لدرجة أنها لم تلقي علي أحد خلال تاريخهم كله الا علي شخص واحد فقط ولعنة النار السوداء لا تلقي علي قبر شخص الا اذا كان قد ارتكب جرماً فظيعاً لا يمكن غفرانه ولكن لتلك اللعنة عيوب وهي أن اذا أراد المجني عليه الصفح عن المذنب يمكن القاء سحر ما لاستعادة روح ذلك المذنب

يبدوا أننا اكتشفنا شيئاً تاريخياً وأعتقد أننا سنكتشف المفأجات عندما ننزل الي الأسفل لاستكشاف المقبرة


حضرنا الحبال وكان أخي وليد هو أول النازلين وهو يضع القناع الواقي ويحمل عدته الكيميائيه ليقوم بابطال مفعول أي مواد كيميائيه خطره موجوده بالأسفل فلطالما كانت توضع تلك المواد لمنع اللصوص ولكننا تعلمنا جيداً ممن سبقونا في فتح مقبرة توت عنخ أمون .

بعد ذلك نزلت أنا ومازن ولميس وبدأنا في استكشاف المقبرة وكان عداد جايجر يعمل عندما كنا بالأعلي ولكن لا أعلم لماذا بدأ بالتشوش عندما نزلنا للأسفل وأشار بصعوبة الي عمر المقبرة وهو خمسة الاف عام .

كنا نعمل جميعاً في صمت بالأسفل ولكني شعرت بشعور غريب للغاية تجاه تلك المقبرة فلقد شعرت بأن هناك شيئاً يراقبني في هذا المكان .... روحاً ما ... كان شعوراً غريباً وحسب لا أعلم اذا كان يشعر الاخرون به ولكني قررت الا أكترث لذلك وسأكمل عملي في صمت

ما بدأنا باكتشافه أن التابوت كان تابوت ملك أي أن الجثة التي بداخله هي جثة فرعون ولكن كيف يرتكب فرعون اثماً بشعاً يتسبب في القاء لعنة النار السوداء علي قبره ....غريب

لم نجد في المقبرة ما يوحي بالعظمة أو يحكي شيئاً من تراث ذلك الملك علي ما يبدوا أنه كان مكروهاً بشده فلقد خلت مقبرته من النقوش المقدسه .

وظللنا نعمل حتي وقت متأخر ولم نغامر في ذلك الوقت بفتح التابوت فيجب أن يفتح في ظروف خاصة لذلك قمنا باخرجه لنقوم بفتحه في غرفة الاستكشاف بالمتحف كما أننا أردنا ان نحتفل بتلك القطعة الأثرية الجديدة فلقد عثرنا علي شئ مميز يضاف لانجازاتنا كفريق واحد .

وعندما عدنا الي المتحف كان الوقت مناسباً للاحتفال فلقد تركنا التابوت هناك وأردنا الذهاب الي أحد المطاعم لنحتفل هناك ولكني أخي أراد تأجيل ذلك الاحتفال حتي يوم زفافه لتكون فرحتنا فرحتين 
فوافقنا علي ذلك

وفي الصباح التالي ذهبت أنا وأخي ولميس لطلي اجازة لمدة أسبوع للتحضير للزفاف كما أن علي مساعجة لميس في تحضير كل شئ فهي يتيمة الأبوين وليس لديها من يساعدها علي تلك الأمور غيري .

وبعد الموافقة علي الاجازة بدأنا فعلاً التحضير ليوم مميز جداً .. كنت متحمسة للغاية لذلك اليوم وكأنه يوم زفافي أنا .. كما أن حماستي كانت تزداد لأني متأكده من أن أخي سيقدم مفاجأة ما وبالفعل كانت مفاجأة ولكنها مفاجأة من نوع أخر ....

الحلقة الخامسة 
( ويولد حب )
نورا : وكانت تحضيرات الزفاف معقدة من حيث اختيار القاعة وأنظمة الاضاءة وكما أن معظم المجهود كان فوق عاتقي أنا فأنا من يهتم ليس بالعروسة وحدها ولا العريس وحده بل بالاثنين كان الأمر مرهقاً بالنسبة لي للغاية ولكن كنت أفعل ما أفعله بسعاده بالغة فمن أغلي عندي من لأخي وكم أتمني أن أجعله يعيش ليلة عمره وكأنها ليلة من ليالي الأحلام وخاصة أنه يتزوج أعز صديقاتي لميس .
وأخيراً تم اعداد كل شئ ولم يبقي علي حفل الزفاف سوي يومين فقط ولم يبقي لي سوي أن أحضر نفسي للحفل فبصفتي شقيقة العريس علي أن أكون في مظهر جيد لذلك اشتريت ثوباً جديداً أعجبني كثيراً عندما رأيته .
قمنا بتوزيع بطاقات الدعوه علي كل أصدقائنا وأقاربنا ومنهم مازن بالطبع وكم آمل أن يأتي فلقد اشتقت لأن أراه كثيراً 

بالطبع سيأتي أبي من رومانيا لحضور الحفل ويا الهي كم اشتقت الي أبي كثيراً فاجازاته نادرة وذلك لطبيعة عمله كرجل اعمال مرموق هناك .

أكاد أموت من شدة الانتظار ليوم مميز حضرت له بقلبي قبل يدي .

وها قد جاء اليوم الموعود وكنت مع لميس طوال اليوم منذ أن استيقظت فلقد نامت ليلتها في شقتي كما أنها قامت بدورها في مناولتي كوب الماء عندما استيقظ مفزوعة في الليل كالعادة .

ذهبت مع لميس في الصباح الي جلسة معالجة البشرة ومنها الي غرفة البخار ثم الي محل الملابس لاحضار الفستان الذي كانت تجري عليه التعديلات ومنه الي مصفف الشعر حتي نصفف شعرنا نحن الاثنتين وبعد ذلك ذهبنا الي الغرفة المحجوزة لهما في الفندق الموجودة به القاعة ولم يبقي سوي وصول المدعويين الذين وصل معظمهم في الميعاد ولكن تأخر أحدهم ... أجل انه مازن الذي اذا حضر فلن أهتم بأي شئ وسيطير قلبي فرحاً ليرفرف بجناحيه حول مازن عله يشعر بنبضاته التي تنطق باسمه في كل ثانية 

وها قد بدأت مراسم الحفل حيث سينزل أبي الي القاعة بلميس فهو في منزلة والدها ليسلمها الي أخي ثم سيرقصان علي موسيقي رومانسية اخترت اسطوانتها بنفسي وبينما أنا أشاهدهما يرقصان والحب يفيض من عينيهما كالنهر الجارف تجاه الآخر ؛ وأنا أتمني أن تجمعني لحظة مماثلة مع مازن واذا بي أجد من يربت علي كتفي 
مازن : هل أكلتم الحلوي كلها أم تركتم لي نصيبي 
نورا : ها ! مازن لمٍاذا تأخرت هكذا 
مازن : آسف ظننت أنكِ شخصاً آخر . تري أين أنتي يا نورا 
نورا : هل تمزح ؟ أنا نورا 
مازن : يا الهي ما هذا الجمال لم أعهد أن أراكِ هكذا 
نورا : اتعني اني لست جميله 
مازن : بلي انتي جميلة ولكني لم ألاحظ أنكِ جميله الي هذه الدرجة فما أجمل هاتين العينان الزرقاوين وهذا الشعر اللامع أنتِ حقاً جميله للغاية ويبدوا أنني أنا الأعمي 
نورا : هل تغازلني يا رئيسي 
مازن : اليوم لست رئيسك أنا خادمك اليوم يا ملكة جمال الحفل 
نورا : لم أعهدك شاعراً من قبل 
مازن : اذن هل تمانعين أن أريكي مواهبي الليلة فلست شاعراً فحسب بل يمكنني أن أراقصك أيضاً 
نورا : مازن! هل جننت 
مازن : اذا كان البحث عن السعادة جنوناً فأنا كذلك الليلة من أجلك 

(بدأا يرقصان سوياً في البداية كانت نظراتها فرحة ومضحكة فلم تكن نورا تتوقع أن لمازن شخصية أخري . شخصية يمكنها أن تشعر بما يشعر به قلبها وسرعان ما تحولت نظراتها الي نظرات اعجاب متبادل بل وحب عميق ولد في لحظة تكاد تكون من لحظات الجنة وجعلت كل من حولهما يشعر بما يكنه قلبهما وتفضحه عيناهما وكان من أكثر الفرحين بما يري هو وليد فهو يعلم أن أخته تحب مازن وهو لا يريد سوي سعادتها فهو يعلك كم تحملت من هموم طوال حياتها وكانوا هم الأربعة في حالة من السعادة جعلت قلوبهم تطير لتلف بأجنحتها ليلة حقاً من ليالي الجنة وكما قال حورس اله الحب( الحب هبة من السماء تسكبه الطبيعة في كأس الحياة تلطيفاً لمذاقها المرير ))

الحلقة السادسة
( المنظمة السرية)
وبعد ليلة من ليالي الجنة أنارتها ابتسامات وضحكات كل من سعد وبارك تلك الليلة من الحاضرين
ليلة جمعت وليد ولميس في رباط مقدس جعلت كل العيون من حولهم تنطق بالفرحة

ولكن كان من بين العيون الخيرة الباسمة الفرحة كانت هناك عيون متربصة تتبعات نسمات الهواء التي كانت تتنفسها نورا

فمن بين الحضور كان هناك رجلان ضخام ليسوا من المدعويين وكانت تتربص عيناهما بنورا وكانت تبدوا علي ملامحهما الشر ولكن لم تسنح لهما الفرصة لتنفيذ مخططاً جاءا لتنفيذه وهو خطف نورا .

ولم يتمكنا من خطفها تلك الليلة لان نورا ومازن لم يتركا بعضهما البعض تلك الليلة لذلك عاد الرجلان الي مقر المنظمة السرية التي يتبعانها والتي يرأسها واحداً من أهم باحثي الآثار سيئي السمعة الذي عندما رفضت كل الجهات أن تتعامل معه بدأ طريق الكسب غير المشروع عن طريق تهريب اللآثار

هذا الرجل يدعي ( أحمد الوكيل ) وبالرغم من تلك السمعة السيئة الا أنه لا يوجد بمصر باحثاً بمثل خبرته فهو كالموسوعة المتحركة .

وعندما وصل اليه الرجلان

أحد الرجلان : آسف سيدي لم نتمكن من تنفيذ الخطة
أحمد ( بغضب ) : ماذا! هل جننتما لماذا لم تخطفوها ألم أخبركما بأن وجودها ضروري لأقوم بتنفيذ السحر وسجن روح الفرعون !
أحد الرجلان : أجل يا سيدي ولكن كان هناك معها رجلاً علي ما أظن يدعي مازن لم يفارقها أبداً طيلة الحفل صدقني يا سيدي لقد فعلنا كل ما بوسعنا ولكن.....
أحمد ( مقاطعاً بغضب ) : كفي مبررات لا داعي لها سأضع خطة أخري ولن أقبل بفشلكم هذه المره فالمرة القادمة لن يطلع عليكما نور الصباح الا وأنتم جثث
................................................

ومن ناحية أخري بعد أن قام نورا ومازن بتوصيل لميس ووليد
قام مازن باستآذان والد نورا أن يوصلها هو الي بيتها فوافق والد نورا .

وبينما هما في السيارة كان كل منهما ينظر الي الأخر وكأنهما غير مصدقين لما حدث منذ قليل فلم يكونا يعرفان أن بداخل كل منهما عشق برئ تجاه الآخر وبينما نورا كانت تنظر الي مازن ثم وجهت بصرها الي الأمام رأت تلك المرأة مرة أخري فصرخت فجأة وبدأت في البكاء مما دفع مازن للتوقف بالسيارة علي الفور وسأل نورا
مازن : ماذا هناك يا نورا ؟ ماذا أصابك ؟

نورا : رأيتها مرة أخري . رأيت تلك المرأة مري أخري . لا أعرف لماذا تطاردني بهذا الشكل
أو هل تطاردني حقاً أم أنني أصبحت مجنونة أتخيل أشياء غير موجودة .
يا الهي لقد كنت سعيدة منذ قليل والآن تشوه كل شئ

مازن : لا عليكي اهدئي ..
( ثم نزل مازن من السيارة وأنزل نورا أيضاً وكانا بالقرب من ضفاف النيل وجلسا علي مقعد في الشارع الخالي من الناس لأنهما في وقت متأخر )


مازن : اهدئي يا نورا لا تحملي كل شئ علي أعصابك هكذا
نورا : مازن هل أصبحث مجنونة وأتخيل أشياء غير موجودة
مازن : لا أعرف ... حاولي ألا تفكري بالأمر واهدئي قليلاً
نورا : كلما حاولت ألا أفكر بذلك تظهر تلك المرأة أمامي وتحدث لي أشياء غريبة والآن سيسافر أخي ولميس لمدة شهر ولن يبقي لي من يحميني
مازن : هل نسيتي أني موجود يا نورا لماذا تنكرين وجودي في حياتك . أنتي الآن أمانة أخيك معي سأحافظ عليكي بروحي
نورا : هل أنا من ينكر وجودك الآن يا مازن ولا يعاملك الا كرئيسه ألم تشعر بشئ طوال ذلك الوقت
مازن : ماذا تعنين ؟
نورا : أبداً لا شئ
مازن : ولمَ غضبت هكذا كنت أمزح معك فقط لأنسيكي الأمر
نورا لقد أحببتك منذ أول يوم رأيتك فيه ولكن طبيعة العمل كانت تحتم علي أن أخفي هذا الأمر خاصة وأني اخجل من أن أظهر ذلك امام وليد
نورا : اذن هل كنت تعرف أني أحبك وتجبرني علي العمل بهذا الشكل

مازن : أحبك و أحب عملي أيضاً وأعلم أنكِ تعشقين الآثار مثلي لذلك موعدنا بعد غد لفتح ذلك التابوت الجديد فسوف يعطوننا مكافأة عندما نعرف صاحب التابوت لأننا سنضع قطعة جديدة بالمتحف
وأعلم أن لديك الفضول لتعرفي صاحبه أكثر مني
نورا : صدقت اذن هيا بنا بسرعة فلقد تأخرت كثيراً
مازن : حسناً هيا بنا ...

( ولكن تري من هو الفرعون صاحب التابوت )

الحلقة السابعة
(نورامين ! )
نورا : وبعد يومين مر عليٌ مازن بسيارته وذهبنا الي المتحف واتجهنا الي غرفة العمل حيث يوجد التابوت الذي استخرجناه الأسبوع الماضي وكالعادة يجب أن نفحص التابوت من الخارج أولاً ثم نفتحه ولأننا عندما كنا نستكشف المقبرة لم نجد اسم ذلك الفرعون منقوشاً علي التابوت خاصة أن التابوت كان مغطي بالأتربة .

بعد ذلك بدأنا بتنظيف التابوت بأدواتنا علنا نجد نقشاً ما يدل علي شخصية هذا الفرعون .

وبينما أنا أنظف مؤخرة التابوت وجدت نقشاً بالخط الهيراطيقي وهو خط الكهنة أي أن كاهناً كتب هذا النقش والذي عندما قرأته كان عبارة عن كلمة وهي ( نورامين )

فسألت مازن ما معني تلك الكلمة فليس لها مدلول ملموس فقال لي ان الكلمة اذا لم يكن لها معني فهي بالتأكيد اسم شخص اسم امرأة أجل ولكن التابوت ليس تابوت امرأة بل هو تابوت لفرعون رجل ولم نجد نقشاً أخر غير هذا النقش يدل علي أي شئ لذلك اضطررنا لفتح التابوت فلربما استطعنا تحديد العصر الذي حكم فيه ذلك الفرعون من خلال النقش المقدس الموجود في داخل أي تابوت .

ولكننا عندما فتحنا التابوت شممنا رائحة بشعة من الجثة .
يالها من جثة ملعونة فلم تحظي بشرف التحنيط قبل الدفن وهو أمر محير اذ أن التابوت تابوت ملك فكيف لا تحنط جثته .

بعد ذلك اتجهنا لقراءة النقش المقدس ولكن أصبح الأمر أغرب وأغرب لأننا لم نجد النقش

اذن ما حصلنا عليه هو .
1- مقبرة مجهولة لا تليق حتي بالخدم ملقي عليها أخطر اللعنات القديمة وهي لعنة النار السوداء
2- جثة فرعون غير محنطة مات قتيلاً بطريقة ما لعلها الحرق فالرائحة تدل علي ذلك
3- النقش المقدس غير موجود اذن لابد أن صاحب الجثة مات مغضوباً عليه لفعله أمراً بشعاً

كلها أمور لا تجتمع الا في جثة ملعونة مكروهة .
يا الهي لو كانت لميس هنا لاستخدمنا عداد جايجر وعرفنا من أي عصر هذا .
وكانت الحيرة تملؤنا أنا ومازن فأمر هذا التابوت مخيف حقاً
وعندما وقفت ننتاجئنا عند هذا الحد والذي هو لاشئ .
قررت أن أبيت ليلتي بجوار هذا التابوت وأقوم بالبحث في قاعدة البيانات عن لفظ نورامين هذا الذي قرأته علي التابوت علي أجد في هذه الكلمة مفتاح لغز هذا التابوت المحير .

وبينما أنا أبحث في كل قواعد البيانات التي جمعناها خلال سنوات عملنا لم أجد شيئاً علي الاطلاق عندها غلبني النعاس في الثالثة صباحاً .
وفي هذه الأثناء صدر من التابوت صوت غريب وظهر منه بعض الدخان الأبيض وكنت وقتها نائمة بجوار التابوت وشعرت أن يداً تمسك بكتفي من الخلف فاستيقظت مفزوعة فاذا بي أجد المرأة التي مللت من صراخها في أحلامي تقف أمامي وجهاً لوجه صرخت بشده وبدأت بالركض بسرعة وخرجت من غرفة العمل الي قاعة المتحف الواسعة وأنا أركض بكل ما أوتيت من قوة وتلك المراة لم تركض خلفي بل كانت تطير وهي تردد : انتظري لا تخافي اسمعيني .... انقذيني ...

ثم اختبأت خلف أحد الصناديق الزجاجية وأنا أرتجف خوفاً وأشعر بأنها تقترب مني ثم استجمعت كل قواي وقررت أن أواجه خوفي عندها نهضت ولكني لم أجد شيئاً علي الاطلاق...... لا شئ

عندها لم أجد بداً من الاتصال بمازن فجاء في غضون نصف ساعة وعندما وصل فقدت وعيي بين يديه .....
الحلقة الثامنة
( أثق بكِ ..)

نورا : استيقظت لأجد نفسي في المشفي ومازن نائماً علي كرسي الي جواري وهو يمسك بيدي واستيقظ مباشرة بعد أن أستيقظت أنا .
مازن : نورا ! لقد قلقت عليكي . ماذا حدث أخبريني ؟
نورا : تلك المرأة .... تلك المرأة مرة أخري لقد كانت تركض خلفي رأيتها .. لا أعلم ماذا كانت تريد مني .. انها كالأشباح بل هي شبح بالفعل .... أنا خائفة جدا يا مازن أشعر أن شيئاً ما سيحدث لي .

مازن : اهدئي يا نورا .. لا أقصد اخافتك ولكن كل تلك المرات تدل علي انك ترين هذه المرأة فعلاً ولا تتخيلين

يجب أن أبقي معك طوال الوقت يجب أن أحميكِ
نورا : مازن أرجوك لا تتركني بعد الآن يا الهي أريد أن يأتي أخي

مازن : هل أهاتفه من أجلك

نورا : لا داعي لذلك لا أريد أن أشوه فرحته ولا أريده أن يقلق

مازن : ولكني لا أستطيع أن أراكِ بهذه الحالة ولا أكلمه 


( عندها رن جرس الهاتف الخاص بنورا )
نورا : يا الهي انه أخي لو أجبته سيعلم من صوتي كل ما حدث 
مازن : سأجيبه أنا . أعطيني الهاتف

( وعلي الهاتف )
وليد : نورا ! كيف حالك يا عزيزتي

مازن : لست نورا يا وليد أنا مازن

وليد : ولماذا تجيب علي هاتف أختي

مازن : لقد نسيته بالمكتب فلقد ذهبت لشراء شئ ما

وليد : أختي لا تنسي هاتفها أبداً يا مازن . أخبرني هل حدث لها مكروه

مازن : عن أي مكروه تتحدث

وليد : نبرة صوتك لا تعجبني يا مازن فأنت لا تجيد الكذب .. اذا لم أكلم أختي الآن فسوف أتي علي الفور

مازن : حسناً يا وليد سأجعلك تكلمها عندما تأتي من الخارج ولكن صدقني هي ليست بجواري الآن

وليد : حسناً .. سأغلق الخط الآن ولكني سأكلمك كل خمس دقائق حتي ترد علي أختي وأتأكد أنها بخير

مازن : لماذا هذا الخوف الكبير يا وليد ما الذي يجعلك تقلق علي نورا لهذه الدرجة

وليد : انها أختي يا مازن دمها من دمي اذا حدث لها مكروه فأنا أبكي قبل أن تبكي هي

مازن : لا تقلق يا وليد أنا معها وأقسم لك أني سأفعل ما بوسعي لأبقيها أمنة حتي تأتي أنت

وليد : أتمني أن تفي بوعدك هذا يا مازن لأني غير مرتاح وأنا بعيد عنها هكذا

مازن : لا تقلق كل ما عليك فعله هو أن تستمتع بوقتك الآن ولا تحمل هم أي شئ وستكون نورا سعيدة لسعادتك

وليد : حسناً الي اللقاء .. ساهاتفك بعد قليل

مازن : حسناً يا وليد الي اللقاء
..........
مازن : لم يصدقني

نورا : كنت أعرف ذلك فهو يشعر بي دوماً

مازن : يريد أن يكلمك وسيهاتفنا بعد قليل هل ستستطيعين مكالمته

نورا : سأحاول أن أتماسك

مازن : فقط كوني هادئه

نورا : أشعر أني سأبكي اذا سمعت صوته

مازن : أنا واثق بأنكِ أقوي من ذلك

ثم ابتسم ابتسامة رقيقة طمأنتني بعض الشئ ثم اتصل أخي مرة أخري فأجبته أنا وأنا أحاول أن أضبط أعصابي بصعوبة وعندما ضغطت علي زر الهاتف أمسك مازن بيدي ونظر الي نظرة ملأتني بالثقة وكلمت أخي بهدوء وطمأنته علي بفضل تلك النظرة التي كانت تقول لي وبقوة ( أثق بكِ ) ....

الحلقة التاسعة
( حفيدة القتيل )

نورا : في اليوم التالي بعد أن خرجت من المشفي معافاه تماماً قررنا أن نستأنف العمل في ذلك التابوت مرة أخري فذهبنا أنا ومازن الي الحجرة التي بها التابوت مرة أخري وما جعلني أدخل هذه الغرفة مرة أخري فقط أن مازن كان معي فلقد أصبحت أشعر بالأمان معه في غياب أخي بدأنا باستئناف البحث في قاعدة البيانات عن من أصيبت قبورهم باللعنة أو من انمحت التعويذة المقدسة من علي قبورهم .


وأمضينا في ذلك حينها تسع ساعات والنتيجة في كل بحث كانت ببساطة لا شئ علي الاطلاق ولا حتي في شبكة الانترنت كانت الجثة غامضة في كل شئ ولا نستطيع عرضها في المتحف أبداً هكذا بدون معلومات.


.........................

علي صعيد أخر في المنظمة السرية كان ( أحمد الوكيل ) مجتمعاً بأعضاء منظمته في مقرهم السري يتحدثون عن أمر كان يشغل بال أحمد منذ عشرون عاماً من الاجتهاد وهو ايجاد مقبرة لعنة النار السوداء فهي المقبرة الوحيدة التي ألقيت عليها هذه اللعنة وطوال سنوات الخبرة لم يتمكن ( أحمد ) من معرفة مكان تلك المقبرة بالرغم من أنه اكتشف العديد من البرديات التي كانت تتحدث عنها .

وطوال تلك السنين كان متلهفاً لايجاد هذه المقبره فالروح التي تسكنها لابد وأنها ارتكبت أبشع جريمة يعتقدها الفراعنة وهي القتل واذا أقيم سحر معين في حضور تابوت الجاني وتابوت القتيل وغفران أهل القتيل للقاتل فستنبعث روح القاتل لذلك أراد أحمد أن يسجن روح الفرعون عن طريق تجميدها وبيعها بالمليارات للخارج لذلك كان مستعداً للتضحية بأي شئ للعثور علي تلك المقبرة .

وفي الاجتماع الذي حضره جميع أعضاء المنظمة ومن بينهم الرجلان اللذان كانا يريدان خطف نورا في زفاف وليد وهما ( كامل ) وهو رجل ضخم قليل العقل ورجل أخر يدعي (سليم ) وفي الاجتماع دار هذا الحوار .
أحمد : لقد حضرت لكم خطة جديدة واذا لم تنفذ ستكون نهاية حياتكما أيها الغبيان

سليم : وما هي تلك الخطة سيدي ؟

أحمد : أعتقد أن تلك الفتاة ستتزوج قريباً من مازن فمازن كان تلميذاً لي في يوم من الأيام وأعرفه وأعرف تفكيره جيداً

كامل : لي سؤال بسيط سيدي . لماذا نحتاج هذه الفتاه في اتمام السحر فنحن اذا وجدنا مقبرة القتيل وسرقنا مقبرة الملك التي لديهم يكون الأمر قد انتهي .

أحمد : أيها الأحمق نحن ليست لدينا جثة القتيل ولا نعلم أين دفنت كما أننا يمكننا اتمام السحر بجثة احد أحفاد القتيل فشكوكي تقول أن هذا ممكن خاصة وأني قرأت بردية ما تقول بأنه قد حدث لبث أو مشكلة ما أثناء القاء اللعنة ... وشكوكي أيضاً تقول بأن تك الفتاة لها علاقة بالقتيل

سليم : أتعني أنها من احفادة سيدي ؟

أحمد : ربما لست متأكداً من هذا الأمر .. ولكن أستطيع أنا أتأكد اذا تمكنا من اختطافها

كامل : وكيف ستتأكد من هذا يا سيدي ؟

أحمد : لم أمضي عشرون عاماً باحثاً عن تلك المقبرة سداً ولكني في أحدي رحلاتي اكتشفت في أحد قصور الملك في طيبة حيث أعظم عاصمة للفراعنة وجدت هذا في صندوق ذهبي ( وأشار بيده الي زجاجة صغيرة بها سائل أحمر اللون وعلي ما يبدو أنه دم )

سليم : ما هذا سيدي ؟

أحمد : هذا بعض من دم القتيل فلقد تم الاحتفاظ به في قصر الملك حتي لا يتمكن أحد من اتمام السحر واعادة روح هذا الفرعون الشرير لا أعلم كيف صنعوا هذا النوع من الزجاج الذي يمكنه حفظ الدم كل تلك المدة من السنين يالهم من عباقرة .

ولقد أجرينا في مختبراتنا أبحاث معقدة للحصول علي نسخة الحمض النووي المطورة لهذه الدماء واذا تطابقت تلك النسخة مع الحمض النووي لتلك الفتاة سنكون قد أنجزنا خطوة كبيرة في الوصول الي المليارات . خاصة وأنهم حصلوا علي تابوت ذلك الفرعون وهم لا يدركون مدي الشر الذي يحمله هذا التابوت للعالم فاذا تحررت روح الفرعون ولم يتمكن أحد من السيطرة عليها فستقضي لعنة النار السودار علي كل من يعلم بأمرها وقد لا ينجوا أحد أبداً .....

الحلقة العاشرة
( يتبعاننا ...)


نورا : وبعد أسبوع من الأبحاث التي كانت نتيجتها لا شئ فلا توجد شخصية لذلك الملك لا يوجد أي معلومات ولا أي شئ لذلك قررنا أن نأخذ بعضاً من الراحة خاصة وأن أخي ولميس سيعودون غداً

وغير أني سأكون سعيدة برؤية أخي سيكون في حياتي أمراً أخر يجعلني أطير فرحاً وهو أن مازن سيطلب يدي من أخي ...

وأخيراً سيتحقق حلمي الذي لا طالما انتظرته منذ أن رأيت مازن لأول مره .... لازلت لأ أصدق ما قاله لي البارحة ...يالهي ... أجل يريد أن نتزوج ونعيش أيامنا السعيدة معاً ... كم أنا سعيدة فغداً هو يومي .. يومي المميز اليوم الذي انتظرته طويلاً مع شخص اختاره قلبي ليحبه وهو مازن .

في اليوم التالي ذهبنا الي المطار لاستقبالهم كنت أنتظر في المطار بلهفة شديدة فلقد اشتقت الي مصدر الأمان في حياتي كثيراً . فأنا أشعر بالأمان طالما أنا بجانب أخي وأشعر بالأمان أكثر لأن مازن هو الأخر بجانبي

وبعد قليل وصلت طائرة أخي ونزل منها ومشي حتي وصل الينا وكان يحدث لميس أثناء ذلك وهو يبتسم ويضحك وسعدت كثيراً لأني أري أخي فرحاً ولكني دهشت عندما رأيت تلك الابتسامه تزول من وجهه عندما رأي مازن فلم يكن مطمأناً لأنه تركني وحدي معه خاصة بعد تلك المكالمة في المشفي ولكنه تراجع عن تلك النظرة الحارقة التي كان يرمق بها مازن عندما رآني بخير أمامه واطمأن علي وضمني الي صدره طويلاً هو ولميس فكيف لا نشتاق الي بعضنا وقد كنا لا نفترق أبداً .

ذهبنا بعد ذلك نحن الأربعه الي شقتي فقد أعددت لأخي وليمة عظيمة صنعت فيها كل مايحب وأكلنا معاً ونحن تعمنا السعادةكثيراً بوجودنا واجتماعنا مرة أخري معاً .

وفي المساء جاءمازن وأهله الي بيت أخي وطلب يدي منه رسمياً وقد وافق أخي لأنه يعلم كم سأكون سعيدة مع مازن وتم تحديد موعد الزفاف وبدأنا اعداد كل شئ معاً من أجل يومي المميز ... بل يومنا المميز عندها أخذنا اجازة من العمل لمدة أسبوع كي نعيش فترة خطوبتنا القصيرة معاً حتي تتكون لدينا ذكريات سعيدة عن تلك الفترة بعد الزواج .

وفي أحد الأيام خرجنا معاً لنشتري بعض المستلزمات وبينما نحن نتجول ونتحدث ونضحك سوياً لاحظت أن هناك رجلين يرتدون ملابس غريبة جداً يتبعاننا ظننت في البداية أن الأمر ليس أكثر من مصادفة ولكنهما كانا يدخلان كل محل ندخله ويخرجون بمجرد خروجنا منه أخبرت مازن عنهما فقال لي أنه لاحظ ذلك أيضاً وعندما مللنا من تلك المراقبة السخيفة قرر مازن الذهاب ليتحدث معهما ويعلم لماذا يتبعاننا بهذه الطريقة المستفزة ولكنهما بمجرد أن رأوه قادماً نحوهما التفتا وسارا عكس اتجاهنا فتعجبنا لذلك ولكننا لم نهتم لأمرهمما كثيراً .

وفي اليوم التالي ذهبت أنا ومازن لشراء بعض حاجيات حفل الزفاف وبينما نحن نسير رأينا هذان الرجلان مرة أخري فلم يتمالك مازن أعصابه وأراد أن يتشاجر معهما ولكنهما فعلا ما فعلاه سابقاً حيث التفتا وغادرا
وقد أصبح امر هذان الرجلان يزعجنا كثيراً أنا ومازن ولكنا نسينا امرهما بعد قليل لأن ما كان يشغلنا هو أمر أهم بكثير فنحن نحضر لليوم السعيد الذي سيجمعنا معاً وتبدأ حياتنا السعيدة .

وبعد أسبوعين من التحضيرات أصبحت جاهزة تماماً للزفاف وساعدتني لميس في كل شئ كما ساعدتها من قبل .

وفي يوم الزفاف ذهبت أنا ولميس للغرفة المحجوزة لنا في الفندق حيث توجد قاعة الزفاف كنت وقتها متوترة جداً فبعد قليل سأعيش ليلة من ليالي العمر ليلة لن أنساها أبداً وبينما أنا ولميس في الغرفة قالت لي لميس أنها ستنزل الي القاعة لتتفقد التجهيزات وبقيت في الغرفة وحدي و فجأة 
الحلقة الحادية عشرة
( الإختطاف )
عندما تركتني لميس في الغرفة فوجئت بالرجلين اللذان كانا يراقباننا من قبل يدخلون الغرفة وقبل أن تتثني لي الفرصة لأسألهم من هم وماذا يريدون مني كانوا قد وضعوا منديلاً به مادة مخدرة علي أنفي لأفقد وعيي في الحال .

لم اعرف ماذا حدث لي اثناء فقداني للوعي ولكني بدأت في أن أستفيق بالتدريج حتي وجدت نفسي مكبلة بالحديد في غرفة مظلمة لا يوجد بها سوي نافذة صغيرة يتخلل نورها تلك الظلمة بصعوبة كانت تلك الغرفة أشبه بالسجن .

وعندما استفقت من تاملاتي في تلك الغرفة المخيفة والحالة التي كنت عليها تذكرت أمراً هاماً وهو حفل زفافي فبدأت في البكاء بشدة لأنه قد تم اختطافي وحرماني من ليلة عمري وزاد بكائي لأني لا أعرف لماذا يحدث كل هذا لي ثم توقفت عن البكاء وبدأت في الصراخ احتجاجاً علي ما حدث ولكن علي من احتج حاولت أن أفك وثاقي ولكن كل ما فعلت كان بلا جدوي .

وفجأة فتح الباب ودخل رجل أذكر أني {ايت وجهه قبل الآن ولكني لم أستطيع تميز وجهه في الظلمة ودخل من خلفه الرجلان اللذان اختطفاني وحرماني من السعادة ظللت أنظر الي هذين الرجلين محاولة أن تكون نظراتي جارحة بما يكفي لهما ومن دون قصد انطلق مني صوت يشبه الزئير نتيجة ما أشعر به تجاههما بعد ذلك بدأ الرجل الذي دخل في البداية بالكلام .

أحمد الوكيل : في البداية يا آنسة نورا نعتذر لكي عن الطريقة التي أحضرك بها رجالي الي هنا فهم يفتقدون الي اللياقة في معاملة شخص رقيق مثلك ولكن بحكم عملنا كان يجب ألا يراكي أحد

نورا : من أنتم ؟ وماذا تريدون مني ؟ ولماذا خطفتموني ؟

أحمد الوكيل : لن أجيب عن أسئلتك تلك ولكني أود أن أعرفك بنفسي . اسمي أحمد الوكيل وأظن أن باحثة اثار موهوبة مثلك تعرف جيداً ذلك الاسم


نورا ( لنفسها ) : عندها فقط تذكرت .... تذكرت أين رأيته فلقد تردد ذلك الاسم علي سمعي كثيراً فأسمع أنه كان عالم آثار شهير وموهوب والآن هو مهرب للآثار أشهر من ذي قبل


نورا: ماذا تريد مني اذن أتريد تهريبي كقطع الآثار النفيسة التي تبيعها بأثمان باهظة للخارج ظناً منك أن تلك هي قيمتها أنت لا تعلم مدي كرهي لامثالك


أحمد الوكيل : ههه ! أضحكتني ولا تخافي لا أنوي بيعك كما تظنين بل اختطفناك لأنك هامة جداً في أبحاثنا


نورا : أي أبحاث ؟


أحمد الوكيل ( بانفعال ) : لا تقاطعيني كثيراً ولا تتظاهري بالجهل ألا تعلمين أنك الحفيدة الوحيدة لقد عشت عشرون عاماً أبحث عنك ِ
والآن كل ما أريده هو عينة من دمك .

ثم قال : تفضل يا دكتور


( عندها دخل شخص يرتدي ثياب الطبيب وغرس حقنة في ذراعي وأخذ القليل من دمي )

نورا : ماذا تريد ؟ أنا لا أفهم شيئاً 

أحمد الوكيل : لابد وأنك ِ بلهاء . ألا تعلمين تابوت من اكتشفتي

نورا : اتعني أخر تابوت وجدته

أحمد الوكيل : أجل ! هو بذاته أتعلمين ماهو ذلك التابوت ولمن هو ؟

نورا : لا ! لقد أمضيت أنا ومازن أسابيعاً لنعرف سر ذلك التابوت ولكننا فشلنا بحثنا في كل قاعدة بيانات ولكن لا شئ عن ذلك التابوت كيف تعرف صاحبه

أحمد الوكيل : آااه مازن أبلغيه تحيات صديق قديم ودعيني أخبرك شيئاً هامة أنه لا توجد قاعدة بيانات تضاهي عقل أحمد الوكيل لقد عملت في مجال الآثار سنين أكثر من عمرك ولكنك فعلتِ مالم استطع فعله ويبدوا أن ذلك كان محض مصادفة كما أنني أريد أن أضيف لكِ نصيحة هامة وهو أنه اذا أردتي أن تعرفي شيئاً عن جثة غامضة فابحثي في الجثة وقصور الملك وليس في قواعد البيانات

نورا : أتعني أنك تعلم لمن ذلك التابوت

أحمد الوكيل : بالطبع أعلم فأنا الخبير هنا ولي أنتي

( وعندما خرج أحمد والرجلان خلفة وتركوني وحدي مرة أخري ولكني كففت عن البكاء وظللت أفكر بكل كلمة قالها لي ذلك الرجل ... يا الهي ... كيف يعلم صاحب التابوت

وبينما أنا أفكر رأيت نوراً ينبزغ أمامي في الظلام نوراً يتولد من لا شئ ) 

الحلقة الثانية عشرة
( السر )
وجدت نوراً يتولد أمامي وفجأة .... ظهرت تلك المرأة التي مللت من رؤية وجهها في أحلامي والفرار منها في الحقيقة ولكنني كنت مرهقة ومتعبة وحزينة ومقيدة لذلك لم أتمكن من الفرار هذه المرة كما أن الأمر أصبح سيان بالنسبة لي فما سوف تفعله بي هذه المرأة مثل ما قد يحدث لي مع هؤلاء الأوغاد الذي اختطفوني ولكني رغم ذلك حاولت أن أتماسك وأنا أري هذه الشبح تتحرك أمامي وأنظر اليها بخوف وحذر وأراها تقترب مني ببطئ

نورا : أرجوكِ لا تؤذيني

ميرا : أنا لن أؤذيكي يا ابنتي فأنتي حفيدتي

نورا : ماذا ؟ من أنت وكيف تقولين أني حفيدتك ؟ صدقيني لقد مللت من تكرار تلك الكلمة اليوم وأود بشدة أن أعرف معني مايحدث

ميرا: اسمي ميرا جدتك الكبري أو بالأحري روحها بعثت لأحميك

نورا : مم تريدين حمايتي

ميرا : لن أشرح لكِ بل سأجعلك ترين كل شئ كأنك عشتهِ معي ولكن لا تفزعي ستشعرين بألم بسيط لثانية واحدة فقط

نورا : واقتربت ميرا مني ببطئ ثم وضعت يدها علي يدي وقالت لي أن أغلق عيناي ففعلت عندها شعرت بألم مبرح .. شعرت أن روحي تنسحب مني ولكن اختفي ذلك الألم بسرعة عندها فتحت عيناي لأري شيئاً عجيباً لا يصدقه عقل وكأني أعيش في حلمي وأري الآن ما أراه في بدايته ولكن ماكنت أراه في الحلم ليس الا رموز اما الآن فسأري تفاصيل كل شئ .

رأيت احتفالاً ما ورأيت فرعوناً شاباً وزوجته جالسان علي عرشهما وبجوارهما الكهنة وأمامهم الراقصات يرقصون ويحتفلون ولم أفهم في البداية ما رأيته الي أن ظهرت ميرا بجواري وقالت لي أن أتأمل جيداً في وجوه الجميع فهذا احتفال تتويج ففعلت كما قالت لي وبدأت أتأمل جيداً في وجوههم وبينما أنا أنظر في وجوه الكهنة رأيت وجهها ... وجه ميرا فسألتها عن الأمر وكانت لا تزال بجواري فأخبرتني بأنها كانت من كهنة هذا الملك واختاروها لخبرتها الكبيرة في فنون السحر وقد كانت من المقربين للمُلك ومن الكهنة لجميع الملوك الذين سبقوا هذا الملك .

وبينما أنا أتأمل مرة أخري في وجوه الراقصات رأيت تلك الفتاة التي كنت أراها ميته وبجوارها ميرا تصرخ في نهاية الحلم تلك الفتاة التي كانت تشبهني كثيراً كانت ترقص وكانت وجنتاها تتورد حيوية وجمال وقوة وشباب وكانت ترقص بشكل رائع فأخذت بذلك الجمال حتي نبهني كلام ميرا عن تلك الفتاة حيث قالت لي أن اسمها ( نورامين ) ....

فتذكرت ذلك الاسم .... الاسم الذي قرأته علي تابوت الملك الذي اكتشفنا مقبرته ولكن ما علاقة تلك الفتاة بالملك ؟ وما علاقتها بميرا ؟ ولماذا كتُب اسمها علي تابوته ؟ كل تلك الأسئلة دارت في رأسي دفعة واحدة وعندما هممت بسؤال ميرا كانت قد اختفت ولم أجدها بجواري ولكن ما صرف اهتمامي عن ذلك هو تأملي في العالم الذي أراه الآن وأتعجب كيف لا يراني هؤلاء الناس وعندها وجدت حارساً يعبر من خلالي ففهمت أني مجرد طيف لقد أرسلت ميرا طيفي لأري ما حدث في الماضي

كنت واقفة ومأخوذة بكل ما حاولي وبينما أنا أنظر رأيت ذلك الملك ينظر لنورامين نظرة خبيثة جداً وقد لاحظت زوجته تلك النظرة ولكنها لم تتكلم وفي نهاية الحفل قام الملك الجديد من علي عرشه ونزل هو وزوجته بحركات تشبه حركات الانسان الآلي و عندها انحنت جميع الراقصات بمن فيهن نورامين للملك الذي يمر الآن أمامهن بينما هو يمشي نظر الي نورامين نظرة اخري ولكن تلك النظرة كانت تنطق بالشر وتدل علي أنه ينوي سوءاً لها فقد كانت نظرته تنطق بالخبث حتي أنني قد كرهته بمجرد أن رأيت تلك النظرات في عينيه بعد ذلك ظهرت ميرا أمامي فجأة يبدو أنها تستمتع باخافتي .

فسألتها هل تقرب نورامين لها فقالت لي أنا ابنتها وسألتها عن اسم ذلك الملك فقالت لي أن اسمه (أكنادين ) الغريب أني لم اسمع اسم ذلك الملك قط من قبل يبدو أنه سر من أسرار الفراعنة .

بعد ذلك مسكت ميرا بيدي وذهبت بي بسرعة شديدة الي الغرفة التي ينام بها الملك والملكة زوجته التي تدعي ( كيسارا ) رأيتهما يتشاجران فلقد لاحظت مدي اهتمامه بتلك الفتاة ولكنه ظل ينكر ويتهم زوجته بالغيرة الشديدة عليه وأنها لا تعي ما تقول وعلي ما يبدو أن شخصية ( أكنادين ) كانت قوية كفاية لاسكات ( كيسارا ) وجعلها تذهب الي فراشها حزينة وغاضبة منه وبعد ساعات حتي انتصف الليل تسلل الملك الجديد ( أكنادين ) الذي كان الناس يحتفلون بتوليه العرش الي غرفة نورامين الموجودة بالقصر وحاول اغوائها ومحاولة اغتصابها وعندما رفضت قام بقتلها والقي بجثتها من الشرفة المطلة علي حديقة القصر لتسقط مباشرة أمام ميرا التي كانت تسير في الحديقة تلك الليلة نتيجة الأرقفنظرت الي الشرفة فرأت الملك فعرفت انه قاتل ابنتها فاذا بها تجد ابنتها جثة هامدة أمام عينيها فتصرخ صرخة مدوية تُسمع البلدة كلها فيستيقظوا جميعاً ويذهبوا متسائلين حاملين المشاعل الي مصدر الصراخ فتحرضهم ميرا علي ذلك الملك الظلم فيذهب الملك محاولاً الاستنجاد بزوجته ولكنها ترفض مساعدته لأنها كانت تراقبه وقد رأته عندما ذهب الي غرفة نورامين وعندما ترفض زوجته ويرفض الجميع مساعدته يأبي أن يستنجد بكهنته لأنه يعلم أنهم متحيزون لميرا وأنه اذا ذهب اليهم سيلقون بسحرهم عليه ويلعنون جثته الي الابد وعندها يمسك باحد مصابيح الزيت وينجلي أمام أهل البلدة الذين كانوا يحتشدون تحت شرفة القصر ولكن ميرا سحرته بسرعة شديدة قبل أن يحرق نفسه أمام الجميع

وكان هذا هو التفسير الكامل لما كنت أراه كل ليلة في أحلامي ولم أكن أفهم منه شيئاً ولكن .....

الحلقة الثالثة عشر
( حالة خاصة )

نورا : بعد ذلك عادت بي ميرا الي الغرفة التي كنت مسجونة لتكمل رواية التفاصيل لي فقالت : ( لم أكتشف أنه قد لعن هو جثته بنفسه بهذه اللعنة قبل أن ألعنه أنا فهذا الملك ( أكنادين ) بالرغم من كونه من البيت الملكي الا أنه قد تعلم بعضاً من فنون السحر واللعنات في صغره وقد لعن ذاته بهذه اللعنه ليس ليعذب نفسه بل ليعذبني أنا الي الأبد فلعنة النار السوداء لا تقتصر فقط علي أن روح الملعون يمكنها العودة مرة أخري الي عالم الأحياء ولكنها تعذب روح المجني عليه أيضاً في حالة واحدة وهي جريمة القتل وبما ان ابنتي ماتت قبل القاء اللعنة فأنا من يحمل عنها ذلك العذاب كما أنه ثبت اللعنة علي كلانا ومنعني من انقاذ روحي بحرق جثته وبما أني الآن لست الا روح لا يمكنني التصرف يا ابنتي فأنا أعتمد عليكي )
نورا : ولكن لا يمكن تحضير روحه مره اخري الا بموافقة أحفاد المجني عليه أي بموافقتي أنا

ميرا : لا ليس الأمر كذلك ففي حالتنا هذه الأمر مختلف لقد درستي اللعنة من الناحية النظرية ولكن لم تدرسيها عملياً بالطبع كما أنكِ لا تعرفين حالاتها الخاصة والتي تواجهين أحدها الآن

نورا : فسري لي أكثر

ميرا : ما أعنيه هو أن أحمد الوكيل هذا يريد حبس روح الفرعون ويظن أنه سينجح بذلك ولكن لاتمام السحر عليه أن يأخذ خمسة أشياء من حاجيات هذا الملك والتي توزعت علي قصور المُلك في عواصم مصر المختلفة لأن هذه القصة بقيت كسر ملكي لا يعرفه أحد وخمسة حاجيات أخري تخصني أنا والتي أستطيع أن أدلكِ علي مكانها وعندها ساعلمكِ السحر المطلوب لارجاع روحي الي مستقرها والغاء لعنة النار السوداء التي القاها ( أكنادين ) علي نفسه

نورا : ولكن ماذا سيحدث اذا أتي أحمد الوكيل بتلك الأشياء اللازمة للسحر قبلي ومن بينها في الأساس التابوت وقام بعمل السحر المطلوب لايقاظ روح ( اكنادين ) ؟ ماذا سوف يحدث ؟

ميرا : اذا عادت روح الملقي عليه اللعنة فستعود روحة من عالم الظلام روح شريرة شرها مطلق لا يوقفه أحد ونحن قديماً لم نجرب ذلك خوفاً منه لأنه أمر مميت لذلك اذا تحررت روح الفرعون فسوف نحيي هذا الشر

نورا : اذن أنا الآن أسابق الزمن لأوقف شراً يهدد الناس .. لا .... لا .... لا... لا بد أنني أحلم لا يمكن أن يكون هذا حقيقة

ميرا : تماسكي يا نورا فأنا أعتمد عليكي يا ابنتي

نورا : ولكن كيف سأفعل ما تريدين وأنا محتجزة هنا

ميرا : لا تقلقي ساخرجك علي الفور

( عندها أخرجتني ميرا من الغرفة التي كنت محتجزة بها بطريقة غريبة لا أعرف كيف وكانت حالتي مزرية فطلبت منها أن تساعدني للذهاب بسرعة الي حيث يوجد أخي ومازن ولميس .
الحلقة الرابعة عشر
( البحث )

لميس : عندما عدت الي الغرفة حيث تركت نورا لم أجدها فظننت أن مازن قد أتي وذهبا معاً الي القاعة أو أنها أرادت الذهاب الي أي مكان أو أرادت البحث عني ... أفكار كثيرة خطرت في رأسي حينها فأردتُ البحث عنها

فذهبت الي مدخل الفندق لأسأل اذا كان مازن قد وصل أم لا ولم يكن قد وصل بعد حتي وليد لم يصل بعد فسألت عن نورا اذا خرجت أم لا فكانت الاجابة لا

بعد ذلك بحثت عن نورا في كل مكان في الفندق ولم أجدها عندها عدت مرة أخري الي الاستقبال للتأكد أن نورا لم تخرج وكانت الاجابة نفسها

اذن أين أنتي يا نورا ؟؟؟

فكرت في ماذا سيفعل وليد ومازن اذا علما باختفائها الغير مبرر ذلك الآن ؟؟ تري ماذا حدث لكي يا نورا ؟؟؟ تري هل حدث لها مكروه ؟؟

يا الهي رأسي سينفجر من التفكير والقلق

عندها فقط وصل وليد ومازن فأخبرتهما علي الفور لأريح رأسي من التفكير .

قلق مازن عليها كثيراً كاد أن يجن عندها أمسك به وليد يسأله أين ذهبت ويعتقد أنه السبب في اختفائها أو أن شيئاً ما حدث لها فوليد كان قلقاً جداً علي نورا

ظللت أُهدأ وليد فالوقت الآن غير مناسب للشجار فعلينا الآن البحث عن نورا بسرعة أو أن نبلغ الشرطة عن اختفائها ولكننا قررنا تأجيل تلك الخطوة حتي نتأكد من أن شئ ما قد حدث لها فربما ذهبت الي شقتها أو الي شقتنا أو الي أي مكان

عندها قررنا تقسيم أنفسنا
فوليد سيذهب الي شقتها لعلها هناك

وأنا سأذهب الي شقتنا لعلها هناك

أما مازن فأعطي رقم هاتفه الجوال الي موظف الاستقبال في الفندق وأخبرهم اذا رأوها أن يتصلوا به علي الفور وسوف يبحث في الأماكن المحتمل تواجدها بها كقبر أمها فمن عادتها أن تذهب الي هناك عند حدوث أي أمر مميز في حياتها سواء كان سعيداً أم حزينا ً كما أنه سيبحث عنها في المستشفيات لعل أصابها مكروه وسيسأل في الأقسام أيضاً

واتفقنا أن نلتقي جميعاً عند باب الفندق

ولكننا عدنا بخفي حنين حيث لم نجد لها أي أثر وموظف الفندق أكد لنا للمرة الثالثة أنه لم يراها تخرج من الفندق منذ أن أتينا معاً ظهراً

اذن أين وكيف اختفت نورا ؟؟؟

كنا واقفين ثلاثتنا مكتوفي الأيدي وقد انضم الينا والد نورا و والد مازن أيضاً

كنا جميعاً قلقين عليها فكيف تبخرت في الهواء هكذا .

بقينا في الفندق ننتظر حدوث أي شئ يخبرنا عن مكانها وظللنا ساهرين هناك حتي الصباح وبالطبع ذهب المدعويين الي بيوتهم ولم تتم حفلة الزفاف بينما نحن جالسين وجدنا نورا تدخل أمامنا وهي في حالة يرثي لها حيث أن ثوب زفافها قد تمزق ويبدو عليها الارهاق الشديد


ركضنا تجاهها جميعاً وذهبنا بها الي شقتها حيث حممتها وهي لا تكاد تقوي علي الوقوف من شدة الاعياء ثم أرحتها علي سريرها وبقينا جميعاً الي جوارها كل منا داخله أحاسيس وأسئلة مختلفة


الأول هو أننا سعداء أن نورا معنا الآن والثاني الدهشة والاستغراب من الحالة التي رأيناها عليها والثالث هو الخوف والقلق أن يكون قد حدث لها مكروه ما


أردناها جميعاً أن تستيقظ لتخبرنا أين ذهبت وكيف اختطفت هكذا وظللنا ننتظرها حتي استيقظت عصراً لتروي لنا كل شئ ...

الحلقة الخامسة عشر
( احدي عشر شيئاً )

نورا : لا أعرف كيف أوصلتني ميرا الي الفندق حيث يوجد أخي ولميس ومازن وعندما أعادتني اليهم أغشي علي ولم أستعد وعيي الا بعد أن نمت 10 ساعات علي حد قول لميس .

استيقظت عصراً لأجدهم جميعاً بجواري وتحيطني أعينهم بالأسئلة التي أنتظر أن أسمعها وأهم سؤال هو أين كنت طوال ذلك الوقت .
نورا : الآن أعرف كل شئ 

مازن : عما تتحدثين ؟ أين كنت كل ذلك الوقت ؟ لقد كدت أموت من شدة القلق 
نورا : كنت مختطفة

وليد : ماذا ؟ من خطفك ؟

نورا : هذا شئ سأحدثكم عنه لاحقاً ولكن الآن عليكم أن تعرفوا كل ما عرفته . نحن الآن نسابق الزمن فــ.....

مازن ( مقاطعاً ) : اهدأي قليلاً يا نورا وافهمينا ما الأمر

نورا : ( أخذت نفساً عميقاً ثم تابعت ) : الحلم ... عرفت تفسير ذلك الحلم وعرفت اسم الملك الذي وجدنا تابوته ... عرفت كل شئ

وليد : مهلاً لحظة ! ما علاقة حلمك بالتابوت

نورا : ذلك الحلم لم يكن الا تنبيهاً لي ... كنت أري أشيائاً مختصرة وغير واضحة من حياة ذلك الملك .. رأيت وعرفت لماذا لُعن بتلك اللعنة . عرفت المرأة التي كنت أراها ولماذا أراها .. انها جدتي وابنتها نورامين هي الفتاة التي تشبهني والتي كنت أراها ميته في الحلم ... ان ذلك الملك قتلها لذلك تم لعنة ولكن الأمر معقد قليلاً فاللعنة كما درسناها تخص الجاني وهو الملك و المجني عليه وهي نورامين وبما أن الجريمة هي القتل والمجني عليه متوفي يؤل الأمر الي أقرب الناس اليه وهي ميرا أم نورامين وجدتي ... ولكن هذا الملك كان داهية فلم يلقي اللعنة علي نفسه بل جعل ذاته هو اللعنة واذا تمكن من العودة الي الحياة مرة أخري فسوف يهدد العديد من الأبرياء .. صدقوني الأمر خطير للغاية .. لذلك علينا ايقاف تلك اللعنة ( ثم قالت بصوت منخفض لم يسمعه أحد سوي مازن ) : قبل أن ينفذ ذلك الوغد مخططه .

وليد : ولكن كيف يا نورا كيف تتحول اللعنة الي شخص ؟

نورا : هذه اللعنة تخص صاحبها .. صانعها هو من يحددها ولقد ألقاها علي نفسه حتس لا تتمكن روح ميرا من الثبات لأنها مرتبطة باللعنة وليمنح نفسه صلاحية العودة للحياة مرة أخري

مازن : اذن ! ماذا علينا أن نفعل ؟

نورا : روح ميرا الآن معذبة لأنها ليست بجسدها لذلك علينا أن نعيدها الي جسدها

لميس : وكيف سنفعل ذلك ؟؟؟

نورا : في البداية يلزمنا احدي عشر شيئاً بعدها سنبدأ بصنع السحر المطلوب ومنع روح الفرعون من العودة وايقاف هذه اللعنة للأبد وبذلك تعود روح ميرا الي جسدها لتستقر

مازن : وما هي تلك الأشياء الاحدي عشر

نورا : أولاً وأهم شئ قبر ميرا بعدها خمسة أشياء تخص الملك أكنادين وهذه الأشياء هي قلادته وصولجانه وأحجيه ذهبيه كانت له وتاجه وسواره ،، وخمسة أشياء أخري تخص ميرا وهي عصيانها التي كانت كانت تصنع التعاويذ بها فهي كاهنة وقلادتها وسلسلة تخص نورامين ورسالة لم تخبرني بمحتواها وعلبة كانت تضع فيها أدواتها

مازن : يا الهي كيف سنحصل علي كل ذلك خاصة أنه لا توجد معلومة عن هذا الملك في التاريخ كله فما بالك بأشيائه ؟؟

نورا : لم يذكر أي شئ عن أكنادين لأنه أول شخص من البيت الملكي والشخص الوحيد الذي تم القاء هذه اللعنة عليه وبتهمة شنيعة أيضاً وهي القتل لذلك أبقاه الفراعنة ومكان قبره كسر ملكي وتم توزيع أشيائه علي العواصم التي تشكلت من نهاية عصر بناة الأهرام وعددهم ثلاثة هم منف وطيبة ( الأقصر ) وأخيتاتون ( تل العمارنة ) ..
أما بالنسبة لأشياء ميرا فستخبرني بمكانها فيما بعد لعلها مع قبرها

وليد : وأين يوجد قبرها ؟؟ أيوجد في وادي الملوك ؟

مازن : لا وادي الملوك للملوك والوزراء فقط أما الكهنة فكانوا يدفنون في هامونبترا ( الجيزة ) وكانت تدعي مدينة الأموات وقد خصصت للكهنة ومن لهم أي علاقة بالسحر واللعنات .

نورا : اذن سنبدأ من هناك ..
الحلقة السادسة عشر
( من هو ؟ )
(اتبع خطوط الارض التي لا تقرأها سوي الالهه !!!...)

انتظري أخبريني بالمزيد

انتي باحثة اثار عليكي بالتفكير !!! هذا هو الدليل الأول

نورا : هكذا قالت لي ميرا في الحلم الجديد الدليل الأول علي هيئة لغز ولكنه لغز محير حقاً لقد قالت لي في ليلة ذهابنا الي هامونبترا ( الجيزة ) هذا اللغز سيدلنا علي مكان تابوتها في مدينة الموتي ولكن لم افهم ما قالته فما هي خطوط الارض التي تقرأها الالهه والتي علي أن أتبعها ظللت مستيقظة طوال الليل أفكر وأري من حولي نائمون فلقد بات مازن ووليد ولميس ليلتهما في شقتي لحمايتي من جهه ولنخرج كلنا غداً صباحاً في وقت واحد الي هامونبترا

وعندما استيقظ مازن وكان أول من استيقظ وعندها دق باب حجرتي واستأذن في الدخول وقال ...

مازن : أعتذر اذا كنت ايقظتك

نورا : لقد كنت مستيقظة بالفعل فلم استطع النوم

مازن : نورا كنت اريد أن ...

نورا ( مقاطعة ) : مازن ! اعلم انك حزين لان زفافنا لم يتم ولكن صدقني أنا أشد منك حزناً يا مازن فأنا أحلك أكثر من روحي ولكن الأمر الآن ليس بيدي فاذا حررت روح ذلك الملك سيقتلني ويقتلك ويقتل الابرياء فروحه لن تعود كما كانت من قبل فلقد مات مجبراً كارهاً لمن حوله واذا عادت روحه فستعود من عالم مظلم حاملة معها شر مطلق للابرياء
ولكن هذا اختبار لحبك لي فاذا كنت تحبني ساعدني وبعد انتهاء الامر سأكون لك للابد

مازن : أتعلمين انك جرحتيني الآن فكيف تشكين في حبي لكي وتشكين في اني قد لا اساعدك يا نورا لقد قلتها لك من قبل سأحميك بروحي وأساعدك بدمي ولكنك تعجلتي فلم آتي لالومك علي ليلة زفافنا فأنا لا أشك في حبك لي أبداً ولكني أردت أن أسألك عن هوية من خطفك ؟ من حرمني من فرحتي في ليلة عمري ؟ من ؟

( فصمتت نورا قليلاً ) لأنها خشيت ان يتهور مازن ويعرض نفسه للخطر فهو يوماً ما كان من تلاميذ أحمد الوكيل

مازن : لماذا صمتي ؟ لماذا لا تريدين أن تخبريني ؟

نورا : سأخبرك اذا وعدتني ألا تنفعل

مازن : أعدك

نورا : أحمد الوكيل

( فاندهش مازن بصمت وكأنه لم يكن يتوقع هذا الاسم مجدداً فلقد ابتعد مازن عن احمد الوكيل بالرغم من افتتانه بخبرة هذا الاستاذ الذي تتلمذ مازن علي يديه واكتسب من خبرته الكثير وتحوا من باحث اثار اكاديمي الي باحث مدني ولكنه ابتعد عن هذا الرجل لأنه اراد أن يورطه بعد ذلك في عملية تهريب لللآثار فرفض مازن وذهب للعمل في احد المتاحف لذلك شعر بان أحمد الوكيل أراد أن ينتقم منه بخطف نورا )

مازن : لقد خطفك لينتقم مني

نورا : لا أظن ذلك يا مازن لقد عرفت ما يخطط له انه يسعي لالقاء التعويذة الاصلية ليحرر روح الفرعون معتمداً علي أنه يستطيع السيطرة عليها وسجنها وبيعها لمن يدفعون له أعلي ثمن انه رجل قذر يسعي للمال فقط لا يفكر بالعواطف وعندما خطفني اخذ قليلاً من دمي ليتأكد أني من أحفاد ميرا ويرغمني علي الموافقة علي اتمام التعويذة

مازن : اذن كما قلتي نحن نسابق الزمن 

نورا : أجل وعلينا أن نسرع
الحلقة السابعة عشر
( الخريطة )

نورا :وبينما أنا ومازن في الغرفة استيقظ وليد ودخل غرفتي هو الآخر وجاءت لميس بعد وقت قصير لنجتمع نحن الاربعة في غرفتي مرة اخري
نورا :لقد عرفت الدليل الأول الذي سيدلنا علي مكان القبر بالتحديد ولكنه ليس دليلاً بالمعني المقصود ولكنه لغز علينا حله

وليد : ما هو اذن هذا اللغز ؟

نورا : حسناً جمله قصيره تقول ( اتبع خطوط الارض التي لا تقرأها الا الالهه ستجد قبري في وسطها

لميس : ماذا عنك مازن هل حللت هذا اللغز

مازن : في الحقيقة لا ادري ولكني شككت بشئ انها اسطورة قديمة تقول بأنه قديماً كان يوجد باب لهامونبترا تزوره الآلهه وتترك رسائلها علي هذه البوابه الضخمة بالخط الهيروغليفي لتدعوا الناس بأن يكرموا الموتي .. أعتقد أن اللغز له علاقة بذلك الأمر ولكن المشكلة هي ان هامونبترا دفنت تحت الرمال فكيف سنجد تلك البوابة

نورا : مهلاً مازن ! أتذكر أنه كان لدينا نص قديم أو خريطة قديمة توضح كيف كانت هامونبترا قبل أن تختفي

مازن : أجل أتذكر التي أتينا بها من منف

وليد : وأين تلك الخريطة

نورا : في غرفة الوثائق بالمتحف من ضمن مجموعة عصر بناة الأهرام

مازن : اذن ماذا ننتظر الي المتحف بسرعة

( عندها ارتدينا جميعاً ثيابنا وخرجنا مسرعين الي المتحف بسيارتي ولأننا من الموظفون سُمح لنا بالدخول قبل وقت فتح المتحف لاستقبال الزوار ...

ركضنا الي غرفة الوثائق ولكن للأسف لم نجدها لابد أنها سرقت لقد سرقتها عصابة ذلك الوغد الذي يدعي ( أحمد ) ... يا الهي ماذا سنفعل الآن بدون الخريطة )

نورا : لا هذا مستحيل كيف سرقت

مازن : لابد أنهم سبقونا الآن

وليد : وماذا سنفعل في رأيكم أنجلس هنا مكتوفي الأيدي .. هيا بسرعة لنلحق بهم

وفي الطريق الي الجيزة

لميس : ولكن كيف عرفوا الدليل

مازن : لا داعي لأن يعرفوا الدليل لقد سرقوا الخريطة لينقبوا هناك فقط

نورا : ولكن كيف سنذهب الآن وهم هناك بالفعل يمكن أن يأذونا اذا رأونا هناك

مازن : لدي فكرة قد تساعدنا

وليد : قلها بسرعة ماذا تنتظر ؟؟

( كانت فكرة مازن أن نتنكر في ثياب عمال وأن نذهب الي هناك وننقب معهم ونضللهم من خلال ذلك وبالفعل تنكرنا وذهبنا الي هناك وبخفة يد وبعض الذكاء استطعنا تصوير الخريطة وتمكنا من تحديد مكان البوابة وانتظرنا حتي يأسوا أفراد العصابة من العثور علي التابوت علي أن يعودوا للبحث في الغد وعندها بدأنا نحن الأربعة بالحفر عند البوابة بسرعة مستعينين بمصابيح الفسفور وبينما نحن نحفر حتي كانت ساعات الصباح الأولي رأت نورا طيف ميرا تقف عند تلة عالية وتنظر اليها بعمق وكأنها أرادت ان تقول شيئاً فتركت نورا الحفر وصعدت الي تلك التلة وعندها اختفت ميرا فنظرت نورا من أعلي التلة لتكتشف أمراً عجيباً ) ...

الحلقة الثامنة عشرة

( رسائل السحرة )
عندما صعدت نورا لأعلي التلة اكتشفت أمراً هاماً وهو أنهم كانوا علي خطأ حيث أن عبارة ( اتبع خطوط الأرض التي لا تقرأها سوي الآلهه ستجد قبري في وسطها ) لم تكن تعني أسطورة بوابة هامونبترا بشئ بل كانت تعني الخطوط التي توصل المقابر ببعضها فقد كانت الخطوط عندما تقرأ من الأعلي كانت تشكل ثلاثة كلمات متتالية الأولي هي ( أمون ) معبود عصر بناة الأهرام في عاصمتهم طيبة

والثانية كلمة (حتحور ) معبود الأسرة الحادية عشر حتي السادسة عشر

والثالثة ( آتون ) معبود العصرالأخير

وعبارة ( لا تقرأها الا الآلهه تعني أن تلك الكلمات لا تقرأ الا من الأعلي والآلهه فقط تعيش في الأعلي في السماء حسب اعتقاد الفراعنة قديماً

لقد حلت نورا اللغز ونزلت بسرعة الي حيث مكان الحفر حيث أنهم يحفرون في المكان الخاطئ عليهم أن يحفروا بالمجموعة الوسطي ( مجموعة حتحور ) حيث قالت ميرا أنها في الوسط

وبالفعل ذهبوا جميعاً لمجموعة الوسطي وكانوا حينها يسابقون الزمن بالفعل فلم تبق سوي ساعتان حتي تصل تلك العصابة مجدداً فلقد قالوا أنهم سيصلون في السابعة صباحاً

حفر الجميع بجد واجتهاد بالرغم من التعب والانهاك الذي كان يعتريهم حتي استخرجوا التابوت بصعوبة وتأكدوا أنه تابوت ميرا حيث أن نورا هي الشخص الوحيد الذي يعرف وجه ميرا المنقوش علي غطاء التابوت .

حملوا التابوت بسرعة
علي السيارة التي جاءوا بها واتخذوا طريقاً أخر حتي لا يقابلوا العصابة وهي قادمة في طريقها ولكنهم عرفوا أن العصابة ستكتشف خروج التابوت وتسعي وراءهم لسرقته لذلك أرادوا أن يخبئوه في مكان لا يصل لتفكير أحمد الوكيل فخبؤه في بيت نورا ووليد القديم حيث بقي والد مازن ليحرسه في ذلك البيت وعند نقله تأكدوا جميعاً أنه لا يتبعهم أحد و أن التابوت في مكانه الجديد بأمان .

وبمجرد أن أوصلوا التابوت لغرفته بالبيت سقطوا جميعاً علي الأرض منهكين بشدة .... كيف لا وقد سهروا ليلتهم بكاملها يحفرون .

وبعد ساعات من الراحة لا يعلمون عددها دخلوا هم الأربعة الغرفة الموجود بها التابوت ليقوموا بعملهم في استكشافة وبينما هم يفحصوا التابوت من الخارج رأوا اسم نورامين منقوش علي مؤخرو التابوت عندها زاد يقينهم أنه تابوت ميرا

وعندما أرادوا فتحه ترددوا قليلاً حيث أنه تابوت واحدة من أهم الكهنة وقد يكون بداخلة سحراً ما يقتلهم أو يضرهم لذلك عليهم ابطال اي تعويذة موجودة علي التابوت والا قد يموتوا جميعاً عندها ظهرت ميرا لنورا مرة أخري وقالت لها حينها اللغز الثاني فهو سيحل اللغز الأول : ( النيل يحمل رسائل السحرة الي الأعلي

عندها نطقت نورا فجأة : توقفوا

مازن : لماذا

نورا : لا نستطيع فتح التابوت قبل أن نجد الرسالة التي أخبرتكم عنها

مازن : ولكن لماذا نحتاجها

نورا : لابد وأن بها طريقة فتح هذا التابوت لقد أخبرتني ميرا بذلك انه الدليل الثاني يقول ( النيل يحمل رسائل السحرة الي الأعلي )
عندها نطقوا جميعاً في وقت واحد: الأعلي !!!... طيبة

الحلقة التاسعة عشر
( لا ييئس من روح الله الا القوم الكافرون )

عرفت الان مكان الدليل الثاني الذي يلزمنا لابطال اللعنه أنه في قصر الملك بالاقصر العاصمة القديمة والتي كانت تدعي طيبة .
حجزنا اربعة مقاعد علي الطائرة الاولي المتجهة الي الاقصر وبينما نحن في الطائرة كان يعمنا القلق الشديد فهم يدركون آن العصابة تبحث عن الدلائل الخمسة التي تخص اكنادين وربما يكونوا قد توصلوا لاحداها الان .


ولكن ما كان يطماننا بعض الشئ هو ان ابطال اللعنة او اتمامها لا يتم الا بالعشرة اشياء التي عليهم جمعها وبما اننا نملك اثنين منها هو تابوت الملك وتابوت ميرا وذاهبون الان للحصول علي الدليل الثالث فلازال امامنا خيط امل علينا التمسك بة جيدا .


في هذة الاثناء كان عقل كل منا سابح في كونه الخاص 


كان عقل مازن يفكر في وجه احمد الوكيل الوجه الذي لن ينساه ابدا والعقل الذي لاطالما افتتن به ورآه القدوه وتحول حبه له الي احتقار وكره شديد وبعد ان تركه وعمل بالمتحف ظن انه نسي تلك الفترة من حياته وكانها لم تكن والآن بعد خمس سنوات يظهر هذا الشخص مجدداً في حياته ويسسب له كل ذلك الاذي .


بينما نورة كانت تفكر في انه ماذا اذا لم يتمكنوا من جمع الادلة كلها ؟ ماذا سيوف يحدث اذا فشلوا وتحررت روح الفرعون ؟ ماذا سوف يحدث للعالم حينئذ؟ 
ولكن سرعان ماتتذكر انها تفعل ماتفعل وتعرض حياتها وحيات الاخرين للخطر من اجل الخير وانها ستظل تحاول حتي آخر نفس فيها كما ان معها فريقاً يربط بينه الحب ..وقوة الحب لا يسيطر عليها شيئ كما ان الله عز وجل يساندهم وانه لا يجب ان ييئسو ا ابدا وتذكرت قول الله تعالي ( ولا تيئسوا من روح الله انه لا ييئس من روح الله الا القوم الكافرون ) ...



وبعد ساعات قليلة وصلت الطائرة الي مطار الاقصر ونزلوا من الطائرة مسرعين واستقلوا سيارة خاصة الي معبد الكرنك 
حينها انتظرت نورا ان تظهر ميرا لتدلها علي مكان الرسالة ولكنها لم تظهر 


يبدو ان ميرا تريدني ان اعتمد علي ذكائي لايجاد الرسالة اذا علي ان افكر بعد ان تصل رسالة هامه كرسالة كاهنه مقربة الي الملك الي فرعون ويقرأها الفرغون اين تذهب ؟؟؟ 

وكان مازن حينها كان يقراء مافي عقلي منطق فجائه وقال : ( خزانه الوزير ) 
اجل هو محق الوزير هو اليد اليمني للفرغون وخزانه الوزير توجد بها جميع الوثائق الهامه ومن بينها الرسالة وزخزانة الوزير توجد في غرفتة وهي عبارة عن صندوق من الرخام ترص فيه الاورؤاق والاشياء ذات الاهمية القصويوالمتعلقة بالمملكة 


كانت لميس تصحب مها اجهزتها ومن بينها الجي بي ار ( الردار الكاشف ) فتمكن من رؤيه الحجرات بداخل القصر علي شاشة الكبيوتر وحددنا مكان الغرفة والطريق الذي سنتخذه للوصول الي الغرفة وبينما نحن في طريقنا وجدنا .... 

الحلقة العشرون
( الثلاثية )

نورا : ونحن في الطريق الي غرفة الوزير وجدنا نقشاً عملاقاً لعقرب كبير فتذكرنا شيئاً هاماً هو اننا في قصر الملك العقرب الذي يقال ان روح الشر قد سيطرت عليه نتيجة رغبته في السيطرة علي المملكة كلها بل وتطلع طموحه الي العالم وكان الشخص الذي يحاول صد هذا الشر هو وزيره المخلص ( ماهادو ) الذي اراد أن يمنعه من دخول القصر لذلك قام بملئ القصر بالفخاخ .

نحن الآن في مأزق حقيقي ولكن توجد بادرة أمل ضعيفة ووحيدة وهي نقشاً وجد علي الحائط .

وعندما ترجمناه وجدنا أنه يقول ( من يحمل الايمان والخير في قلبه سيعبر الثلاثية الي جسر الهواء الي خزانة الوزير حيث يوجد الصولجان ) .

أراد ( ماهادو ) أن يحمي المُلك من الملك العقرب فوضع الصولجان الذي كانت به صلاحية الملك قديماً في خزانته ولكن ما معني جسر الهواء .

عندما أردت النظر في الخريطة التي رسمها لنا الكمبيوتر فوجدت أن غرفة الوزير تقع وحدها في الجانب الغربي العلوي وكأنها بنيان مستقل ولا يربطها بالقصر سوي جسر تمت ازالته من قبل ( ماهادو ) وذلك لحمايتها من اللصوص ولكن ما هي الثلاثية .

يبدو أنها الافخاخ التي وضعها ( ماهادو ) ولا يعبرها سوي من يحمل الايمان والخير في قلبه.

اتبعنا الخريطة حتي وجدنا شيئاً مهولاً وهو ثلاثة أسود بالرغم من أنهم لم يكونوا حقيقيين من لحم ودم بل كانوا تماثيلاً ولكنهم كانوا يزأرون بقوة وبشدة فمن عبر من بينهم كان مصيره الفتك المؤكد
مازن : ماذا سنفعل الآن ؟

نورا : تذكروا ما كتب علي ( الوحيد الذي يحمل الايمان الصادق والخير في قلبه )

وليد : مستحيل ما تفكرين به لا يمكن المرور بينهم

نورا : بلي ! يمكن لو نظرت الي السلسلة المكبلة بها الأسود والتي كانت امامهم مباشراً علي الأرض .

مازن : هذا مستحيل !

نورا : ليس مستحيل صدقني من يحمل الايمان يتواضع لذلك ينظر الي الأسفل ومن يحمل الخير لن يمكنه مشاهدة ثلاث حيوانات أياً كانت مكبلة علينا تحريرهم

وليد : لو حررناهم قد نموت

نورا : وقد نعيش. صدقني أنا واثقة مما أقول
( وانحنت وفككت السلسلة فاختفت الأسود )

لميس : أنتي عبقرية يا نورا

نورا: وامتلأت نفسي ثقة وبعد ذلك أكملنا المسير

وفي طريقنا الي الغرفة فوجدنا الجزء الثاني من الثلاثية كان غريباً جداً اذ كان عبارة عن

أرض مستوية يعتقد الناظر اليها للوهلة الأولي أنها خالية من الأفخاخ ولكن كتب بجوارها ( العائد الي آمون يمر ) هذه العبارة تؤكد أن بها فخ ما .

وكي نتأكد من ذلك أمسك مازن بحجر وألقاه علي هذه الأرض فوجدنا قواطع حديدية علي مستويين تخرج من الحائط بشكل افقي لتقطع رأس وقدم كل من يحاول المرور


فعدنا للتفكير في العبارة مرة أخري ( العائد الي آمون يمر )


مازن : ماذا تعني تلك العبارة ؟؟


نورا : آمون كان آلههم استبدلنا كلمة آمون في العبارة بكلمة الله تصبح العبارة ( العائد الي الله يمر ) والعودة الي الله تعني التوبة

وليد : ولكن كيف للشخص التائب أن يعلن عن توبته

مازن : يجثو..... يجثو علي ركبته ... انظروا الي هذا المربع في الأرض انه يقابل تمثال آمون في الجهة المقابلة

نورا : صحيح يجب علي الشخص أن يجثو هنا ولكن هذا يعني أن شخص واحد فقط عليه المرور

وليد : أنا سأمر

مازن : لا .. أنا من سيمر

نورا : لا أنت ولا هو أنا من سيمر .. الأمر كله يتعلق بي وأنا من أحضرتكم الي هنا

مازن : لا يمكنني أن أسمح لكي بذلك لست مستعداً لخسارتك

نورا : هل تحبني

مازن : طبعاً

نورا : اذن عليك أن تثق بي .. أنا قادرة علي ذلك ( فصمت مازن وكأنه قد استسلم فلن يمكنه مجادلتها ولكنه لم يمنع نظرات الخوف و القلق التي تنطلق من عينيه )

لميس : انتظري .. ضعي هذه السماعة اللاسلكية في اذنك حتي نستطيع التواصل

نورا : حسناً

( لم ينطق وليد بل عانق أخته عناقاً شديداً وربت علي كتفها وقال : لا تخذلينا أبداً

عندها جثت نورا في المربع المتوجه لتمثال آمون وأغمضت عينيها وفجأة ...

الحلقة الواحدة والعشرون

( الايمان في القلب )
نورا :عندما جثوت في المربع ووضع الجميع أياديهم علي قلوبهم بينما حاولت أنا أن أتجلد وفجأة شع نوراً من عيني تمثال آمون تسبب في ذوبان القواطع الحديدية قبل أن تلمسني .

وبعد ذلك ارتفع المربع الذي كنت جالسة فيه وانفصل عن الارض واصبح كأنه بنيان منفصل يصعد بي الي الأعلي كما يصعد المصعد الكهربائي واصبح يبتعد عن الأرض ويرتفع في الهواء حتي عانق السقف في فُتحة مخصصة لها وكأنهما قطعتان متكاملتان كقطع اللغز التي يلهو بها الأطفال لأصبح الآن في القسم العلوي بعيداً عن مازن ووليد ولميس .

أصبحت الآن وحدي لأواجه الاختبار الأهم اختبار الايمان الصادق النابع من القلب ... شعوراً من الخوف كان يطرق قلبي بشدة فأنا أعلم جيدا أن من سينقذني الآن ليست تلك الآلة التي في أذني و لا معرفتي وخبرتي بالآثار بل هو شئ هام جداً قد يغيب عن الكثيرين وهو الايمان .

كنت في ممر مظلم يتخلله ضوء أري مصدره علي مدد البصر .. لقد أيقنت الآن أنني أقترب من الغرفة حيث أنني قريبة من الجسر فانطلقت بسرعة وعندها وعندها سمعت صوت مازن يتحدث في السماعة

مازن : أين أنت يا نورا ؟؟ هل أنت بخير

نورا : أجل حمداً لله أنا بخير

( عندها تنفس مازن الصعداء حيث كاد قلبه أن ينخلع من مكانه عندما رأي نورا تختفي )

مازن : أخبريني الآن أين أنت ؟؟ صفي لي المكان

نورا : أنا في ممر مظلم ولكن يوجد ضوء قريب أتجه اليه

مازن : حسناً انتبهي جيداً المرحلة الأخيرة هي جسر الهواء

نورا : لقد وصلت ولكن ..

مازن : ماذا هناك ؟؟

نورا : الجسر .... انه مقطوع لا يوجد بيني وبين الغرفة أي شئ .. كيف سأعبر الآن ؟؟

مازن : ابحثي عن أي نقش موجود بالقرب من المكان

نورا : حسناً .. يوجد هنا واحداً

مازن :اقرأيه

نورا : يقول ( الجسر لا يري بالعين ولكن يري بالقلب )

مازن : ماذا يمكن أن يعني ذلك ؟؟

نورا : الجسر كالايمان لا يُري بالعين ولكنه في القلب

مازن : ماذا تعنين ؟؟

نورا : مازن .. أعذرني يجب أن أقطع الاتصال

مازن : مهلاً .. نورا ..نورا ..نورا

نورا :عندها انتزعت السماعة من أذني لأستعد للحظة خاصة جدا ... اللحظة التي سينجيني فيها ايماني بالله فقط ... توقفت بضع دقائق وأنا أنظر الي السماء بشدة وأشعر بأن شيئاً صافياً ونقياً كضوء القمر المكتمل يتسلل الي قلبي وبدأت نفسي تذوب في الملكوت الآلهي وفاضت عيناي بالدموع وأنا أتوسل لله أن ينجيني من هذا المأزق عندها شعرت بقوة تسري في بدني لم أشعر بمثلها من قبل وأغمضت عيناي ووضعت أول خطوة في الهواء ....

مهلاً ... يا الهي أنا أسير في الهواء بحق ...

ولكن مهلاً كيف هذا ؟؟؟ ... واكتشفت أمراً غريباً وأنا في منتصف الطريق اذ ظللت أنظر حولي وأحاول أن أكتشف علام أسير ....
واكتشفت أنني لا أسير علي الهواء كما ظننت في البداية بل أسير علي أرض صلبة نحتها نحات بارع لتكون وكأنها جزء من سفح الجبل يجعل الناظر من الجهة المقابلة لا يراه وكأنه غير موجود ....

يا الهي لقد نجوت أخيراً .. وعبرت الي غرفة الوزير وأخذت الرسالة وعند عودتي أمسكت ببعض حبات الرمل ونثرتها علي الجسر فلا أزال لا أصدق أنني أعتقدت أنني أمشي علي الهواء وعدت بالرسالة الي مازن ووليد ولميس ولا يمكنني وصف سعادتي لكم ولا سعادتهم بعودتي سالمة

خاصة مازن فموقفي الأخير جعل الدموع تنهمر من عينيه ولكن وجهه أشرق مرة أخري عند عودتي ...
أجل مازن يحبني كثيراً فنحن كروحان مرتبطان الي الابد

وبعد ذلك عدنا بسرعة علي متن أول طائرة الي القاهرة ولكننا لم نفتح الرسالة بعد ...

الحلقة الثانية والعشرون
( الجرار الخمس )
نورا :بعد أن أخذنا الرسالة وعدنا الي القاهرة .. ذهبنا الي بيتنا القديم الذي كنا نحفظ التابوت فيه حيث سنفتح الرسالة لنعرف طريقة فتح تابوت ميرا

وعندما فتحنا الرسالة وجدنا نصاً قديماً يقول ( الذي لا يجب أن يسمي عندما يعود سيتوجب عليه أن يبطل لعنات الوقت والقدر ليوقف الجوع وليعود نور آتون يشرق من جديد ) .

مازن : حسناً من هو الذي لا يجب أن يسمي


وليد : ربما تقصد ذلك الملك ( أكنادين )


نورا : لا أظن ذلك تمعنوا في القراءة جيداً النص يقول ( ليبطل لعنات الوقت والقدر ويوقف الجوع )
اذن هو شخص طيب سيتسبب في عودة نور آتون المقصود به نور الشمس


( وكانت نورا حينها تمسك بالرسالة فشعرت بتعرق يديها علي الورق فتركتها بسرعة لتري بعد ذلك أن الورقة مكونة من طبقتين ملتصقتين الأولي بها الرسالة التي كانت مرسلة للملك والثانية بها سر فتح التابوت ويصعوبة بأدواتهم الدقيقة تمكنوا من فصل جزئي الرسالة ليتمكنوا من قراءة الورقة الأخري المدون بها السر )


مازن : حسناً النص يقول ( آمون رع آمون داي )


نورا : تعني الليل والنهار


مازن : صحيح بعد ذلك سأقرأ بالترجمة ( لن تتوقف لعنة النار السوداء فالمخلوق لن يأكل ولن ينام ولن يتوقف الا عندما تجمع الجرار الخمس المقدسة ويفتح تابوت الكاهنة العظمي من القلب )


وليد : ما هي الجرار العشر المقدسة

مازن : كانوا قديماً أثناء عملية التحنيط يأخذون الأعضاء ويضعونها في خمس جرار مقدسة يحمل كل منها رمزاً لآله أما كلمة مخلوق فالمقصود بها أكنادين

نورا : لكن كيف يكونون خمسة جرار فقط فعدد الآلهه في عصرهم كان اثني عشر الهاً

مازن : أعلم ولكن لا تنسي أن صديقنا مغضوب عليه و قد محت التعويذة المقدسة من فوق تابوته لذلك تم حجب السبعة الكبار عنه عندها يكون أقرب الآلهه اليه هو اله الظلام

نورا : أنوبيس

مازن : صحيح نورا ولكن لا تهملي باقي النص ( يفتح تابوت الكاهنة العظمي من القلب ) هنا ....

( عندها ضغط مازن علي النقش الذي كان موجوداً علي غطاء التابوت والذي كان يمثل جسد ميرا حيث ضغط في المكان الذي يتواجد فيه القلب ليصبح وكأنه زر لفتح التابوت ويفتح التابوت ليجدوا فيه باقي الأشياء التي كانت مطلوبة لللعنة التي تخص ميرا )

ليتبقي لهم الآن تحديهم الكبير والحقيقي اذ عليهم الآن الحصول علي الأشياء الخمس الأخري الخاصة بأكنادين قبل أفراد العصابة والذين لا يعلمون الي حد قد توصلوا وكم قطعة معهم الآن

عندها ظهرت ميرا لنورا لتخبرها ....

الحلقة الثالثة والعشرون

( أنكسونامون )
نورا : عندما ظهرت لي ميرا قالت

ميرا : قد تمكنوا من الحصول علي الصولجان والتاج ويتبقي الآن السوار والأحجية والقلادة وعليكم الحذر جيداً فكم قلت لكي من قبل أن أكنادين كان سر ملكي لذلك فأشيائه محمية بالعديد من الفخاخ التي عليكم الحذر منها جيداً فأنتي تعلمين أنه قد بقي سراً طيلة سبهة آلاف عام ومحاولة نبش أشيائه هي شئ خطر للغاية لذلك خذوا حذركم جيداً وأنتم تأتون بالقطع الأخري

نورا : ماذا عن الدليل ؟؟

ميرا : دليلكم هو الوجه الأول من الرسالة

( وعندها اختفت ميرا )

مازن : ماذا قالت لكي ؟؟ هل أخبرتك الدليل ؟؟

نورا : تقول أن العصابة قد حصلوا علي الصولجان والتاج

لميس : يا الهي !! ماذا سنفعل الآن

مازن : سنحاول أن نأخذها منهم فيما بعد لا تنسوا أننا الآن معنا سبعة أشياء أي أننا نتفوق عليهم كما أنهم لا يمكنهم تنفيذ أي شئ بدون القطع التي نمتلكها .... نورا ماذا عن الدليل ؟؟

نورا : قالت أن الدليل هو الوجه الأول من الرسالة حيث النص الذي يقول ( الذي لا يجب أن يسمي عندما يعود سيتوجب عليه ان يبطل لعنات الوقت والقدر ويوقف الجوع ليعود نور آتون ليشرق من جديد )

وليد : لكننا لازلنا لا نعرف من هو الذي لا يجب أن يسمي

مازن : انتظروا !! ( ثم شرد قليلاً ) ثم قال : رسالة مبعوثة من كاهنة في الشمال الي ملك طيبة تحتوي علي عبارة ( الذي لا يجب أن يسمي ) هذه العبارة لا تطلق الا علي شخص يكرهه ملك طيبة وكهنتها ولكنه رغم ذلك شخص طيب سيتسبب في عودة نور آتون ( ثم نظر الي نورا كأنه ينتظر منها الجواب )

نورا : اخناتون ... هو المغضوب عليه من ملك طيبة وكهنتها بالرغم من أنه شخص طيب وهو أول من عبد آتون

مازن : صحيح !! اذاً السوار في أخيتاتون ( تل العمارنة ) عاصمة اخناتون لعبادة آتون حيث يوجد قصر الملك

لميس : ولكن لماذا ترسل ميرا برسالة كهذه لملك طيبة

نورا : ميرا كانت ذكيه أرسلت تلك الرسالة لتوضح موقفها من الخلاف حيث أنها أرادت تنبيه الملك أن اخناتون علي صواب وأنه ليس من الأمر الجيد أن يغضبوا عليه فهو سيتسبب في عودة نور الشمس مرة أخري ولكنه بدأت الرسالة بعبارة الذي لا يجب أن يسمي لتستميل الملك نحوها وتقول أنها علي الحياد في هذا الخلاف

نورا : اذن وجهتنا الآن هي تل العمارنة

نورا : جهزنا حاجياتنا التي نحتاجها في رحلتنا القصيرة هذه واستقلينا أول طائرة ذاهبة الي محافظة المنيا واستقلينا بعد ذلك سيارة خاصة متوجهين الي تل العمارنة التي تقع علي بعد حوالي خمسة وأربعين كيلو متر من مقابر بني حسن حيث هناك قرر اخناتون ( امنحتب الرابع ) بناء عاصمة الجديدة التي سيعبد فيها الهه الوحيد أتون

وعندما وصلنا

مازن : حسناً أين سنبحث ؟؟ في القصر الملكي .. أم في مساكن الصفوة في الطرف الشمالي ؟؟

نورا : في القصر الملكي بالطبع .. في غرفة سر الملك

وليد : ولكن ما هي غرفة سر الملك ؟؟

مازن : سر الملك هي جارية مميزة سميت كذلك لأنه تخص الملك وحدة حيث أنه لا يجب أن يلمسها أحد .. سر اخناتون كانت تدعي ( أنكسونامون ) ويقال أنها كانت علي علاقة بالكاهن الرئيسي للبلاط الملكي

وليد : ولكن أليس هذا محرماً .. فأنت قلت لا يجب أن يلمسها أحد

مازن : صحيح هذا محرم ولكن ربما ألقيت عليهم لعنة ما وأظن أنها لعنة خطيرة أيضاً اسمها ( هوم داي )

وليد : يا الهي متي سنتهي كل هذا ؟؟

نورا : بعد ذلك اتجهنا للقصر الملكي حيث ستبدأ مغامرة البحث عن السوار ...

الحلقة الثالثة والعشرون

( هوم داي )
وفي طريقهم الي القصر الملكي في تل العمارنة مروا علي مسارد تل العمارنة وهي عبارة عن مجموعة كبيرة من الرقم الطينية مكتوبة باللغة الأكادية ( البابلية ) والخط المسماري والتي كانت مرسلة من بعض الملوك قليلوا الشأن الي اخناتون فلم يهتموا بالنظر اليها ولكن استوقفهم رقيم وجدوه مكتوب باللغة الهيراطيقية ( نوع من اللغات المصرية القديمة ) وكان النقش يقول ( من يزعج السوار السري يشرب من النيل )

لميس : لا يبدوا ان عقاب الذي يزعج السوار سيئاً سيشرب من النيل

نورا : لا يمكننا توقع ذلك

وليد : مازن!! قلت لي عن لعنة هوم داي انها لعنة خطيرة فكيف ذلك

مازن : حسناً تتم بقطع لسان الملعون واستخراج عينيه وتحنيطه حياً

وليد : وما الخطر اذن

مازن : الخطر ان مومياؤه هي مومياء يمكن ايقاظها وبسهولة

وليد : يا الهي !! لم نتخلص بعد من اكنادين
وكيف يوقظ اذن ؟؟

مازن : هناك كتاب وضعه الكهنة يدعي كتاب ( مري رع ) بمجرد أن تقرأ القليل من ذلك الكتاب حتي تستيقظ المومياء

نورا : دعونا من ذلك الحديث الآن .. لنكمل الطريق

نورا : وعندما وصلنا الي القصر الملكي واتبعنا خريطة الرادار حيث غرفة ( أنكسونامون ) وجدنا الغرفة مقفلة ... حاولنا فتحها بالفئوس والادوات الاخري لكننا لم ننجح لابد للغرفة من مفتاح وعلينا الآن البحث عن المفتاح ...

مازن : يا تري اين يمكن ان يوجد ذلك المفتاح

نورا : لا أظن أنه يمكن أن يوجد في غرفة الكاهن فكما قلت كانا علي علاقة وتم لعنهما معاً

وليد : اذن أين يمكن أن يكون

لميس : ألا يمكن أن يوجد في خزانة الوزير كما كانت الرسالة أو حتي في غرفة الوزير

مازن : لا .. لا أظن ذلك

لميس : في غرفة الملك اذن

مازن : لا أيضاً ... دعوني أفكر قليلاً

نورا : مهلاً مازن .. غرفة سر الملك يقف عليها اثنان من المادجاي ( حراس ) لابد وأن المفتاح يكون معهم انه في تابوت أحدهم

مازن : أجل صحيح

وليد : اذن أين يدفن أولئك المادجاي

مازن : في مقابر (نبتو ) بالقرب من هنا

نورا : رائع لنذهب الي هناك اذن

نورا : اتجهنا بعد ذلك الي مقابر نبتو الموجودة في شمال تل العمارنة والتي تحتوي علي مقابر حرس المادجاي وهم حراس الملك المقدسون ومقابر صغار الموظفين في القصر الملكي

وعندما وصلنا

وليد : كيف سنعرف مقبرتي حراس الغرفة هل علينا نبش مقابرهم ؟

مازن : لا لحسن حظنا فحراس السر الملكي يجب أن توضع علي مقابرهم كلمة ( فس كا ) والتي تعني الجسد والروح .............(و بعد قليل ) ها هم هناك

نورا : ذهبنا بعد ذلك واخذنا المفتاح من تابوت احد الحراس وانطلقنا بعد ذلك عائدين للقصر الملكي مجدداً ووصلنا الي الغرفة

كان المفتاح عبارة عن نجمة تركب في مكان معين في الباب .... تعبنا كثيرا حتي استطعنا فتح الباب وبالداخل وجدنا .....

الحلقة الرابعة والعشرون

( سيشرب من النيل )
نورا : عندما دخلنا الي غرفة ( أنكسونامون ) وجدنا تمثالاً للاله ( بس ) يبدوا أنها كانت تعبده بعيداً عن علم الملك ويتضح من ذلك أنها مخالفاتها كانت كثيرة واستحقت العقاب .

وكانت تنبثق من غرفتها غرفة اخري بجوار باب الغرفة تابوت قائم وعلي ما يبدوا أنه تابوت حارس هذه الغرفة ... فتحنا التابوت وأخذنا المفتاح الخاص بالغرفة من عنقه وفتحنا الغرفة فوجدنا صندوقاً يفتح أيضاً بمفتاح الباب وفتحنا الصندوق وعندما فتحناه وجدنا السوار .. القطعة الثامنة وبوجود الصولجان والتاج مع العصابة يتبقي قطعتان الاحجية والقلادة

وبينما نحن في نشوة الفرح شعرنا بهزة أرضية عنيفة وكأن المكان سينهار فوق رؤوسنا وفجأة وجدنا الحائط ينهار ويتدفق من خلاله شلالاً عنيفاً جرفنا جميعاً الي الخارج مبللين ومنهكين حيث كان تيار الماء قوي جدا تسبب في ارهاقنا .

وليد : لا يبدوا العقاب سيئاً أبداً يا لميس

فضحكنا جميعاً حيث تذكرنا ذلك النقش علي الرقيم فهكذا كان الشرب من النيل

وبعد ذلك تمكنا من تبديل ملابسنا خلف تلة عالية واحداً تلو الأخر .
عندها ظهرت ميرا لتخبرني بأن العصابة قد توصلوا للأحجية أيضاً

يا الهي كيف يتوصلون لتلك القطع بهذه السرعة تبقي الآن قطعة واحدة وهي القلادة

ميرا : القلادة هي أهم قطعة وأكثر القطع حمايةً عليكم أن تسبقوهم الي الميناء الجميل
لتحصلوا علي القلادة

مازن : ماذا قالت لكِ

نورا : تقول أن علينا الذهاب الي الميناء الجميل للحصول علي القلادة

وليد : وما هو الميناء الجميل أتعني الاسكندرية

نورا : لا يا أخي ... الميناء الجميل هو بالهيلوغريفية ( نفر ) والآن تدعي منف توجد في بلدة ميت رهينة بجنوب الجيزة العاصمة الأقدم لمصر عاصمة مينا موحد القطرين

مازن : اذن علينا الاسراع الآن فليس أمامنا وقت نضيعه ...

نورا : وبالطائرة مرة أخري حجزنا لرحلة العودة
وأخذنا سيارتنا مسرعين الي الجيزة وعندما وصلنا لم نجد أحداً هناك حمدنا الله أننا تمكنا من الوصول قبلهم ذهبنا الي القلعة التي بناها مينا والتي كانت قصر الملك وعندما دخلنا الي هناك علمنا أنه لم تكن لمينا سر أي لا يوجد غرفة لسر الملك ... اذن أين يمكن أن توجد قطعة هامة كالقلادة

لميس : أيمكن أن تتواجد في غرفة الوزير

مازن : تفكيري مشوش حقاً ربما كانت هناك لنبحث هناك .. هيا بسرعة

نورا : ذهبنا بعد ذلك الي غرفة الوزير ركضاً وفتشنا هناك ولكن لم نجدها
و الآن الوقت يجري ونحن لا نجد للقلادة أسر ولا نعرف لها مكان نبحث فيه ..

الحلقة الخامسة والعشرون

( مذبح رع المقدس ) 
وبعد وقت قصير من التشتت وعدم التركيز فقد كان تفكيرنا منقسماً الي قسمين القسم الأول يفكر في أي مكان يمكن أن توجد القلادة والقسم الثاني كان خائفاً من أن تأتي العصابة الآن ونفقد كل شئ .

وفي لحظة ما وصلنا الي اليأس ثم وفجأة لمعت في رأسي فكرة هل يمكن أن توجد القلادة في مقر العبادة فهو أكثر المناطق المقدسة بالنسبة للملك حيث اعتاد المصريون القدماء وخاصة من عهد الاسرة الأولي حتي السادسة علي التعبد في بيوتهم وتقديم القرابين يومياً في المعابد اذاً لابد أن توجد القلادة في مقر العبادة وهو عبارة عن غرفة تقع دائماً جهة الشرق من اي قصر لعبادة رع الههم المحبب

فنطقت بما كان يجول في ذهني وأخبرته لمن حولي

مازن : انه أخر خيط أمل نتمسك به يجب أن توجد القلادة هناك والا ضاع كل شئ

نورا : تشتيت تركيزنا هو ما جعلنا لا نفكر بذلك ولكنه المكان الأخير الذي يجب أن نفكر فيه خاصة وأنها قطعة هامة حاولوا حمايتها من السرقة واللصوص ولا يمكن حماية قطعة مثل هذه الا في هذا المكان فالمصريون القدماء مهما كانت قيمتهم ملوكاً كانوا أو لصوص كانت لديهم نزعة دينية لا مثيل لها ولن يجرؤ لص علي الاقتراب من قطعة مهما كانت ثمينة وسرقتها امام تمثال الههم

وليد : يبدوا ما تقولينه منطقياً .... اذن ماذا ننتظر بسرعة الي تلك الغرفة

نورا : ركضنا بكل ما نملك من قوة بعد ذلك الي الغرفة بعد أن حددنا الاتجاه الشرقي للقصر وعندما وصلنا وجدنا الكثير من الحجارة تسد مدخل الغرفة ... تعاوننا جميعاً علي نزعها بسرعة ودخلنا الغرفة

كانت الغرفة نظيفة ونقية وكأنها صمدت طوال تلك السنين تنتظر من يدخلها ... كانت غارفة شاسعة تدخلها الشمس لتجعل التمثال الذهبي لرع يتألق في الضوء وقبل أن تطأ قدم أي منا الغرفة ..

مازن : انتظروا ... ألا تلاحظون شيئاً

نورا : ما هو ؟؟

مازن : الطريق خالية الي التمثال .. لا يوجد ما يعيق أو ما يمنع أي لص من الدخول لسرقة تمثال ذهبي بهذا الحجم ... ربما هذا فخ ما

نورا : ماذا تعني ؟؟

مازن : سترين الآن ( وأمسك مازن بحجارة من التي كانت موجودة علي باب الغرفة والقاها علي الارض فوجدنا خمسة اسهم تنطلق نحو الحجارة ثلاثة كانت تسقط من السقف واثنين من الحائط الجانبي واحدة منهم للأعلي والأخري للأسفل

نورا : يا الهي كيف سنعبر الآن

مازن : انتظري ربما كان هناك نقشاً هنا

نورا : بحثنا جميعاً حول الغرفة فوجدنا نقشاً يقول ( هنا تنتهي لعنة النار السوداء عند المذبح المقدس للاله رع والروح الشريرة ستعود لأوزوريس ليوزن القلب من جديد والروح الطيبة ستذهب لحورس ووحده الحق الذي ينتصر و باسم الملك نيجرخت ( زوسر ) تبطل اللعنات )

وليد : ماذا يعني ذلك


مازن : تعني أنه يجب أولا تقديم قربان لرع وهذا ما تعنيه عبارة المذبح المقدس وذلك قبل البدء في طقوس ابطال اللعنة فسوف تعود روح كلا الجاني والمجني عليه الي عالم الأموات وسوف يتم وزن قلوبهم من جديد حيث في اعتقادهم تحمل الملائكة أرواح الموتي الي الههم ماعت الاله القاضي والي جانبه اثنان وأربعون قاضياً يمثلون الهة الاقاليم وتوزن القلوب حيث من يخف قلبه عن الريشة المأخوذه من ماعت يذهب لمكان جميل يعيش فيه بسعادة .. الخ
بعد ذلك النص يقول باسم الملك نيجرخت أي زوسر مؤسس الدولة الثالثة تبطل كل اللعنات
أعتقد أن زوسر كان يقوم بطقس ما لدخول الغرفة ولكن السؤال الآن ما هو هذا الطقس

نورا : كان يضع القرابين في النار ...


مازن : ماذا

نورا : أجل التمثال لا يأكل تصل القرابين لرع عن طريق الرمي في النار


مازن : ولكن ماذا علينا أن نرمي


نورا : رع صقر ماذا يأكل الصقر برأيك


مازن : أرانب.. أغنام .. أبقار


نورا : اذن علينا الحصول علي أرنب ما فورا


وليد : سـأذهب لشراء واحداً علي الفور


وبعد وقت قصير عاد وليد وكنا في هذه الأثناء نجهز موقداً من بعض الأخشاب التي وجدناها في المكان وقمنا بذبح الارنب كما كانت الطقوس ونقول له باسم الملك نيجرخت اقبل هذا القربان .. لم نكن بالطبع متأكدين من نجاح الأمر الي أن ألقينا بحجارة اخري ولم ينطلق أي سهم


نورا : لقد نجحنا .. أنا لا أصدق .. هيا بنا


مازن : انتظري نورا سأذهب أنا وحدي


نورا : ماذا .. لماذا


مازن : ربما كان هناك أي أفخاخ أخري .. لا أريدك أن تتعرضي للأذي
ثقي بي سأنجح


وانطلق مازن بعد ذلك داخل الغرفة وكان يسير بحرص شديد حتي تمكن من الوصول الي التمثال وفتح التابوت الموجودة أسفلة ووجد القلادة ونجح أيضاً في العودة


وبمجرد أن خرج مازن من الغرفة حتي شعرت بشئ معدني بارد بجوار رأسي

الحلقة السادسة والعشرون

( ها هو مرة أخري )
مازن : يا الهي ... هل يعقل هذا ... هل أري هذا الوجه مجدداً .. انه أحمد الوكيل .. يقف أمامي الآن ونظرة ساخرة تعلو وجهه وكأنه يقول لي سأحرمك من فرحتك مجدداً فكما حرمتك من سعادتك في ليلة عمرك ها أنا أوجه المسدس في رأس حبيبتك الوحيدة والآن هل أنت مستعد لتخسرها للمرة الثانية وللأبد ... كنت متجمداً في مكاني للحظة حتي انطلق صوت وليد ليخرجني من هالة الصمت التي كانت تحيط بالمكان كله

وليد : أبعد يديك عن أختي يا هذا

مازن : توقف وليد .. دعه لي .. أنه حساب قديم جاء لتصفيته ... ابتعد عنها أيها الحقير فليس لها دخل فيما بيننا

أحمد : ومن تظنان نفسكما يا هذان .. وبالنسبة لك مازن ألازلت تفكر في أن بعدك عن منظمتي يؤلمني ... أنت واهم من تظن نفسك .. أنسيت أني أنا من علمك كل شئ ... ولكنني لست هنا لمناقشة ذلك الآن .. بل أنا هنا لأجبر محبوبتك الجميلة لتنفيذ ما أريد .. فاللآسف خطتي لن تتم بدون موافقتها

مازن : هممم . وكيف ستنفذها وأنت لا تملك سوي ثلاثة قطع فقط

مازن : يالا خيبة أملي فيبدوا أن خمسة سنوات قضيتهما معي لم تكن كافية لك لتفهم شخصيتي .. أتظنون أنكم حقاً سبقتموني .. لقد تركتكم تذهبون الي الأقصر والي تل العمارنة والي هنا بارادتي .. لقد كنت أعلم مكان كل قطعة بدقة .. ولقد أذهلتموني حقا في الوصول لكل تلك القطع وتخطيكم كل تلك الصعاب ... وأعلم جيداً أن علينا انهاء اللعنة هنا بداخل هذه الغرفة التي فتحتموها لي وفككتم لغزها للتو

مازن : لم تجب علي سؤالي أنت لا تملك باقي القطع

بل أملكها أنظر

( وظهر رجلان من خلف الحشد الذي كان خلفه يجران رجلا مكمم فاهه ومكبل بالحديد )

مازن : وفجأة انتابني الذهول والصمت والحزن والألم من جديد .. فقد كان هذا الرجل المكبل أبي .. الذي أجبرته بارادتي علي التواجد في بيت نورا ومازن القديم لحراسة القطع التي كنا نأتي بها .. لقد دفعته بيدي لهؤلاء الأوغاد .. يالا ذلك الشعور المميت بالندم .. أشعر أني خسرت كل شئ .. وانقطع صمتي مجدداً حين رأيت جسد نورا يهتز بعنف وتسقط أرضاً بشكل غريب ثم تفتح عينيها وتدور عينيها بشكل غريب جدا ثم نهضت من علي الأرض وما ان تمكنت من الوقوف علي قدميها دوي صوت العيار الناري من أحد رجال أحمد الوكيل لتستقر الرصاصة في جسد نورا ولكن ...

الحلقة السابعة والعشرون والأخيرة
( هذه هديتي )
لميس : صديقتي الوحيدة والمقربة اخترقتها الرصاصة أمام عيناي لا أصدق ... مهلاً ما هذا 
**************
وليد : لم أصدق عيناي وأنا أري شقيقتي الصغري التي عاهدت نفسي منذ أن سافر والدي وماتت أمي أن أحميها بكل ما أوتيت من قوة .. بل وأيضاً قبل ذلك لقد كنت أراعيها كما لو كانت طفلتي الصغيرة المدللة .. لم أصدق أنني الآن أري تلك الرصاصة اللعينة تخترق جسدها .. لم أصدق عيناي عندما رأيتها .... يا الهي كيف استطاعت فعل ذلك .. لقد ...
***************
مازن:توقف قلبي للحظة عندما رأيت تلك الرصاصة تخترق نورا كدت أموت من هول ما حدث .. لماذا لم تصبني أنا هذه الرصاصة .. ولكن الغريب في الأمر أن نورا .. لم تسقط .. لم تتألم .. لم تصرخ أبداً .. وفجأة لم أصدق ما أري وشككت للحظة بعيناي وأنا أري نورا تلتقط الرصاصة من داخل جسدها باصابعها المجردة وتلقي بالرصاصة علي الارض ليلتئم جرحها في ثوان معدودة وكأنه لم يصيبها شئ أبداً ... ثم بدأت تتمتم بكلام غريب .. لهجة غريبة ..
تشتت في بادئ الأمر ولكني أدركت بعد ذلك أنها تتحدث باللغة الهيراطيقية .. لغة الكهنة .. لم أدرك المرقف في البداية .. ولكني أدركت بعد وقت قصير أنه اذا كان أحمد الوكيل يملك مسدسات ورجال وأسلحة فنحن لدينا سلاحنا السري الذي لا يعلم أحمد عنه شيئاً .. سلاحاً لحسن حظنا لا تراه سوي نورا .. انها ميرا .. الروح التي جعلتنا نجمع ثمان قطع ونتفوق علي أحمد .. انها ميرا التي أرشدتنا منذ البداية .....
لم أعلم كيف ولكنها حتماً تدخلت في منع اصابة نورا بتلك الرصاصة .. أرفق حقاً علي ميرا فلم تحتمل أن تري ابنتها تموت أمام عينيها مرة أخري فلقد أخبرتني نورا ذات مرة انها تشبه ابنة ميرا كثيراً والتي كانت تدعي ( نورامين ) حتي أسمائهما متشابهه بعض الشئ ...
**************
نورا : توقف قلبي للحظة وأنا أري ميرا أمامي تنظر لأحمد ورجاله وشعرت هي بالشر من تجاههم .. لتهمس بعد ذلك في أذني وتقول ( سوف أحميكِ ) بعد ذلك رأيتها تتحرك تجاهي بسرعة وتسكن داخل جسمي ولكي يتم التحام جسدي وروحها جعلتني أفقد الوعي لثوان معدودة لأصحو بعد ذلك وقد أصبحت شخصين وعندما أطلقت الرصاصة علي لم تصبني بالطبع ....
***************
أحمد : ما أنتي كيف استطعتي فعل ذلك

نورا : اي أوم ميرا ( أنا أكون ميرا )

أحمد : ولكن .. ما .. لماذا تتحدثين بهذه الطريقة .. هممم .. مازن يبدو أن محبوبتك قد أصابها الجنون

مازن : أعلمت الآن يا احمد من منا الأحمق

( وابتسم مازن و وليد و لميس فلقد فهموا جميعاً ما يحدث عدا أحمد الذي وقف فاغراً فاهه وارتسمت علي وجهه علامات البلاهة والدهشه معاً )

أحمد ( موجهاً المسدس لرأس نورا ) : حسناً أيتها الحمقاء .. أياً كانت ألاعيبك السخيفة هذه فلن توقفيني أبداً وسأرغمك علي الموافقة أتسمعين

مازن : ألا تشترط اللعنة أن من يوافق يكون حفيداً للقتيل

أحمد : أخيراً تعلمت شيئاً مني .. صحيح وتأكدت أن محبوبتك هذه تحمل الحمض النووي في عروقها انها من أحفاد الكاهنة

مازن : لا أظن ذلك

أحمد : ماذا تعني

مازن : ما أعنيه أن لعنتك لن تتم أبداً

أحمد : حسناً سأنسي ما قلت كأني لم أسمعه.. فلدي عمل يشغلني عن سماع التفاهات من أمثالك ولكن كهدية لك أنت وزملائك لاصطحابي الي هنا سأسمح لكم بمرافقتي للداخل

مازن : ثم ظهر ستة رجال من خلفه وكل اثنين منهما كان موكلاً بأحدنا ليقوموا بادخالنا للغرفة بعنف ومنعنا من الحركة بالداخل بينما كان رجلاً واحداً هو من يمسك بنورا .. وبينما نحن ندخل للغرفة رأيت نورا تنظر الي بقوة وكأنها تقول لي لا تقلق ثق بي واتبع ما سوف أفعله ... وبعد أن دخلنا الي الغرفة ظهر العديد من الرجال يحملون التابوتان والقطع جميعها وأصبحنا الىن جميعاً داخل الغرفة الشاسعة التي تحوي فقط تمثال رع

وضع الرجال كلاً من التابوتين علي مقربة من بعضهما وكان أحد الرجال يحمل زياً فرعونياً يبدو كأزياء الكهنة مصنوع من جلد النمر ثم وضع هذا الزي علي كتفيه ليصبح مظهره كالكهنة تماماً ثم بدأ يتمتم بنفس اللغة التي كانت تتحدث بها نورا ... بعد ذلك أمر رجلان من رجاله بفتح التابوتين .. عندها صرخت نورا فأربكت الرجل الذي كان يحاول منعها من الحركة وتمكنت من التحرر وركضت بسرعة شديدة نحو تابوت ميرا وأخذت عصاة ميرا التي كانت تستعملها في أعمال السحر ولوحت بها بسرعة تجاه أحمد وهي تتمتم بتعويذة ما فانطلق ضوء فضي تجاهه جعله كتمثال لا يتحرك ثم نظرت الي وقالت ( أونا = الآن ) وبدأت هي بالركض لتحاول مساعدتنا وكانت قد أسقطت العصا أثناء ركضها .. في هذه الأثناء بدأت أنا ووليد بضرب هؤلاء الرجال اللذان كانوا يمسكوا بنا وظللنا نضربهم واحداً تلو الأخر و عندما ضربنا الرجلين اللذان كانا يمسكا بلميس صرخت لميس بقوة وقالت : نورااااااا .. انظري

عندها نظرنا جميعاً وحتي الرجال الذين كانوا معنا الي تابوت أكنادين الذي كان يطلق أبخرة غريبة سوداء اللون ثم ظهر منه شئ أشبه بوحش له عينان حمراوان يزمجر بقوة ويركض تجاه نورا

مازن : لقد بدأ ستيقظ أوقفيه يا نورا

نورا : اي أوم بارا مي أكانا ( أنا ضعيفة بدون عصاتي )

لميس : حاولي أن تشغليه سأبحث عنها

مازن : عندها بدأت نورا تركض بسرعة والوحش خلفها ثم اتجهت الي تمثال أحمد وأخذت جلد النمر الذي كان علي كتفه ثم انحنت امام الوحش وقالت : اي ايتو سيتواي ( أنا خادمتك المطيعة مولاي ) حينها توقف الوحش وسادت للحظة من الصمت لثانيه واحدة ثم نظرت نورا تجاه لميس التي كانت قد وجدت العصا فانطلقت تركض باتجاهها وأخذت العصا وقالت : ري كوم با سيرا ( اذهب الي الجحيم )

عندها صرخ الوحش بقوة وبدأ بالانحسار حتي دخل الي تابوته واغلق التابوت خلفه بعنف

عندها ظهرت امرأة ترتدي ثياباً تشبه ثياب الكهنة قديماً علمنا أنها ميرا ولكننا رأيناها جميعاً هذه المرة وقالت : اي فرو ( أنا أشكركم ) لتختفي بعد ذلك

لتسقط نورا بعد ذلك أرضاً فاقدة الوعي وتعود بعد ثوان معدودة نورا التي نعرفها .. عندها نظرنا حولنا فلم نجد سوانا بالغرفة حيث هرب رجال أحمد الوكيل جميعاً عندما رأوا الوحش فبدأنا جميعاً بالضحك الهيستيري حيث وأخيراً انتهت أول مغامرة في حياتنا المهنية كلها
***************
وبعد عدة أشهر
لميس : يا الهي لقد تمزق

نورا : ماذا ! ألن تتم هذه الليلة أبداً في المرة الأولي اختطفت والآن هذا

لميس : نورا ! لا أقصد اخافتك ولكن لقد خيط الثوب وحده .. لقد عاد كما كان

نورا : ماذا
( عندها رأت نورا طيفاً تذكره .. ظهرت لها ميرا وقالت : هذه هديتي لك يا أجمل عروس .. يا ابنتي ) لتحتفي بعد ذلك

عندها دق وليد باب غرفة الفندق التي كانت بداخلها نورا ولميس

وليد : هل أنتي جاهزة يا نور الأنوار

عندها فُتح الباب وظهرت نورا بثوب زفافها

وليد : ما هذا الجمال

نورا : لا تبالغ يا أخي

وليد : حسناً .. مازن ينتظر منذ أشهر .. أظن أنه يكفيه هذا .. أتمني لك السعادة دوماً يا نورا

وبعد ذلك نزلت نورا الي القاعة التي كان ينتظرها بها مازن لفارغ الصبر لينضما الي بعضهما وتتم فرحتهما أخيراً ..